الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التنمر في المدارس العراقية

جواد الديوان

2015 / 8 / 5
الطب , والعلوم



التنمر اعتداء جسدي او لفظي او نفسي يهدف الى الحاق الضرر بالمعتدى عليه، ويتكرر ذلك مع الزمن. وفي المدارس يمثل مشكلة مهمة تؤثر سلبا على صحة الطالب ووظائفه الاجتماعية، ومنها التحصيل الدراسي. واذ اهتمت الدول المتقدمة بالتنمر ودراسته، فان العالم العربي قد اهتم به مؤخرا.
صاحب نمو اطفال وشباب العراق الحروب المتكررة، وحرب اهلية طاحنة، ونزاعات سياسية وطائفية وارهاب، واثر ذلك التعرض او المصاحبة سلبا على نموهم الجسدي والنفسي. وكان هذا التاثير او التوقع حافزا لدراسة ولية للتمنر في المدارس الاعدادية.
شملت الدراسة 300 طالب وطالبة اعدادية، تم اختيارهم بطريقة عشوائية، وكانت نسبة الذكور الى الاناث 1.3:1. وعند مقابلة كل طالب تم استحصال معلومات ديموغرافية والتعرض للعنف، وكذلك التنمر.
ومن مجموع الطلبة، ظهر 86.5% متنمرين، و 80.5% ضحايا تنمر و 74% متنمرين وضحايا تنمر اي تبادلوا ادوار التنمر وضحايا التنمر، و765 متفرجين على التنمر وضحاياه. اما انواع التنمر فكانت جسدية اي ما يوجهه طالب الى اخر (ضرب او رفس او دفع او بصاق او عدم الترحيب وغيرها) بين 77% من الطلبة، اما النمر اللفظي (الاستفزاز والتنابز بالالقاب والاهانة والتهديد وغيرها) بين 60.5% من الطلبة، وتنمر علاقات (اطلاق كلمات وتسميات جنسية) بين 42.5%.
الارقام المذكورة اعلاه في نوع التنمر (جسدي او لفظي او جنسي) او الدور في التنمر (متنمر او ضحية او متفرج) اعلى من النسب التي وردت من العالم العربي. وربما تفسير هذه الظاهرة بالنمو في مجتمع وثقافة تتماهى مع النزاعات السياسية والطائفية، حيث تقضي هذه الثقافة حل النزاعات بالعنف. وقد استمر التعرض للعنف لاكثر من عقد من السنوات. ان هذه الثقافة والتعرض للعنف يشجع الاحساس بالانتساب لمجموعة (عشيرة او قبيلة او عائلة او غيرها) والشعور بالافضلية على الاخرين. كما تشجع هذه الثقافة عدم تقبل الاختلاف، والشعور بان المختلف اقل قيمة او مرتبة، وهذا يشجع على الكره.
النسبة العالية للتنمر في العلاقات (التنمر الجنسي) وممارسته عن طريق اطلاق طرائف جنسية قذرة او ملاحظات جنسية او غيرها، يعكس الاتجاهات الجنسية بين المراهقين. وقد اكدت دراسات عديدة بان التنمر يتاثر بالاتجاهات الجنسية، وتتاثر الاخيرة بالتعرض للحروب والعنف.
ان الانتشار الواسع تمثل في النسب العالية التي وردت تعني تعاظم المشكلة في المدارس وتحتاج الى معالجات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العنف المدرسي ظاهرة عالميةنجده حتى بين الكتّاب هنا
سامح ابراهيم حمادي ( 2015 / 8 / 5 - 18:06 )
الفاضل السيد جواد الديوان

هذا موضوع خطير حقا، يحتاج إلى رصّ كل جهود المتخصصين في علم التربة والاجتماع
الموضوع يهمني كثيرا، ولاحظت أنه منتشر في المدارس الغربية أيضا، وبقوة

فإذا كنا نعزو الأمر إلى المشاكل السياسية والظروف الأمنية في بلادنا، فبماذا نفسر ما يتعرض له طلاب المدارس الغربية؟

كذلك لاحظت أن العنف يشمل المدارس ذات المستوى المتدني، في حين أن المدارس المشهورة المعروفة بانضباطها وتخريجها لنخبة متقدمة ذهنيا من الطلبة تنعدم فيها مشاكل العنف والتنمّر

نرجو إثارة الموضوع واقتراح الحلول

من جهة أخرى، تأمّل سيدي الحوار الفظ الذي يجري بين المتناقشين

مستويات نقاشهم تدل على البيئة التي عاشوها
هكذا كانوا في مدارسهم، وهكذا تعلموا من أساتذتهم، وآبائهم، وقوّادهم وحكامهم

الحوار مع المختلف قلما يسوده الاحترام، فإن عجز الكاتب عن المحاورة رمى مخالفه بالحسد والنرجسية وهو لا يعلم أنه المصاب بهذه الأمراض التي يسقطها على الآخر

أولادنا في حاجة إلى تربية بيتية، ومدرسية تقوم على احترام وجهات النظر المخالفة
لكن ثقافتنا مبنية على الاستسلام للرأي الأوحد وعلى شاكلتها نكون

والسلام عليكم


2 - التنمر
جواد الديوان ( 2015 / 8 / 5 - 19:11 )
سيدي سامح ابراهيم حمادي
اهتمامكم يا سيدي واضح بالموضوع، وما نشرته هو ترجمة لرسالة بعثتها الى المجلة العالمية للبحوث المتقدمة (500 كلمة) ونشروها. وهذه جزء من اطروحة ماجستير في كلية الطب -بغداد اشرفت عليها وسيناقشها الطالب في شهر تشرين الاول 2015 ان شاء الله. وهناك تفاصيل عديدة في الموضع، واشرف على رسالتين بورد تتناول الموضوع بطريقة اخرى.
نعم ان التنمر ينتشر في المدارس الغربية ولكن بشكل اقل بكثير مما ذكرته، ولكل مجتمع ظروفه ومسببات هذه الظاهرة. والتفسير الذي طرحته هو الاقرب لتفسير الظاهرة، والاخطر منها التوجهات الجنسية للجيل الجديد، وهذا مكتوب بين الاسطر. وربما يا سيدي نتطرف اقصد الاطباء في تفسيرنا، والحل الامثل هو ورش العمل التي تجمع الاختصاصات المتقاربة لدراسة المشكلة. ولكني فشلت في جمع مثل هذه الاختصاصات، ووقتها كان الموضوع عن الكرب التالي للرضح وهو ما يسميه البعض اضطراب ما بعد الصدمة. مرة اخرى تقبلوا تحياتي وتقديري

اخر الافلام

.. خرائط غوغل… قصّة سويسرية


.. اعتصام أمام معهد العلوم السياسية في باريس تضامنا مع غزة




.. مظاهرة في جامعة العلوم السياسية بباريس دعما للقضية الفلسطيني


.. استمرار التظاهرات الطلابية المتضامنة مع غزة في معهد العلوم ا




.. كيف نحمي الأطفال على الإنترنت مع تطور الذكاء الاصطناعي