الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحن و(( داعش)) ضحايا المتاجرين بديننا

نهاد كامل محمود

2015 / 7 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


نحن و(( داعش)) ضحايا المتاجرين بديننا

نشر احد الاخوان على الفيس بوك فيديو لشيوخ عشائر مدينة الموصل العراقية الواقعة تحت نير (( داعش )) وداعش هذا هو مصطلح للدولة المزعومة المسماة الدولة الاسلامية في العراق والشام .. وقد وصف هذا الناشر اولاءك الشيوخ بالعبارات التالية :-

(( شاهدوا خسة ونذالة عشائر الموصل واذلالهم وهم يبايعون الدواعش .. وعندما تتحرر الموصل من الدواعش ايضا صيروا مع الحكومة وبايعوها ياخونة وتربية حزب البعث )) .

لقد اثار هذا التعليق في نفسي حب اظهار الحقيقة كما اتصورها انا بل كما عشتها انا والتي هي عكس ما تفضل به الاخ ناشر الفيديو .. لانني متاكد بنسبة مؤية عالية جدا انه هو ( اي هذا الشخص نفسه ) كان يصفق ويهلل لصدام حسين ابان حكم البعث شانه في ذلك شان كل عراقي موجود في العراق .. فقد عشت انا في زمن البعث الذي لم يكن فيه من يجرؤ ان لا يصفق او لا يهلل وان تطلب الامر ان يرقص فسيرقص ايضا .

لقد اعدت نشر الفيديو مع المقدمة التي نشرها هذا الاخ ولكنني اضفت لها المقدمة التالية حيث قلت :-

انا اتصور ان هؤلاء الشيوخ في مدينة الموصل يتكلمون تحت ارهاب داعش الذي فاق ارهاب صدام حسين والمتسلطين معه من البعثين وغير البعثين بكثير جدا .. وهذا لا يعني اني ابرىء هؤلاء الشيوخ في الموصل .. ولا ابرىء نفسي .. ولا ابرىء المجتمعات العراقية وخاصة المجتمعات الاسلامية السنية والشيعية .. وكذلك لا ابرىء الاخ ناشر هذا الفيديو .
فمجتمعاتنا يااعزائي بفعل ما مرت به من ضيم ومظالم وحشو لعقولها بتخريفات وتحريفات الفقهاء قد اصبحت بكل افرادها منافقون .. وكذابون .. وخونة .. وجبناء .. وانتهازيون .. وجواسيس ضد وطننا وشعبنا واهلنا .. واصبحنا جميعا لا نأتمن احدا ولا نؤتمن من احد قط .. فلا غرابة اذا ان يصدر عني وعنك وعن ناشر الفيديو وعن غيرنا مثلما صدر عن شيوخ الموصل .

انا لا انكر ان بيننا استثناءات جيدة جدا .. وبطولات وطنية .. وتضحيات بالغالي والنفيس .. وايثارات انسانية كثيرة .. ولكنها لا تشكل اية نسبة مئوية امام الاغلبية الساحقة المسحوقة بالافكار التي ينشرها فقهاؤنا بايحاءاتهم .. وفتاويهم .. وتحريفاتهم عبر قرون .. والتي صبغتنا بكل الاوصاف الرديئة التي ذكرتها اعلاه .. والتي لولا تلك الرداءة الناتجة عن افكار فقهائنا الكرام لما تبادل اسقاطنا واحتلالنا وانتهاك اعراضنا واموالنا في قعر دارنا الغريب والقريب ومنذ احتلنا هولاكو بل وقبلها بكثير .

اصبحنا ياسادتي الان بفضل حماية ورعاية وتوجيه وتحريض قادتنا الفقهاء التي هي الخطر الاكبر .. نعم اصبحنا الان يعوزنا الشرف .. والغيرة .. والشجاعة التي نجاهر بها كلاما ولكن لا وجود لها حقيقة في اعماقنا .

لا تؤاخذوني ياسادتي ولا تؤاخذو هؤلاء الشيوخ في الموصل .. فجميعنا سنة وشيعة اصبحنا مثل (( داعش )) .. وحتى (( داعش )) ياسادتي القراء هم مثلنا ضحايا المتاجرين بالدين الذين يهيؤون مستلزمات الظلم والاحتلال لكل قوي مقابل فتات موائده على حساب ارواحنا .. واعراضنا .. واموالنا .. وحاضرنا .. ومستقبلنا .. ومستقبل اولادنا .

محبتي وتحيتي واحترامي لكل من يؤيدني او يعارضني فيما اقول .

نهاد كامل محمود








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فوبيا الفقهاء
عبد الله اغونان ( 2015 / 7 / 28 - 23:45 )

الظلم والاستبداد يخلق الطائفية والتطرف

فساد السياسين هو علة العلل

فلو صلح صدام حسين لما ظهرب الطائفية والعنف

هاجم الأكراد فم هاجم ايران ثم الكويت

الفقه أصلا هو فهم العقيدة وفهم مصالح الناس وليس البحث عن الحكم عليهم فمهم في الوقف

والزكاة والحج مصالح الناس المادية والروحية

لو صلح وأصلح ولاة الأمور لصلح الفقهاء لكن ارتباط حكام قاحر على توطيد حكمهم ولو

بالفساد والافساد وتلقي التعليمات من الخارج

في الحديث الشريف

اثنان اذ صلحا صلح الناس الأمراء والعلماء

واذا فسد الأمراء فانهم لايختارون الا عملاء علماء يؤيدون مايرغبون فيه


2 - الى المحترم عبد الله اغونان
نهاد كامل محمود ( 2015 / 7 / 29 - 09:54 )
جواب الكاتب للتعليق رقم 1
ياسيدي كلامك اليوم جاء بالمقلوب .. فالطائفية التي خلقها ومازالوا يروجون لها الفقهاء هي التي تخلق الظلم والاستبداد والفقهاء هم السياسيون علنا ومن وراء ستار ايضا وليس غيرهم .. فحزب الدعوة الشيعي واحزاب الاخوان المسلمين السنية هم السياسيين الذين نافسوا صدام وغير صدام من اجل السلطة وليس من اجل الدين وهم ايضا حتى فيما بينهم يتقاتلون تنافسا من اجل السلطة ووسيلتهم هي تخليف المسلمين . فالازهر يعلن مدة حمل المراة ممكن تستمر خمس سنين والشيعة يحلون تفخيذ الرضيعة فهل تقر حضرتك هذا ؟. الا تجد هذا لا وجود له لا في القران ولا في اي دين اخر فهو وغيره كثير من تلفيقات الفقهاء لصرف الناس عن حقوقهم ومصالحهم والهائهم بهكذا تحريفات وتخريفات لكي يسهل على الفقهاء السيطرة على عقول الناس وبالتالي سيطرتهم على مقاليد الحكم .
لك تحيتي ومحبتي واحترامي

اخر الافلام

.. تأهب أمني لقوات الاحتلال في مدينة القدس بسبب إحياء اليهود لع


.. بعد دعوة الناطق العسكري باسم -حماس- للتصعيد في الأردن.. جماع




.. تأبين قتلى -وورلد سنترال كيتشن- في كاتدرائية واشنطن


.. تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!




.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي