الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صرعات السفور والحجاب بالعراق (((الجزء الثاني )))

عدنان سلمان النصيري

2015 / 7 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


صرعات السفور والحجاب بالعراق (((الجزء الثاني )))
1) الحقبه الاولى من 1917ـ 1958
وتمثل الفتره التي مرت بظل الدوله العراقيه الحديثه بعد التحررمن التسلط العثماني : حيث كانت المرأة العراقية كغيرها من نساء العالم الإسلامي تلتزم الحجاب الشرعي ، كعرف دارج، فتغطي وجهها عن الرجال الأجانب وخصوصا في حواضر المدن . ولكن ظهور الصحوه الثقافيه ، وركوبها بحماسة التغيير الشامل ، نتيجة التحول الحاصل في طبيعة الحكم السياسي بالعراق بعد الحرب العالميه الاولى ، والاندفاع بحماسه في طريق التقدم بمزيد من الحريه ، وبعد ان جثم التسلط العثماني المتهالك على صدورالعراقيين لقرون طويله . قام بعض المثقفين المرموقين من الشعراء والاعيان ، امثال الزهاوي والرصافي وغيرهم ، حيث صاروا يدعون جهارا بحرية المرأه العراقيه ، وتخليصها من قيود الحجاب ،كمفتاح لنهضة الاوطان .
* فالشاعر الزهاوي كان أول من دعا لسفور المرأة العراقية في شعره ؛ ومن ذلك البعض من قوله :
أخر المسلمين عن أمم الأرض .. حجاب تشقى به المسلـمات
وكذلك بقوله : مزقي ياابنة العراق الحجابا .. واسفري فالحياة تبغي انقلابا
وكما قال الشاعر معروف الرصافي : هي الأخلاق تنبت كالنبات .. إذا سُقيت بماء المكـرمات
وفي موضع شعري اخر : وما ضر العفيفة كشفُ وجه .. بدا بين الأعـفاء الأبــاة
وكذلك قال :ولستُ من الذين يرون خيرًا .. بإبقاء الحقيقة في الخــفاء
ومن ثم لتظهراصوات متعدده، من داخل الدوله العراقيه والبلاط ، لتشحن وجدانية الشارع البغدادي بالدرجه الاولى، من امثال ساطع الحصري و ورستم حيدر وحكمت سليمان وغيرهم ، وبعد ان اصبحت الاداره البريطانيه سباقه بدعم هذا التوجه ، وصارت تساهم بتاسيس اول مدرسه للبنات سنة 1920 ، اعقبتها مدارس عديده اخرى منتشره في البلاد ، وكذلك تأسيس كليات مختلطه مثل الحقوق و الطب و الهندسه والفنون .....الخ، من اجل رفع المستوى العلمي لكل العراقيين .
بدأت اول حركة نسوية عراقية تمارس النشاط الاجتماعي العلني ، من خلال مجموعة من النساء المتعلمات من الطبقة الأرستقراطية، بتأسيس أول ناد نسوي أطلق عليه أسم (نادي النهضة النسائية) عام 1923 ،وتوجت انجازاتها تلك على المستوى الاعلامي ،ولنفس الفتره، باصدار اول مجله نسائيه تسمى (ليلى) صارت تساهم وتدعم منح الحقوق السياسيه للمراه العراقيه . وصارت الجهود النسويه تعمل على تحقيق الكثير من الاعمال على حيز الواقع بشكل جدي ،وصرن يحققن التغيير الفعلي على واقعهن الموروث ،وكما يذكر كذلك ،بان واحده من اهم البوادر بتطبيع السفور كانت من خلال فعاليه لاحدى الفرق الكشفيه للبنات وهن يسستعرضن مع فرق البنين بمناسبة استقبال حاشد للملك غازي بمطار بغداد واثناء عودته من زياره للاردن سنة 1934 ، وحينها قامت قيامة كل المتشددين من المعارضين في الحكومه الملكيه والبرلمان ، بالنقد والتشهير بصحفهم الخاصه .
لتلي هذه الفتره جملة انجازات ،كما في القيام بتأسيس المنظمات الخيريه ،مثل جمعية الهلال الاحمر وجمعية حماية الاطفال،وجمعية بيوت الامه، وجمعية البيت العربي . وفي بداية عام 1952 قمن بتاسيس اول منظمه شعبيه ديموقراطيه تحت اسم (رابطة الدفاع عن حقوق المرأه) .حتى صار عالمهن في هذه الفتره على وجه التحديد يزخر بالكثير من المثقفات والمحترفات للفنون والادب والعلوم ، ومدعاة تباهي وفخر مع اكثر الدول المحيطه والبعيده .
وعلى صعيد السياسه صارت المرأه العراقيه تعي السياسه ، وتساهم بطموح اكبر في هذا المجال ، وقامت بتأسيس تجمع نسائي يدعو لمكافحة الفاشيه ، تحت عنوان (الرابطه النسائيه).وفي منتصف الاربعينات اصدرت مجلة (تحرير المرأه) حيث لاقت معارضه شديده من التيار المتشدد ولم يكتب لها الاستمرار.
لكنها لم ترضخ لطبيعة ظروفها الصعبه انذاك ، بل اصبحت تساهم بشكل مميز وفاعل ، وتبرز اكثر في النشاطات السياسيه الوطنيه ، وصارت تعمل على تفعيل الحشد الجماهيري ، وتتقدم المظاهرات في اكثر من مناسبه ، وتبذل التضحيه بالدم ، من اجل الاستقلال السياسي والتحرر الوطني . حتى وصل الحال بها الى التعرض للاعتقال من قبل ادوات امن السلطه الملكيه ، وكما يذكر وفي حاله واحده بان اكثر من 150 امرأه تعرضت للاعتقال في انتفاضة تشرين1/ 1952.
ولايغيب عن حقيقه تلك الحقبه ، بان تمازج كل المجتمعات العراقيه بشكل فسيفسائي، قد ساعد كثيرا بتعميم ظاهرة السفور والتحرر من الحجاب ، كما في طبيعة مجاورة الطوائف المسيحيه ومنهم الارمن ،اضافة الى االطائفه اليهوديه. كل ذلك منح المرأه المسلمه في المجتمعات المتجاوره ، حصانه اجتماعيه، ومرونه اكثر بالحركه والتنقل بالشارع ومن دون المساس بمشاعر الحرية .
كذلك فان تقبل ظاهرة السفور كانت مرهونه بشكل طبيعة الانفتاح والتالف المجتمعي المتجاور داخل الحارات والمدن ، و اعتمادا على درجة التحرر من الشكليات القبليه والعشائريه، وكذلك على مقدار ثقافة الالتزام بالقوانين المدنيه داخل الدوله .
وهناك حقيقه اخرى جديره بالذكر والاهميه ، فقد لازمت الازدواجيه لكثير من النساء داخل الاسر المتحرره من الحجاب ولوقت متقدم ومستمر لهذه الحقبه ، وهي الاحتفاظ بالعباءه معلقه وراء الابواب ليس لقيمتها التراثيه ، ولكن لاستخدامها بالارتداء على اثواب البيت عند الطوارى، عند اقضاء متطلبات المشاوير السريعه خارج البيت ، سواء بالتسوق او زيارة الجيران أ وبفض الاشكالات السريعه عند الباب مع الغرباء ، وكذلك القيام بارتدائها عند زيارة المراقد المقدسه ، وبحضور المناسبات الدينيه ومجالس المواساة في العزاءات الخاصه والعامه . وهذا الامر قد كان ساريا حتى على النساء المسيحيات واليهوديات في ذلك الزمن . >>>>(((البقيه في الجزء الثالث)))












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشيف عمر.. طريقة أشهى ا?كلات يوم الجمعة من كبسة ومندي وبريا


.. المغرب.. تطبيق -المعقول- للزواج يثير جدلا واسعا




.. حزب الله ينفي تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي بالقضاء على نصف


.. بودكاست بداية الحكاية: قصة التوقيت الصيفي وحب الحشرات




.. وزارة الدفاع الأميركية تعلن بدء تشييد رصيف بحري قبالة قطاع غ