الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
ملف الاصلاح السياسى فى العالم العربى
عبدالله مشختى احمد
2005 / 10 / 15ملف 15-10- 2005 الديمقراطية والاصلاح السياسي في العالم العربي
السؤال الاول / من ملف الاصلاح السياسى فى العالم العربى
اشارك فى هذا الملف بالاجابة على الاسئلة الخمسة بصورة منفصلة لان دمج ا جوبة كل الاسئلة فى مقالة واحدة
تؤدى الى تشتت الفكرة المتغاة من الموضوع. لذا سأبدا بالسؤال الاول .
ان التغيرات التى طرأت على العلاقات الدولية بعيد انهيار المعسكر الشرقى او ما كان يسمى بالاتحاد السوفيتى ، وبروز الولايات المتحدة الامريكية كالقوة العظمى الوحيدة فى العالم وما جرى بعد ذلك من مداولات ومناقشات فى الوسط الدولى ومؤسسات الامم المتحدة حول مبدأ التدخل الد ولى فى حالات معينة بحيث لا تتعارض وميثاق الامم المتحدة وما جرى من تفسيرات وتعديلات من اجل اقرار هذا المبدأ وبعم من الادارة الامريكية ومبادرة منها وذلك لمل تقتضيه مصالحها الاستراتيجية ولما كانت تشعر به من مخاوف الارهاب الدولى التى كانت تستهدفه وخاصة من الموجة الاصولية الدينية المتطرفة التى ظهرت فى بعض دول العالم الاسلامى والعربى كنظام طالبان فى افغانستان والتيارات الاصولية فى بعض الدول العربية والاسلامية الاخرى ، وخاصة بعد موجة اعتداءات سبتمبر على نيويورك ومدن امريكية اخرى تحركت امريكا وبشكل مكثف من اجل الحصول على الدعم الدولى للاطاحة بنظام طالبان وشكلت تحالفا دوليا من اجل تحقيق ذلك وايضا التدخل فى يوغوسلافيا السابقة لحماية المسلمين الذين تعرضوا لحرب ابادة عنصرية ، وقبلها التدخل من اجل حماية الكرد العراقيين من نظام صدام .
هذه الاحداث جميعها فتحت افاقا جديدة للشعوب التى كانت تعانى من القهر والظلم والاستبداد والقمع على ايدى حكامها الطغاة دون ان يكون هناك جهة دولية تدافع عنها ، والتى كانت تقمع بالسلاح اية دعوة تطالب بالاصلاح متعللا بمبدأ عدم التدخل فى الشؤون الداخلية لاية دولة عضوة فى المنظمة الدولية ، وكم من جرائم ارتكبت بحق الشعوب تحت غطاء هذا المبدأ . قلنا ان افاقا جديدة امام الشعوب وولدت لديها املا بانها ستتمكن من التحرر من الانظمة الدكتاتورية والفاسدة التى تحكمت بمصيرها خلال العقود المنصرمة.
ومن خلال الدراسة والمعاشرة لفترة زمنية تقارب القرن من الزمان ثبت بان اغلبية الانظمة التى حكمت البلاد العربية كانت انظمة قمعية ودكتاتوريةكبلت شعوبها وكممت افواهها واغتصبت حرياتها وهضمت حقوقها ، وان جميع دعوات المطالبة بالاصلاح السياسى والديمقراطى فى العالم العربى لم تلقى اذانا صاغية او انها كانت تقبر بالاجهزة البوليسية وبواسطة السراديب والزنزانات الرهيبة.
ومن هذا المنطلق تحركت امريكا ومن اجل الحفاظ على امنها ومصالحها الاستراتيجية فى التدخل فى شؤون الدول العربية والاسلامية وتحت غطاء الشرعية الدولية بدعم من المنظمة العالمية ، اسقطت نظام طالبان وازيح نظام البعث من حكم العراق وطرحت مشروع الشرق الاوسط الكبير للاصلاح وذلك لتحقيق هدف معين وواضح وهو القضاء على المد الاصولى الاسلامى الذى تنامى فى العالم العربى بالذات والذى يعتبر امريكا هو العدو الاول والاخير لها . ومن الواضح جدا بان امريكا لاتبغى من دعوتها للاصلاح فى العالم العربى مساعدة شعوبها وتطويرها نحو الافضل بقدر حاجتها لتأمين مصالحها الحيوية فى المنطقة ، ولكن من مقولة عدو عدوى صديقى بادرت الكثير من القوى فى العالم العربى للتعاون مع امريك من اجل تنفيذ هذا المخطط بعد ان يأست هذه القوى فى التأثير على الانظمة الحاكمة فى البلدان العربية وبأمكاناتها الذاتية المحدودة امام القوة العسكرية الرهيبة التى يمتلكها الحكام العرب المستبدين بحق شعوبهم.
ان الضغوطات الخارجية التى مورست على الانظمة العربية خلال السنوات الثلاثة الماضية قد حققت بعض الخطوات فالاجتياح الامريكى للعراق واسقاط نظام صدام قد جعلت الانظمة العربية تشعر بان الاستمرار على مواقفها من قضايا الديمقراطية والحريات قد تجعلها ان تكون مصيرها كمصير صديقهم صدام حسين وطالبان ، واقتنعت الى درجة بان القوة الكبرى الوحيدة فى العالم والمتمثلة بامريكاستؤثر على مصالحها وستهز كراسى حكمها وتلميحاتها ستؤدى الى تغييرات واسعة فى هذه البقعة من العالم ، وخوفا مما حدث لصدام ان يحدث لها بادرت الى تخفيف لهجتها فى قضايا مثل الحريات وفتح الاجواء امام بعض الافكار الديمقراطية والانفتاح على القوى المعارضة والديمقراطية ، كما نرى من خطوات اولية نحو الانفتاح ظهرت فى السعودية ومصر وسوريا وغيرها من الاقطار العربية، نعم ان الضغوطات الدولية والتهديد بالتدخلات ستكون عوامل مساعدة لاحداث التغيير وحتى اقامة انظمة ديمقراطية او شبه ديمقراطية فى العلم العربى ، ولو ان الخطوات التى خطتها بعضا من هذه الدول هى بدائية واولية ولكنها تفضى الى شئ واحد هو ان الانظمة العربية المستبدة تريد عدم فقدان سلطتها والاحتفاظ بها لفترة اطول حتى لو كانت على حساب التنازل عن بعض من امتيازاتها وصلاحياتها لانها ماملتصقة بالحكم وكرسى السلطة،
كون الحالة العراقية يختلف شيئا ما عن العام ولكنه يجرى ضمن السياق نفسه ، ان اسقاط نظام صدام فى حسابات امريكا هى انتفاء الحاجة من عميل له شاخ وتمرد على سيده، ولكن مهما كانت المبررات والدواعى فان الشعب العراقى قد استبشر خيرا بالتحرر من نظام سئ وفاسد ودموى وبدأ بالسير على طريق الديمقراطية بالرغم من فشل خطط امريكا فى تنفيذ وعوده للعراقيين ، ولكن التغيير الذى حصل ويحصل فى العراق اليوم كتجربة فريدة ونوعية فى العالم العربى لم تشهده المنطقة منذ اكثر من قرن من الزمن ، وان رياح هذا التغيير ستهب على الاقطار العربية المجاورة والقريبة من العراق، من حيث اشاعة مفاهيم الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان والاتيان بانظمة دستورية وبرلمانية، وخوف هذه الانظمة من هذا التغيير الذى سيجتاحهم نرى كم ولدت ليهم خوفا من نجاح التجربة العراقية فى هذا المجال والتى فيما لو نجحت ستجتاح بلدانهم ، نرى ومنذ سنتين كم من العقبات والعراقيل توضع فى طريق المسيرة الديمقراطية العراقية من قبل دول الجوار العراقى والدول الاخرى القريبة من العراق بغية وقف هذه المسيرة والعودة بالعراق الى عهود الدكتاتورية والاضطهاد ،
ان هذه الدول ترى فى نجاح التجربة العراقية تهديد لعروشها وسترتفع الضغوطات الداخلية من قبل شعوبها على الانظمة التى شاءت او ابت ان ترضخ فى النهاية لارادة وحكم الشعوب، نعم ان الاجواء الديمقراطية والحريات العامة قد تحمل معها ايضا مخاطر من نوع اخر وهو سيطرة القوى الدينية والاصولية المتطرفة على السلطة فى بعض من هذه الدول،
لا اعتقد بان المسودة التى وضعت لدستور الولة العراقية الجديدة قد وضع لتأسيس دولة دينية ولن يتحقق ذلك لاصحاب هذا التوجه ، ولن تكون هناك دولة دينية فى العراق بالرغم من الوجود التيار الدينى الواسع فى التشكيلة العراقية والذى افرزه الانتخابات العراقية ، وهذا ايضا يعود الى ضعف وتشتت القوى الديمقراطية والليبرالية وسيتم مناقشته لاحقا، وخلاصة القول ان الحكام العرب لن يرضخوا لمطاليب شعوبهم الا اذا شعروا بان كراسى حكمهم ستهدد
السؤال ااثانى
ان قوى اليسار والتحرر والديمقراطيةفى العالم العربى هى الان فى وضع لايحسد عليه، حيث تعانى من التبعثر والتشرذم والضعف او تعيش فى المنافى او الغربة هربا من بطش الانظمة الدكتاتورية، او تعيش فى اوطانها وهى مهمشة على نفسها وتبرز رأسها بين حين واخر كلما لاحت فى الافق فسحة قصيرة من الانفتاح الديمقراطى .
ان هذه القوى لم تتمكن ومنذ تشكيل الكيانات العربية وحتى الان من قيادة الجماهير العربية فى العالم العربى ، او انها لم تتمكن من الوصول الى السلطة فى اية دولة عربية سوى فترات قصيرة جدا لتمتحنها الجماهير الواسعة بحيث لم ترق للقوى الظلامية ومن ورائها كل القوى الاستعمارية ان تسمح لهذه القوى الديمقراطية ان تنال فرصة الوصول الى السلطة لمدة معينة ، هذا من ناحية ومن ناحية اخرى الواقع الدينى الذى كان ولا يزال يعيشه الكثير من الاجزاء فى العالم العربى والذى كان ينظر الى كل قوى التى تدعى باليسارية نظرة ريب وشك وعدم رضا بتأثير جبهة الرفض المعادية لها والقوية المدعومة من الحكام المسيطرين على كراسى الحكم ورجال الدين المتبوعين لهم والذين سخرهم الحكام ليكونا بوقا اعلاميا لمفاهيمهم ونشر كل ما هو سئ من التهم والصاقها بالقوى اليسارية والديمقراطية، وعدم تطور الوعى السياسى لدى الغالبية العظمى من الشعوب العربية انذاك مما ولدت لدى هذه الشعوب مفهوم عفوى برفض كل ما هو يسارى وتقدمى وتحررى واصبح بشبه المتبوع للانظمة الدكتاتورية والمتخلفة والتى كانت تسيطر وتوجه هذه الشعوب بلغة الحديد والنار، بالاضافة الى ان هذه القوى لم تتمكن فى يوم ما ان تتفق وتتحالف فى جبهة واحدة عدا تحالفات قليلة وقصيرة العمر لم تقدم من خلالها شيئا الىالشعوب العربية ، بل كانت داءما فى حالة صراع وتناحر مع بعضها البعض مما مما جعلتها لقمة سائغة لقوى الظلام والتخلف من اجل سحب البساط من تحت قدميها واخراجها من ساحة العمل الفعلى وابعادها عن الشعب ومحاصرتها فى زوايا ضيقة وبالتالى الاجهاض عليها او تهميش دورها الفاعل فى الساحة السياسية العربية .
اعتقد بان القوى اليسارية والتحرر والديمقراطية بالرغم من تجاربها الكثيرة والغنية فى التعامل والتفاعل مع الاحداث السياسية وعبر قرن من الزمن لم تتمكن وحتى الان ان تستغل الفرص التى توفرت وتمخضت عن الاحداث التاريخية فى القرن المنصرم ، وبقيت تتفرج على الاحداث وتتبعها ولم تبادر الى الاخذ بزمام المبادرة والتمسك بدورها التاريخى الذى ينبغى عليها ان تقوم به .
والان لو القينا نظرة بسيطة على الساحة السياسية العربية نرى القوى الفاعلة والمسيطرة عليها هى اما قوى محافظة ويمينية وهى تمثل الانظمة السائدة او القوى الاسلامية والاصولية التى باتت اليوم الاداة المحركة للجماهير ضد الانظمة اما دور القوى اليسارية فتقف بين القوتين الاما ندر وفى حالات وجهات قليلة.
اعتقد بان القوى اليسارية اليوم وبفعل دورها الغير الفاعل والمسيطر على الساحة السياسية باتت تنظر الى دعوات الاصلاح السياسي والديمقراطية نظرة ايجابية وبدأت تنشط لهذه الدعوات مع اقتران هذه المواقف بتحفظات خوفا من استغلال هذه الاجواء من قبل قوى اخرى برزت على اساحة وتكونت لديها ارصدة جماهيرية فى الشارع العربى كالقوى الاصولية والاحزاب الاسلاميةالمعتدلة ، كما حدث فى العراق الديمقراطى اليوم حيث تهمشت دور القوى اليسارية التحررية فى الاحداث الجارية ، ولكنها تأخذها بايجابية كما اسلفنا لان هذه القوى ستتمكن من بناء وترصين صفوفها فى ظل الاجواء الديمقراطية التى ستتحقق بعد مرحلة الاصلاحات السياسية التى باتت اليوم مطلبا جماهيريا قويا فى العديد من دول العالم العربى، وفى ظل هكذا اجواء ستتمكن القوى اليسارية ان ارادت ان تتواصل بشكل افضل وعليها ان تعايش المرحلة والظروف الذاتية والموضوعية للمرحلة الحالية وتتمكن ان تستخدم التكتيك الاستراتيجى بدلا من مفاهيم الايديولوجية القديمة والتى لم تكن تتغير ابدا مع تغير الظروف والازمان ، فى العصر الحالى يتم النظر الى القوى والاحزاب من منظار اخر وهو ما يقدمه هذه القوى والاحزاب للشعوب من خدمات وحرية ورفاه معيشى وليس ما تملكه هذه القوى من ايديولوجيات وافكار فلسفية وغيرها الشعوب اليوم ليست بحاجة الى هذه الزعبلات انما بحاجة للحريات والخدمات والرفاهية والتطور العلمى ومرتكزات اقتصاد وطنى قوى لاتهزه العواصف
انطلاقا من هذا ان القوى اليسارية اليوم عليها اولا وقبل كل شئ ان تتجمع وتتوحد فى جبهات اوتحالفات قوية ومبدئية تنبع من اجل خدمة شعوبها لا من الاستيلاء على السلطة ، وان تتواصل فى طرح برامج سياسية واجتماعية وتربوية واقتصادية قوية ومتطورة تحقق اهداف القطاعات والشرائح الواسعة للشعوب العربية فى جميع اصقاعها ، وان تقف فى الساحة السياسية وكأنها قوة فاعلة ومعتدة بنفسها وبطروحاتها ، ان البرنامج السياسى لهذه القوى يجب ان يكون بمستوى طموح الغالبية العظمى من الشعب وان يتمتع بشفافية كاملة وكذلك البرامج الحيوية الاخرى المتعلقة بحياة الشعوب ، واذا ما رأت الشعوب جدية تحالف هذه القوى وجدية طروحاتها وبرامجها التنموية فان موازين القوى ستولد تخلخلا لصالح هذه القوى وستكون قوة تؤثر على الاحداث فى ظل الصراع الذى سيتولد من خلال الدعوات المستمرة للاصلاح والتى ستؤازر وتدعم من قوى اخرى دولية فى مصلحتها اجراء الاصلاحات السياسية فى العالم العربى والتى ستثقل من كاهل الانظمة السائدة وستولد ضغوطات كبيرة على هذه الانظمة والتى ستضطر الى احد الخيارين لا ثالث لهما اماجراء اصلاحات فى كافة المجالات او قمع المطالبين بالاصلاح ، والاخير لا يمكن اجراؤه فى ظل المعطيات الدولية الجديدة ، فأذن الواقع الذى سيفرزه هذا الصراع سيكون لامحالة فى صالح قوى التحرر والديمقراطية اليسارية ان اتعظت من دروس وعبر الماضى وان غدا لناظره لقريب
السؤال الثالث
لا ريب بأن الهدف من اقامة نظام ديمقراطى فى اى بلد من البلدان هو اجراء تغييرات اساسية فى بنية المجتمع من النواحى السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتربوية والفكرية --- والخ من التغييرات واصلاح ما افسدته الانظمة الدكتاتورية والقمعية السابقة ، وبشكل يخدم اهداف وامانى وتطلعات ذلك الشعب .
ان العديد من البلدان العربية تعانى من تخلف اجتماعى وسياسى وثقافى واقتصادى بسبب سيادة العلاقات والتقاليد والاعراف العشائرية ، والمفاهيم القديمة التى سادت هذه المجتمعات والتى شتؤثر سلبا فى اية محاولة وجهد يبذل لتغيير جذرى فى هذا الواقع الذى تراكمت فيه التخلف لقرون مضت ، ولكن الحقائق والشواهد التاريخية اثبتت بان استقرار الاوضاع السياسية والاقتصادية فى ظل اى نظام ديمقراطى برلمانى قائم على اسس دستورية سليمة ورصينة فانها ستحقق تطورا نحو الافضل وان يكن هذا التغيير بطيئة بسبب اصطدامها بالواقع المتخلف القائم الذى اشرنا اليه ،ان اية عملية من هذا القبيل لن تكون سهلة المنال وفى فترة زمنية قصيرة ، بل ستتطلب متسع من الوقت كى يتمكن النظام الديمقراطى من بسط سيادة الشعب الكامل وذلك عن طريق تهيئة الاجواء لاشاعة الحريات العامة ومنح الشعب كامل الحرية فى اختيار نظامه السياسى وانتخاب ممثليه بحرية تامة دون نقص او ضغط او اكراه ، يمكن للنظام الديمقراطى ان تحقق هذه الاجواءمع ومع رسم سياسة اقتصادية على اسس توفير موارد البلد لخدمة البلد وشعبه عن طريق خطط مبرمجة لتصنيع البلد وتوفير الوسائل الانتاجية لزيادة موارد البلد الزراعية والتى تؤدى بدورها الى تخفيض نسب البطالة بين الشعب والذى سيتولد منها رفاهية اكثر لطبقات الشعب المختلفة ، والذى يؤدى الى استقرار الاوضاع السياسية ومن ثم سيغير من توجهات الشعب من التفكير بالمشاكل واثارة النزعات الى العمل والانتاج والاندماج الكامل تدريجيا مع العملية التطويرية نحو الانسجام مع المفاهيم الديمقراطية واحترام الذات والمقابل واحترام حقوق الانسان .
ان تحقيق كل الاهداف المرجوة من احترام حقوق الانسان واشاعة الفاهية والحريات والعدالة الاجتماعية تتوقف على الانظمة التى ستتولى الحكم بين الديمقراطية المحدودة او النظام الدستورى البرلمانى والذى سيتكفل بالقيام بتحقيق وانجاز هذه الاهداف التى هى من مهام الانظمة الديمقراطية الحقيقية ، ان الشعوب العربية كغيرهم من الشعوب المعمورة بامكانها التغيير من حالة التخلف الى حالة التطور الحضارى متى ما تمكن من التغلب على دور التابع والمتبوع الذى سارت عليها منذ امد بعيد بسبب التخلف والعقد الاجتماعية ، قد يكون هناك اشكالات بين هذه الاهداف ومبادئ الدين الاسلامى وخاصة الحريات العامة وحقوق المرأة والقوانين الوضعية التى ستقود المجتمع الديمقراطى والذى نعرف ما كان لدور رجال الدين من اخضاع سواد الناس لسلطات الحكام الدكتاتوريين باسم مبادئ الدين وسننه وشرائعه والذين يتبعون الانظمة او مرتبطين بهم ومعارضتهم الشديدة لكل قانون او تشريع لا تتلائم ورؤيتهم للواقع الذى يسود فى البلدان الديمقراطية ، وكذلك التيارات الدينية التى ظهرت على الساحة السياسية فى الكثير من الدول العربية والتى تقف ضد مجئ انظمة ديمقراطية نعم ستتمكن الانظمة الديمقراطية من تحقيق الاهداف والامانى وطموحات الشعوب العربية فيما لو قدر لها تولى السلطة فى هذه الدول
السؤال الرابع
التيار الاسلامى او الدينى يتضمن فى توجهه تيارين ، تيار دينى اصولى متطرف ومتشدد وتيار معتدل كما يمكن تسميته، كلا التيارين لهما استراتيجية مستقبلية تتشابه فى التوجهات الا وهو اقامة الدولة الاسلامية وتطبيق الشريعة الاسلامية بحذافيرها . الا انهما يختلفان فى التكتيكات المرحلية لكن التيار الذى يمكننا ان نطلق عليه المعتدل او الوسط وهو التيار الذى لم يتصلب عوده بعد وشعاره هو الارشاد ومن ثم الدعوة والمرحلة الثالثة هو الجهاد ، اى ان جميع التيارات الدينية الاسلامية تتمحور حول هدف واحد وهو بناء الدولة الدينية .
هذا التيار بقسميه يرفض فكر ومبادئ الحرية والديمقراطية ويرفض حقوق المرأة والعديد من التشريعات التى يمكن استصدارها فى ظل الانظمة الديمقراطية انه لا يؤمن باية تشريعات لا تستند على نصوص الشريعة الاسلامية والقران ، وهو فى الاساس ترفض جميع الافكار والايديولوجيات اليسارية والاحزاب التى تنادى بالديمقراطية الحقيقية والحريات العامة للشعب . بالرغم من قبولها فى بعض الظروف ببعض الافكار التى لا تتلائم وتوجهاتها عندما تكون خارج السلطة او مشاركة فى السلطة من موقف ضعيف . ولكنها عندما تتسلم السلطة تتحول فجأة الى نظام مغلق ومتطرف ونظام دموى ضد كل انسان تفوح منه رائحة اليسار وتمارس ابشع التصفيات ضد خصومها وتحت ذرائع ومبررات محبكة بدقة كما لمسنا من الكثير من الانظمة الدينية وما حدث فى افغانستان ليس ببعيد عنا وما يجرى الان فى ايران اليوم من جرائم بحق المطالبين بالحريات والانفتاح الديمقراطى ، يمارسون كل هذه الجرائم باسم الاسلام والاسلام منها براء ، وما يمارسه قوى الارهاب باسم الدين من جرائم بشعة بحق العراقيين الابرياء.
فا لقوى الدينية وقوى اليسار على طرفى نقيض ولا يمكن لهذين التيارين ان يجتمعا او يتحدا او يتفاها على ادارة دفة الدولة بشراكة وخاصة اذا ما تمكنت القوى الدينية ان تحقق النصر من خلال صناديق الاقتراع وبالاغلبية او الاكثرية فانها ستنفرد بالسلطة لتكوين وانشاء دولتهم الدينية ، اما اذا لم تتمكن من تحقيق ما ذكر فانها ستتقبل التعامل مع القوى الاخرى وحتى اليسارية من اجل تقوية صفوفها من خلال شراكتها فى السلطة وسيكون عيونهم دائما على كرسى الحكم من اجل تحقيق وانجاز مهمتهم الا وهو الانفراد بالسلطة وتطبيق الشريعة الدينية.
فى اعتقادى ان التيار الدينى لايمكنه من تحقيق الفوز الساحق فى اية عملية انتخابية فى اى بلد من البلدان العربية بالرغم من تمتعه ببعض الشعبية فى بعض البدان وذلك بسبب ماارتكبت من جرائم فى ظل الانظمة الدينية التى قامت فى بعض دول المنطقة والتى ارعبت الشارع العربى والاسلامى كون الارهاب الذى يمارس الان من عمليات قتل وذبح وقطع الاعناق كلها تمارس باسم الدين ، هذا من ناحية ومن ناحية اخرى كثرة الاحزاب الغير الدينية من قومية وديمقراطية واشتراكية اضافة الى القوى والاحزاب اليسارية والتيار المستقل ، ستحول دون حصول التيار الدينى على الاكثرية فى اى بلد لانها تدرك وبصورة اكيدة بان فوز هذا التيار ستؤدى الى الاضرار بمصالحهم والى تغيير ميزان القوى فى المنطقة لصالح التطرف الدينى الذى يؤدى بدوره الى تفاقم الازمات والحروب والقوانين والتشريعات والاحكام الكيفية لاصحاب العمائم اى كان لون وصفة هذه المائم .
ويجب ان لاننسى الدور الامريكى والقوى المتحالفة معها ايضا والتى تعتبر ان المد الدينى الاصولى فى الشرق العربى والاسلامى هو الصدر الوحيد الذى يهدد مصالحها ومصالح حلفائها فى المنطقة والعالم اجمع ، فاها ستبذل كل جهودها من اجل منع قيام انظمة دينية فى المنطقة
السؤال الخامس والاخير من الملف
من الطبيعى ان الانظمة الحاكمة حاليا فى العالم العربى لا تحبذ فكرة المشروع المطروح الان على الساحة السياسية من حيث الاصلاح او التغيير فى الواقع القائم حاليا كون هذه الانظمة قد جاءت الى الحكم اما على فوهة دبابة بانقلاب عسكرى او عن طريق الوراثة، او عن طريق انتخابات صورية ومزيفة مورست خلالها ابخس وسائل الغش والتزوير للفوز بها والمجئ الى الحكم ، وهذه الانظمة الحاكمة تعتبر السلطة ملك لها لايمكن لاى كان ان يمسها او ينتقص من هيبتها او بيان اخطائها او جرائمها والتى ترتكب بحق شعوبها، وتعتقد بان كرسى الحكم هو حق الاهى منحت لهم وهم مخولين فى التصرف بمصير شعوبهم كيفما ترائ لهم ، وكأن هذه الشعوب عبيد لديهم او قطعان اغنام يسيرون بهم وفق اهوائهم وبما تقتضى مصالحهم فقط ولا غير .كما قال البعض منهم بانهم قدموا الدماء من اجل الحصول على الكرسسى فكيف يمكن ان يتنازلوا وبكل بساطة لاخرين.
نعم لكل مجتمع خصوصيته من النواحى الاجتماعية والاقتصادية والفكرية ، يختلف عن غيره من المجتمعات ولكن هذه الخصوصية لا تعنى بان هذه المجتمعات لا تتقبل الاصلاحات سياسية كانت او غيرها من المجالات ، ليس هناك شعب على وجه المعمورة تنبذ الاصلاح والتغيير والتقدم والتطور ولكن الحكام المستبدين والدكتاتوريين هم الوحيدين الذين لا يقبلون بفكرة الاصلاح والتطور والتمدن واشاعة الحريات العامة والخاصة والانفتاح الديمقراطى ومنح الشعوب متنفسا من الحرية والديمقراطية ، لانهم يدركون بانه لو توفرت هذه الاجواء فانهم سيفتقدون كراسى الحكم الذى اخذوا بزمامه بقوة السلاح والارهاب النفسى والقتل والتعذيب والسجن والتشريد لمن يطالب هؤلاء الحكام بحقوق الشعوب . نرى اليوم الاف المؤلفة من ابناء الدول العربية وهم يعيشون فى بلدان اجنبية والكثير منهم فى اجواء الذل والهوان ، والسؤال الذى يطرح نفسه هنا لماذا هذا العدد الهائل من ابناء البلدان العربية يعيشون فى الدول الاجنبية وهل ان هؤلاء يفضلون العيش فى بلاد الغربة ويتركون اوطانهم وذويهم؟ والجواب واضح كسطوع الشمس فى كبد السماء ، اليسوا هم الذين هربوا من بطش الانظمة والحكام الفاسدين لانهم لم يرتضوا حالة البؤس لبنى اوطانهم وطالبوا باتاحة الفرصة امام شعوبهم للعيش بكرامة وحرية وان يمارسوا حقوقهم الطبيعية التى نصت عليها كل الوثائق والمبادئ الدولية والانسانية والتى انكرت عليهم هؤلاء الحكام المستبدين ، وكم من هؤلاء المبعدين لم يبق لهم اثر قبل ان يتمكن البعض منهم الهرب ، وقد دفنوا وسجنوا واصدروا بحقهم احكاما قاسية او اعدموا لا لشئ سوى مطالبتهم الحكام باصلاح الامور والاوضاع .
ان ماتدعيه الانظمة الحاكمة فى العالم العربى بخصوصية المجتمعات والاصلاح التدريجى انها مبررات وحجج لا تسوق على احد كان ، لان الاصلاحات تجرى فى كل المجتمعات والمجتمعات العربية ايضا جزء من ها العالم وهى قابلة للاصلاحات بكافة انواعها واشكالها من سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية ، ولكن الذى لا يقبل الاصلاحات هى الانظمة العربية التى تسلطت على رقاب شعوبها ،
قد يكون هناك اصلاح تدريجى دون القفزفوق المراحل اى ماكان يسمى بحرق المراحل ، شرط ان يكون هناك نية صادقة عند الحكام والانظمة لتحقيق ذلك وهذا شبه محال ، اعتقد ان الانظمة العربية باتت تخشى من تجربة العراق واسقاط نظامها السئ الصيت والمجرم من قبل الادارة الامريكية وخاصةبعد التهديدات الكثيرة للرئيس الامريكى ضد من يؤى الارهاب ومطالبته بالاصلاح فى الوطن العربى باتت هذه الانظمة فى قلق من مصيرها الذى ينتظرها من خلال الخوف الامريكى المتسلط عليهم لذلك يتعللون بمختلف الحجج والمبررات من اجل التملص من هذا المطلب ريثما تتطور الامور فى منحى اخر ، وتتلاشى المطالبات الامريكية والغربية نتيجة القضاء على الارهاب الدولى فتبقى هذه الانظمة بمنئ من التغييرات ، لان هذه الانظمة لا تخشى المطالبات الداخلية والشعبية فى بلدانها لانها ستتمكن من القضاء عليها بوسائلها المعروفة للجميع.
فى ظل المستجدات الدولية لا يمكن للانظمة العربية ان تستمر فى التسويف والمماطلة وسياسة التخويف والخداع ضد شعوبها وان تشبثها بالخطوات السطحية والمجردة من التغييرات الجذرية فى الواقع المتخلف والمستبد او الادعاء بالصلاح التدريجى او غيرها من المبررات لا تجدى وعليها ان تبدأ بخطوات جدية وجذرية لتغيير هذا الواقع وان تختار طريق الصواب بنح شعوبها حق اختيار حكامها وانظمتها التى تتلائم وواقعها واستراتيجيتها ومصالحها المستقبلية وان تتنازل عن كراسى الحكم التى جلسوا عليها عقودا من الزمن دون حق شرعى وقانونى وفى دساتير وتشريعات شرعوها بانفسهم بما يخدم مصالحهم وتبقى على كراسى حكمهم الدكتاتورى.
هذا هو الواقع الذى اراه والذى تعيشه العالم العربى واقول ما الذى فعلته هذه الانظمة الدكنانورية والمتخلفة منذ بداية القرن الماضى وحتى الان للامة العربية هل انتشلته من الماسى والنكبات التى حلت به ؟ وهل تمكنت من تحقيق وحدة اولية لهذا الشعب ام ان كل نظام عربى تقوقع على نفسه وتعمل وتتامر ضد الاخر والخلافات المستمرة فلا نتحدث عنها ، وخلاصة الامر ان جميع الانظمة التى تتحكم بمصير العرب بحاجة شديدة للاصلاح الجذرى السياسى والاقتصادى والاجتماعى والحضارى دون ابطاء او تأجيل .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. حلقت بشكل غريب وهوت من السماء.. فيديو يظهر آخر لحظات الطائرة
.. أوروبا تدفع ثمن الحرب الأوكرانية | #بزنس_مع_لبنى
.. لماذا استهدفت إسرائيل الحوثيين في هذا الوقت وفي تلك الأماكن
.. شبكات | راغب علامة يغضب أنصار حزب الله
.. شبكات | 14 قتيلا من أجهزة الأمن السوري بكمين طرطوس.. ما تفاص