الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بنو سعد وأبناء هاغن

صادق الازرقي

2015 / 7 / 22
الارهاب, الحرب والسلام


أجلت السلطات الألمانية يوم الاحد الماضي 16 ألفًا من سكان مدينة انغينهاغن، وأغلقت طريق المرور السريع، بعد ان تناهى الى اسماع المسؤولين تواجد قنبلة من مخلفات الحرب العالمية الثانية، كما قررت بلدية المدينة والجهات المسؤولة ان الاجلاء والاغلاق يبقى حتى إبطال مفعول القنبلة، وكانت سلطات هانوفر الألمانية، قد أجلت في آيار الماضي 31 ألفًا من سكان المدينة، لإبطال مفعول قنبلة أخرى من مخلفات الحرب العالمية الثانية، جرى إخراجها من تحت الأرض؛ فعل الألمان ذلك برغم ان احتمالات انفجار القنبلتين تكاد تكون معدومة.
اما نحن في هذا العراق المبتلى، فيظهر ان ارواح الناس لن تهم ابداً احداً من المسؤولين والقادة الامنيين، و معرفة الدلائل على ذلك لا تحتاج الى عناء، ويكفي ان نتمعن في التداعيات المتعلقة بالتفجير الاجرامي في ناحية خان بني سعد في محافظة ديالى مؤخرا الذي ذهب ضحيته العشرات من قتلى وجرحى لنتبين هول المأساة التي تسحننا؛ اذ ان كل الدلائل تشير الى ان الجهات الأمنية كانت تعرف ان انفجاراً سيقع في الناحية، وبرغم ذلك لم يفعل المسؤولون شيئا لمنعه، وفي هذا يقول رئيس محكمة استئناف ديالى، ان "مدير شرطة خان بني سعد اعترف خلال التحقيق معه بتلقيه برقية قبل أيام من الحادث، تشير إلى نية الإرهابيين بتفجير سيارة مفخخة في المدينة"، فلنتصور مقدار الاستهانة بأرواح الناس واحتقارهم من لدن المسؤولين الأمنيين؛ وبمقارنة الوضع بالمدينة الألمانية فان عملية الاجلاء كانت ستكون اسهل لدينا اذ ان عدد نفوس الناحية بمجملها هو 17 الفاً معظمهم يتوزعون في مناطق زراعية، وعليه فان المنطقة التي كانت مهددة بالتفجير هي سوق الناحية وعدد ساكنيها محدود، وكان من الممكن اجلاؤهم بسهولة لحين كشف السيارة المفخخة.
ولكن من اين لنا بأناس ذوي ضمائر حية، بعد ان ماتت ضمائر معظم المسؤولين، فما عادوا يحفلون الا بما ينتفعون منه، وبهذا الصدد، كشفت محكمة الاستئناف عن "توقيف المفرزة المسؤولة عن أمن المنطقة المكونة من 11 عنصراً"، منوهة على أن "أحد عناصر المفرزة اعترف باشتراكه في الحادث من خلال مساعدته على دخول العجلة المفخخة".
يتسابق مسؤولونا بعد كل انفجار دامٍ بإرسال برقيات الادانة والاستنكار لتظهر في "تايتل" الفضائيات؛ وتلك عملية تافهة ومخزية، اذ ان على المسؤول العمل وليس الكلام والاستنكار، كما ان على المسؤولين الأمنيين والجهات التنفيذية، ان يلوذوا بالصمت والعمل بسرية ليتابعوا المنظمات الإرهابية والاجرامية ويهاجموها في عقر دارها وقبل ان تنفذ جرائمها، مثلما تفعل الحكومات والدول التي تحترم نفسها؛ فلنتصور كم يكون الامر مخجلاً وكارثياً لو ان الرئيس الأميركي السابق بوش الابن اعرب عن استنكاره لهجمات أيلول 2001 في اميركا ولم يفعل شيئا؛ ولكنه فعل ولم يقل الكثير.
يتعرض العراق الى محنة كبيرة والى انهزام شامل، ولربما المقبل يكون امر وأكثر انكساراً إذا ظل المسؤولون ذاتهم يحكموننا بفشلهم المتعاظم، وسنظل ننزف سيولاً من أرواح أبناء مدننا فيما يحرص الآخرون على ناسهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هجوم روسي عنيف على خاركيف.. فهل تصمد الدفاعات الأوكرانية؟ |


.. نزوح ودمار كبير جراء القصف الإسرائيلي على حي الزيتون وسط مدي




.. أبرز ما تناولته وسائل الإعلام الإسرائيلية في الساعات الأخيرة


.. الشرطة تعتقل طالبا مقعدا في المظاهرات الداعمة لفلسطين في جام




.. تساؤلات في إسرائيل حول قدرة نتنياهو الدبلوماسية بإقناع العال