الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألحزب السياسي وأكذوبة العاصمة الاقتصادية لمصر

فتحي حسين

2015 / 7 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


الحزب السياسي وأكذوبة العاصمة الاقتصادية لمصر
د.فتحي حسين
تلقيت دعوة في نهاية شهر يوليو الجاري من زميل صحفي لحضور مؤتمر صحفي لحزب سياسي جديد تم تأسيسه مؤخرا ويدعي حزب المستقبل الذي يترأسه أمين لجنة القاهرة بحزب الفريق أحمد شفيق الهارب الي الإمارات "الحركة الوطنية" وذلك لمناقشة مبادرة أعدها الحزب عن ما أسماه بالعاصمة الاقتصادية لمصر وكان حضور الندوة ضعيف جدا يقتصر فقط علي أعضاء اللجنة العليا للحزب الذين أبدوا شكرا وثناءا علي مبرر او غير مقنع ودون داع للمبادرة التي أعدوها هم مع رئيس الحزب لعرضها علي رئاسة الجمهورية مما اثار غضب بعض الصحفيين المتواجدين بالندوة مما دعا البعض للاعتراض علي جدوي هذه الندوة من الاساس ما دام اعضاء هيئة مكتب الحزب معد المؤتمر الصحفي هم الذين يثنون علي المبادرة وكأنها حلم المصريين المنتظر ولكن علي اي حال استمعت الي الفكرة التي طرحها الحزب الوليد وهي عبارة عن مبادرة لاقامة العاصمة الاقتصادية لمصر كمشروع قومي بتمويل شعبي علي غرار مشروع قناة السويس الجديدة وهذه مغالطة كبيرة وقع فيها الحزب لاسيما مخاطرته بطرح هذا المشروع في هذا التوقيت الذي ينتظر فيه المصريون حفل افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة وفي توقعه الإقبال الشعبي عليه مثلما حدث في الاقبال علي تمويل قناة السويس الجديدة وهذا لن يحدث بسبب أن الداعي الي مشروع القناة هو الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أحبه الجميع والتف حوله المصريون عندما وضع روحه علي كفه وحارب الارهاب والاخوان وحفظ مصر من شرورهما , بينما من ناحية اخري فان تلك الدعوة جاءت من حزب مجهول أو بالاحري حزب "نكرة" لا يعرفه إلا أعضاءه فقط الذين يتعدون علي الاصابع اليد والبعض من الإعلاميين والصحفيين "المدفوعين " أو المتعاقدين مع الحزب إعلانيا ..وهذه هي حقيقة الحزب الذي ليس له ارضية في الشارع مثلما أن هناك اكثر من 100 حزب سياسي في مصر لا يعرف الانسان الطبيعي عنهم شيء ولا اسماء 10 احزاب فاعلين منهم ومن ثم فالدعوة فاشلة قبل ان تبدأ !!
ثم أن الحزب يمني نفسه باهتمام الحكومة بتنفيذ هذا المشروع حال عرضه عليها وفي الحقيقة الحكومة الان حائرة وتعمل في موضوعات أخري اهم من مبادرة العاصمة الاقتصادية المزعم طرحها ناهيك عن عدم قيام الحكومة نفسها بتنفيذ أيا من مشروعات مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي المنعقد في مارس الماضي ناهيك عن الغموض حول المؤتمر الذي إنتظره الملايين من المصريين والعرب ومستثمري دول العالم ولكنه لم يحدث شيء يذكر حتي الان فيما يتعلق بالمشروعات التي طرحت بالمؤتمر والاستثمارات القادمة من الخارج ومن ثم فان الرهان علي قدرة الحكومة أو الرئاسة علي النظر فقط في فكرة الحزب الوليد الان او بعد 20 سنة هو رهان خاسر ..يضاف الي هذا مصيبة كبري وهي طرح الحزب فكرة ايقاف هجرة المصريين الي القاهرة ويقصد بها أهالينا في الصعيد والدلتا وهذه مخاطرة غير محسوبة العواقب لان هذه الفكرة طرحها من قبل محافظ القاهرة الاسبق د.عبد الرحيم شحاته وانقلبت عليه الدنيا وما عليها وظل الاعلام والصحافة والمجالس الشعبية بالوجه القبلي تطالب برأس شحاته حيا أو ميتا ومن ثم فان طرح الحزب الجديد هذه الفكرة مخاطرة قد تقضي علي مستقبل الحزب قبل ان يبدأ خطواته الاولي في عالم السياسة وتجعل الناس تطالب بوقف ترخيص الحزب من الاساس الامر الذي كان يتطلب التروي قبل طرح هذه الفكرة الخطيرة .
كما أن مبادرة الحزب اختار منطقة سيناء لاقامة العاصمة الاقتصادية وهذا ضرب من الخيال لان سيناء الان لم تعد مستقرة علي الاطلاق ولا يزال قواتنا المسلحة تحارب الارهاب بها والعناصر الاجرامية النشطة هناك ولا تزال الانفاق موجودة بين مصر وفلسطين لتهريب الاسلحة والمخدرات والدعارة والاموال المزورة التي تتم عبر هذه الانفاق ناهيك عن العمليات الارهابية المستمر بحق جنودنا في سيناء وهناك مثل يعرفه طالب الاعدادية وهو ان "صاحب رأس المال جبان "فكيف يتسني لصاحب مال او مستثمر ان يتجه الي الاستثمار هناك ولم يكتب لهذه المنطقة الاستقرار بعد ..فكان رد رئيس الحزب علي هذه النقطة ان الارهاب في سيناء ينقضي بالتنمية وهذا ليس صحيح كليا لانه لم يأتي بجديد فنحن نتحدث عن التنمية في سيناء منذ سنوات عديدة أيام المخلوع مبارك ولم نري اي شيء وكان الجواب ان سيناء خط احمر ولكني اعتقد ان حل سيناء سياسي اكثر منه اقتصادي لان الحكومة في حاجة الي موارد مالية من اجل تنمية سيناء بعد ذلك واحوال الاقتصاد المصري لا تسمح بذلك علي المدي القريب ..اعتقد ان ما يطبق في دول اخري ليس بالضرورة أن يطبق في مصر فيما يتعلق بالعاصمة الاقتصادية للبلاد فليست أمريكا مثل مصر مثلا ومصر ليست تونس كما قال الباحث عمرو الشوبكي في مقاله الشهير قبل ثورة 25 يناير فلابد اولا من القضاء علي الامية والفقر والمرض في البلاد والقضاء علي الفساد والمحسوبية وتحقيق العدالة الاجتماعي وتوعية المواطنين بالمواطنة والالتفاف حولل هدف واحد الان فقط قبل ان نفكر في العاصمة الاقتصادية للبلاد أو طرح اي فكرة والسلام لاغراض الشو الاعلامي امام الحكومة والرئيس.. وعلي الله قصد السبيل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصين تحذّر واشنطن من تزايد وتراكم العوامل السلبية في العلاق


.. شيعة البحرين.. أغلبية في العدد وأقلية في الحقوق؟




.. طلبنا الحوار فأرسلوا لنا الشرطة.. طالب جامعي داعم للقضية الف


.. غزة: تحركات الجامعات الأميركية تحدٍ انتخابي لبايدن وتذكير بح




.. مفاوضات التهدئة.. وفد مصري في تل أبيب وحديث عن مرونة إسرائيل