الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة الي المناضل رامي عصام

محمود ابوحديد

2015 / 8 / 11
أوراق كتبت في وعن السجن


المناضل رامي عصام-;- أشد على يديك.

لقد ناضلنا و كافحنا سويًا و كنا في العديد من الاشتباكات ضد كلاب الحكومة ضباط البوليس و الجيش. أتذكر اعتصام نوفمبر/ديسمبر 2011 كأنه البارحة. صحيح أن هذه الأيام وَلَّت و أعلن الضباط انتصارهم على ثورتنا، لكن أيام هزيمتهم لا شك ستعود. الانتفاضة و انتصار الجماهير و إحراق قوات الشرطة حتمي و سيحدث بمرور الزمن. لكن السؤال الذي في ذهني: هل سنعيش لنرى الانتفاضة الشعبية التالية؟ هل سنكون أحرارًا و في الشارع عند اندلاعها؟؟

أتذكَّر جيدًا أشخاص الخيمة التي جَمَعَتنا في اعتصامي 8 يوليو و 18 نوفمبر 2011 و من سَير حياتهم أفهم صحة قانون "لا يدفع ثمن الثورة المهزومة أكثر من جماهيرها و ثوارها و مناضليها". أتذكر الشعار المكتوب على مُجَمَّع التحرير خلف خيمة اعتصامنا "أنصاف الثورات قبور الشعوب".
لقد اُعتقلتُ و سَجَنَت حكومات الثورة المضادة أغلب من كانوا إلى جانبنا في الاعتصام كما هاجر العديدين بخلاف المصابين و الشهداء، لكني أثق بدعمهم للانتفاضة و كفاحها و اعتبارهم لتضحياتهم تضحيات بنفسٍ راضية، أو هكذا آمل أن يكونوا.

أنت الآن منفي في أوروبا التي هُزِمَت فيها عشرات إن لم يكن مئات الثورات عبر التاريخ. تُعاني الآن مصير كارل ماركس مؤسس علم التحرر.. النفي بين الدول.
إن مأخدي علي كفاحيتك جلل و عملاق، لم تقرأ أو تتعلم الماركسية، علم التحرر. إن شيوعيتنا ليست أبدًا شيوعية ستالين روسيا و قطعًا فإن اشتراكيتنا اشتراكية ماركس و حلمه و كفاحه لتغيير العالم ليست أبدًا اشتراكية هتلر ألمانيا أو عبدالناصر مصر.
اقرأ عن خطتنا لتغيير العالم و انتصار الثورات من كتابات ثوار الماركسية الأصليين من المكافحين "ماركس و لينين و أنجلز و طبعًا ليون تروتسكي الذي عاني نفس مصيرك النفي".
كتاب "الدولة و الثورة" للروسي فليدمير لينين يشرح لك الكثير عن خطتنا لانتصار الثورة الجماهيرية، صحيح أنه كُتب منذ أكثر من مائة عام، لكنك ستشعر أنه يتحدث عن جماهير و ثورة مصر 2011.

إن السياسة الاشتراكية الثورية هي الطريق الوحيد لانتصار الثورات حول العالم و هذا الكتاب الذي يشرح كيفية الخلاص من حكومات رجال الأعمال و إسقاط نظامهم و الوصول لحكومة عُمالية تراقب عليها بشكل دائم جماهير المصانع و الأحياء و المرافق و النقابات التي يُثَوِّرها و يقودها تنظيم العمال الثوريين الذي يجمع أكثر العناصر المُقاوِمة و المُعادية للحكومة بين صفوفه. هذا الكتاب مُفيد إلى ما لا حد له لثورتنا المهزومة لأجل الاستعداد للانتفاضة و الثورة التالية.

إن السِجال بين الفوضويين الاشتراكيين و الماركسيين الاشتراكيين عملاق و كبير رغم اشتراكنا نفس الهدف: إنهاء الطبقات و الدولة بصفتها أجهزة الظلم و إخضاع الجماهير. و لقد أثبت ثوريي الماركسية عبر السجالات و المقالات العلنية و عبر التجربة العملية لثورتي روسيا و أسبانيا -القرن العشرين- ضرورة الوصول لحكومة ثورية تخلو من رجال الأعمال و أفكارهم لدفع الثورات للانتصار بكامل آفاقها. و هذه الحكومة فقط -الحكومة العمالية من المصانع و النقابات- يمكنها هزيمة مقاومة الضباط و رجال الأعمال، كما ستضمحل تحت الرقابة الجماهيرية الدائمة لأنها ستُسلِّح الجماهير و تُنهي حكم الضباط بصفتهم مؤسسة خاصة لتنظيم ظلم و قمع المواطنين و الفقراء.

مرة أخرى قراءة الأفكار التي صاغها ماركس الفيلسوف الذي أطلق العنان لذهنه -تابعًا إرادة و أفكار جماهير الانتفاضات الشعبية- عن كيفية سيادة الجماهير و العمال و انتصار الثورات، ستدفع كفاحك و نضالك لمراحل ثورية جديدة.
إن فنانين الرأسمال و رجال الأعمال يُعبرون عن أي شيء إلا روح الثورة -المجتمع- عن الحب و العشق و الدين.. إلخ، و الحال أن قليلين للغاية هم فنانين الثورة و مصائرهم معروفة طالما استمرت هزيمة الثورات. و الحق أنك لا شك واحدٌ منهم إن لم تكن أهمهم في الثورة المصرية (يناير 2011 - يونيو 2013).
لكن دون التسلح بنظرية و خطة عن كيفية انتصار الثورات الجماهيرية سيصير كفاحك و تضحياتك دون جدوى. ضروري أن تبحث عن إجابة واضحة لأهم أسئلة جماهير الثورات التي تفهم عمالة جميع الأحزاب و الحكومات لكن تبحث عن الحل لانتصار انتفاضتنا، لتنشرها عليهم بشكل ثابت و واضح. إن قوى عملاقة و جبارة في أكثر البلاد غنًى و تقدمًا و تمدنًا تمنع انتشار الإجابة عن هذا السؤال، و علينا نحن مناضلين الثورة أن نبحث عنها و ننشرها بوضوح. كتاب الثورة الدائمة للروسي ليون تروتسكي يحمل الإجابة عن هذا السؤال.

أخيرًا قبل أسبوع من سجني قرأتُ مقالًا في جريدة صفراء لا أذكر اسمها، مقالًا ينتقدك لأغانيك الأخيرة التي تفضح فيها البوليس و القضاء و الجيش و الحكومات. أتذكر جيدًا استشهاد الكاتب المأجور بكلمتك "سلام الله على البادي برمي حجارة على المبني و فتح النار علي الأوغاد". أما أنا فاكتب هذا المقال لأشد على يديك: افضحهم دون هوادة. افضح ضباط البوليس و القضاء و الجيش في كل مكان. افضح كبار رجال الأعمال ناهبين المجتمعات. افضحهم دون هوادة و انتقد كل ما حولك و لتظل ضد الظلم و الفساد في كل مكان.


أفكارك ستعيش و قراءة الماركسية ستُفيدك.. دُمتَ مُكافحًا.


الشفاء للمصابيين والمجد للشهداء والحرية للمعتقلين والنصر للثورة.
الثورات تظل دائمة.
تسقط حكومة رجال الأعمال.
الموت للبوليس والقضاء والجيش.
لا حل سوى الثورة الإشتراكية والحكومة العمالية لإنتصار الثورة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إحاطة الأونروا للعربية حول تفاقم مأساة أهالي غزة


.. مراسل العربية: القوات الإسرائيلية تطلق النيران على النازحين




.. نتنياهو يصف قرار اعتقاله بالفضيحة وتشريع أمريكي يهدد المحكمة


.. الأونروا تغلق مجمع مكاتبها في القدس بعد إضرام إسرائيليين الن




.. نزوح جديد في رفح وأطفال يتظاهرون للمطالبة بحقهم في التعليم