الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كارثة تحل بالشباب والبلاد

محمد عبد الله دالي

2015 / 9 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


مرت بالدول العربيه أزمات كثيرة أدت الى تدهورها اجتماعيا واقتصادياً مما حدى بشباب هذه الدول بترك بلدانهم والهجرة الى بلدان عربيه وأوربيه غنية وأكثر وفرة للعمل ،فسنوات الستينات والسبعينات القرن الماضي هي أكثر هجرة للشباب من بلدان المغرب العربي الى الخليج وحوض البحر الأبيض المتوسط .والهجرة العربيه الى بلدان أوربا كانت نتيجة للضغط السياسي والاجتماعي على الطبقة المثقفة والمعارضة للانظمه الدكتاتورية في ذلك الوقت .
أما أسوء الهجرات هي التي حصلت بعد الحرب العالمية الثانية .احتلال دول المغرب العربي والدول الافريقيه والدول العربيه في المشرق العربي .فكانت الهجرة الى دول أمريكا اللاتينية واسبانيا والدول الاسكندنافيه مما حدا بالعالم تشكيل لجان دوليه منبثقة من هيئة الأمم المتحدة (يو أن )اليونيسيف لاستقبال اللاجئين وإيوائهم ومساعدتهم ،فاعتبرت الهجره بعد الحرب العالمية الثانية هي أسوء ما حدث في العالم في انتهاك حقوق الإنسان وفي تدمير العلاقات الاجتماعيه في العالم .كانت الهجرة آنذاك أما لضيق العيش أو للكبت الحاصل وحصلوا على جنسية الحكومات ،فاستقرت الحياة السياسية والاجتماعية لبعض اللاجئين وتأقلموا مع المجتمعات الجديدة وحصلوا على جنسياتها لطول المدة التي قضوها في تلك البلدان ،واندماجهم بالحياة الاجتماعية لتلك الدول ،أصبحوا مواطنين من الدرجة الأولى وتسلموا مراكز حساسة فان الاستقرار السياسي لبلدان المشرق والمغرب العربي ،خفت الهجرة منها لنشؤ قاعدة صناعية وزراعية ،وبروز جامعات عديدة تعني برفع ثقافة المجتمع والتطور العلمي في بلدانها فساعدت هذه الظروف الاجتماعيه والاقتصادية وخاصة في الخليج العربي ،الى بروز قوة اقتصادية ،منافسة وأصبحت هدفا استثماريا للدول الاستعمارية الكبرى .


إن الهجرة من البلدان المتأخرة ، اقتصاديا وعلمياً وصناعياً واجتماعيا إلى البلدان المتقدمة صناعيا وعلمياً إفادة الأيدي العاملة المهاجرة لها في كل المجالات .وقد أثرت هذه الهجرة المعاكسة لبلدانها ،في نقل المجتمعات العربية نقلة نوعيه وخاصة في تطور الوعي الاجتماعي والثقافي .
وما حدث في ستينات وسبعينات القرن الماضي فسحة كبيرة في تطور الوعي السياسي وظهور منظمات اجتماعيه مدنيه ،تحمل وزر النضال بين أوساط المجتمعات التي تنتمي لها وخاصة في العراق .إن الخريف العربي المشئوم الذي جاءت به أمريكا وحلفاءها سمي بالربيع العربي ، أحدث تغيراً واضحاً في بنية الفئات الاجتماعية مما أدت هذه الى تقسم المجمع الى فئات طائفيه واثنيه مقيتة ،وجندت حلفاءها في العراق والبلدان العربية المجاورة لهذا الغرض ،فادى هذا الوضع السيئ الى انهيار البنية الاجتماعية،وخاصة بين الشباب وهم الشريحة الأكبر في البلد ،وعزفت الامبريالية الامريكيه وحلفاءها على تدمير الاقتصاد العراقي لأنه أهم مفاصل الحياة ،وخاصة إن اقتصاد البلاد أحادي الجانب ويعتمد على تصدير النفط فقط ،وبلعبة منهم انخفض سعره في الأسواق العالمية .و تدهور الوضع الاقتصادي الى ا دنى مستوى مما انعكس على حياة الفرد العاطل عن العمل الذي يكسب رزقه من العمل اليومي الغير متواصل .و بما ان العاطلين عن العمل هم من خريجي الجامعات والمعاهد الفنية من الشباب ،الذين ضاعت أحلامهم المشروعة في بناء حياة كريمة لهم . وقد ساعد الفساد المنتشر في البلد على يد المفسدين واللصوص .وبمساعدة خونة البلد من الداخل والخارج ،أنتج هذا الوضع الى هجرة الشباب وبشكل لافت للنظر الى الغرب ، أملاً منهم للحصول على وضع أفضل لتحقيق آمالهم ،وقد رحبت الدول الغربية بالشباب العربي والعراقي بالذات ،وقد لاقت الحشود المهاجرة وغوائلهم صنوف العذاب بحيث ركبوا المخاطر وغرقت عوائل بأكملها بشكل مأساوي فكان نصيب العراقيين الشيء الكثير من الألم



قد رحبت الدول الغربية بالمهاجرين من كل الدول بدون استثناء فاعتبرت هجرتم الجماعية هي هجرة إنسانيه ،لسوء المعاملة اللانسانيه في بلدانهم الغنية ، عكس الدول العربية والغير عربيه التي تربطنا وإياها رابطة الدين واللغة والأرض للأسف ، لم تستقبل أي من النازحين من العراق .
إن الهجرة الجماعية ظاهرة خطرة جداً على التركيبة السكانية للمجتمع لأنها تؤدي الى إفراغ البلد من الكادر الشبابي المثقف والفاعل في المجتمع وهي عماد تقدم البلد ، إن هذه الظاهرة ليست بالغريبة عن بعض الآراء القائلة إنها مؤامرة من قبل سياسي الداخل ،وبالتعاون مع عملاءهم في الخارج لأن إنتماءهم لجنسياتهم المكتسبة وليس لجنسيتهم الاصليه . أو قد أتفق مع الرأي القائل ليس من المعقول إن مواطناً عراقياً أصيلاً عان ما عان من الظلم والقتل ،والتهجير على يد الانظمه السابقة ولاقى الويلات والأهانات يقبل لأبناء شعبه وبلده هذه الأفعال المشينة والسيئة لسمعة بلده من نشر الفساد والفرقة بين ابنا جلدته وبالأخص تدمير البنية التحتية للبلد بالرغم من المناشدة والمطالبة من القوه الخيرة في البلد. دمروا صناعة البلد وزراعتها وثقافتها ،وتعليمها علنا ورفضوا مد يد العون للعمال والفلاحين واهتموا بأمورهم الغيبية التي كان هدفها ،للتأثير على الشباب وخاصة العامة منهم ،مما لفت نظر المراجع الدينية وتنبيهها عدة مرات لخطورة الوضع السيئ في البلد ،وما المظاهرات التي تعم الشارع العراقي إلا نتاج هذه السياسات التي دمرت البلد ، والقادم أعظم ،إذا لم يتدارك الأمر من قبل الخيرين في العراق العظيم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيسي ينصح بتعلم البرمجة لكسب 100 ألف دولار شهريا!


.. تونس.. رسائل اتحاد الشغل إلى السلطة في عيد العمّال




.. ردّ تونس الرسمي على عقوبات الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات


.. لماذا استعانت ليبيا بأوروبا لتأمين حدودها مع تونس؟




.. لماذا عاقبت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات تونس؟