الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دُمى...

لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)

2015 / 8 / 22
الادب والفن


وطنٌ: فتاتُ رغيف للطير..
علّّ الربيع يعود يوماً!

سأنتخب ُمن يُعيدُ عينيك أيها الرضيع..
من يعيد المهجريّن.. الشهداء..
من يُعيد العقول إلى (المسؤولين) و( المتدينين)..
سأنتخبه كائناً من كان:
سياسي.. وليّ.. شيخ.. شاعر.. أم عميل...

عدا ذلك أنا مقاطعٌ.. مهاجر بلا وطن و بلا قبر...
***********

في تجربة الدمية التي أجراها الزوجان " كلارك" في أمريكا منذ حوالي ثمانين عام:
اِستُخدِمَتْ دميتان متشابهتان تماماً إلا في لون البشرة، إحدى اللعبتين بيضاء بشعر أشقر و الأخرى سوداء بشعر أسود...
تم سؤال أطفال بألوان بشرة مختلفة : أيّ اللعبتين تود اللعب معها.. أي اللعبتين أجمل.. أي اللعبتين هي الطيبة...
أجاب الأطفال بمعظمهم ( و حتى السود منهم) أن اللعبة البيضاء هي الأجمل و الألطف و هي من يودون اللعب معها...
كشفت هذي النتائج عن العنصرية عند الأطفال تجاه العرق الأسود بما فيهم أطفال العرق الأسود!
كان هذا أكثر مشاهدة في حال المدارس المفصولة ( يعني للسود لوحدهم، أو للبيض لوحدهم)...

استخدمت نتائج هذه التجربة ضد الفصل بين الأعراق في المدارس...
المدهش حقاً أنه في القرن الواحد و العشرين و في تجربة دمية مشابهة قام بها صانع الأفلام " دافيس"في فلم " فتاة تشبهني" .. عام 2005 كانت النتائج مشابهة!!
و أختار الأطفال بمعظمهم الدمية البيضاء.. في بلاد أصبح حاكمها في ما بعد من اللون الأسود!

نعم هذا هو البشري يلحق بطبيعته السائد.. و ينظر بعين واحدة للمختلف.. إلا إن أُلغِيّ من البداية فكر تقييم الآخر حسب عرقه.. لونه.. دينه.. طائفته...
مهما ظلّت النزعة العنصريّة قائمة، فإنّ القانون المدني المساوي للجميع هو الحل و الفصل.

في الحروب الأهلية العربية الحالية:
نظر كلّ طرف بعين واحدة إلى الآخر و اتبع السائد و المتعارف عليه من ترهات الأجداد.. هكذا اشتعلت الحرب...

المؤسف حقاً أن المتثاقفين المتطرفين و بدلاً من دعوة الناس لفتح عيونهم .. قلعوها و استخدموها في التجارة..
و بدأت الرحلة في دائرة العين بالعين و تدمرت الأوطان!!

و في بلاد لا قانون فيها منذ ما قبل الحرب، كيف لمتفائل أن يتوقع نهاية لا يطمها الخراب!

**************

أيها المسافر بين الضاد و الأحلام...
بين الأخلاق و الأديان..
بين البارحة و الأمس..
أما آن الأوان؟!
كي ترى في المستقبل شيئاً من حياة !

هؤلاء الذين (يصنمّونَ ) فكرة الوطن : أغبياء أو حُقراء...
الأحقر و الأغبى من يُجرّم الأفكار..

شعوبُ كانت تحلم بالرغيف ..بالكرامة.. و بالمكان...
اليوم تحلم بالأمان !

ما كان سبب البلاء؟!
نظامٌ.. حكومة.. دينٌ.. طوائفٌ.. أم تاريخ ( مصنّمٌّ) و مليء بالخراء!
أم أشياء غير موجودة في دول الجوامع و الكنائس؟!
أشياء تُدعى في زمن العولمة: هواء.
مثل الأفكار الأخرى.. فن الاختلاف بلا خلاف.. و الاعتراض بلا رعب...
أجل كنّا نحتاج الألسنة التي قُصَتْ..
العقول التي سُجِنَتْ..
و المختلفين الذين فروا..
كنّا نحتاج الأنسنة لكلمة " لا"...
وصرنا نحتاج الأنسنة لل " نعم".. و "لا"...

أي بلاء.. في بلاد تركت تاريخاً ملوثاً يملأ الكون وباء...
أي بلاء في زمن الأسئلة و التبريرات..لماذا و كيف؟! متى و أين؟!
ما كان هذا ؟!
- فقر شريفٍ.. أو ثراء شجعٍ !
فسق مسؤولين، أم عهر ذكور دين!
نفط و غاز أم .. أمنُ دول الجوار؟!
مزوَّر التاريخ.. أم دعس كرامات المثقفين؟!
أحلام شباب ضائع أو غباء شباب طوائف؟!

أكانت ثورة أو عورة؟! .. أهو دين أم سياسة !

- هذا كان (و مازال ) كل ما سبق.
إذا كنتَ حريصاً على ما بقي.. تذكر ذلك...
********************


المشاعر لا تُقاوم و لا تُعقلن في حد ذاتها!

الأفكار تفنّد بأفكار أخرى بينما المشاعر غير قابلة للتغيير إلا إن تغيرت الأفكار..

العقل هو من يقوم بهذا العمل الجبار إذا ما توّفرت الإرادة !

إذا أردت نسيان حزن.. فشل.. خيبة.. أو حتى شخص..
يجب أن تحوّله إلى فكرة.

و إذا أردت أن تحقق الوطن يجب أن تحرره من الحقد.. هكذا تتجرد الفكرة مجدداً و هكذا ربما يعود الأمل...

الوطن ليس أكثر و لا أقل من "فكرة"...

يتبع...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حورية فرغلي: اخترت تقديم -رابونزل بالمصري- عشان ما تعملتش قب


.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا




.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ


.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث




.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم