الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عقراوي أنت نجحت بما عجز عنه الظلاميون !

عبدالله مطلق القحطاني
باحث ومؤرخ وكاتب

(Abduallh Mtlq Alqhtani)

2015 / 9 / 25
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن


لدي خصلة هي أقرب للحماقة منها إلى العقل ،
وهي أنني أعتز بنفسي وأعرف قيمتها جيدا ،
فلا أتجاوز قدر نفسي أمامها وأمام الآخرين ،
بل أقف عند حدي بكل رحابة صدر ،
وآخذ بالرأي المخالف بحال إقتناعي بصوابه وبرحابة صدر وإقرار مسبق ،
لكنني لا أسمح على الإطلاق بالقليل من شأني ، أو الاستخفاف بي من أي أحد كان ،

وكان ولا زال سلاحي الوحيد هو المقاطعة وتجنب مثل أولئك ،
وبالفعل عرف عني في الحارة التي أسكنها مثل هذا السلوك ،
ويوجد البعض من الأشخاص من الجيران الذين يقطنون ذات البيت الشعبي الذي أسكنه ومنذ سنوات لم أتحدث معهم ألبتة رغم أنني في الخروج والدخول أشاهدهم كل يوم ،
فأنا لا أدخل في شجار عبث لا طائل منه مع أي شخص بحال قام بارتكاب خطأ معي عن قصد أو غير قاصد ألبتة ،
ولا أتناقش معه إبتداء ، ولو من باب العتاب ، بل أكتفي بكلمة واحدة وداعية وهي كلمة شكرا ،
ثم يكون آخر العهد بيني وبينه ، فأتجنب محادثته لاحقا ، بل وحتى لاحقا حينما يصادفني في الشارع أو المخبز أو البقالة ويبادر بإلقاء التحية هو أتجنبه ولا ألقي له بالا ولا لتحيته ليفهم الرسالة جيدا ،
وليدرك أنني لا أرغب بمعرفته مجددا ولا بسلامه ،
والأمثلة في الحارة يعرفها الكثير من الجيران ،

لكن وللأسف نقطة ضعفي هي الكتابة مع وقت طويل أمكثه في الغرفة التي أسكنها ، وبالطبع يتخللها بعض الأمور الجانبية البسيطة ،
وطوال عام كامل وأكثر كنت أقرر ترك الموقع واعتزال الكتابة بسبب سياسة التهميش والحذف لبعض الموضوعات التي لم تنشر !
وفي وقت أجد موضوعات مع احترامي الشخصي لشخص من كتبها لا تستحق النشر فضلا عن تلميها ووضعها في صدر الصفحة الأولى ،
طرح ضعيف وفكرة تتسم بالضحالة ومع ذلك تلمع وتتصدر الصفحة الأولى !!
وليت الأمر إقتصر على ذلك بل إن لغة التعالي والتجاهل هي ديدن الموقع تجاه الكاتب أو السائل أو صاحب الحق ،

ورغم خصلتي التي أشرت إليها في مستهل كلامي إلا أنني أتجرع المرارة وأصبر ثم أعود للكتابة مجددا ،
والمضحك أن غيري يجني ثمار جهدي وجهد الآخرين وبذات الوقت لغة التجاهل ديدنه !! ،

صحيح أنني لا أنكر أنني إشتهرت وعرفت بفضل موقع الحوار المتمدن ولن أكابر بهذه ، إلا أن ذلك لم يكن هبة من أحد أو منة ،
بل بذلت الوقت والجهد فجنيت ما إستحققته من متابعة وقراءة لما أكتب ،

فكرت بإنشاء موقع خاص بي مستقل ولن يكلف الكثير لكن المشكلة أن لدينا قوانين خاصة بإنشاء المواقع في الإنترنت ولابد من أخذ تصريح مسبق من وزارة الثقافة وهذا لن يحصل بالنسبة إلي ،
وسيتم حجب الموقع وربما أعتقل وأسجن ،

شغف الكتابة بالنسبة لي هو داء ! وهو هواء أحيا به ، وكان هذا الشغف ولازال نقطة ضعفي الوحيدة ،
ولا أصبر بقرار سبق لي أخذه باعتزال الكتابة ، وهي داء لعين ما إن يصيب أحدنا حتى يتملكه ،
ولا يردعه مخاوف إعتقال أو سجن ،

شغف الكتابة لا يعرفه بحق إلا من تجرع مرارته وإكتوى بنار هذا الشغف ،
فكيف الحال لو كان شغفا مزدوجا بين اطلاع وبحث وقراءة مع تدوين وكتابة ،
هو الإدمان بعينه ،

وحتى لا أطيل تصادم أمران معا بحالتي ،

رفضي لسياسة القمع والتهميش والتقليل من شأني بما يتعارض مع كرامتي واعتزاز بنفسي ، مع شغف الكتابة ،
فأصبحت أعيش بظل ألم نفسي حاد ومحبط ،

وبعد تفكير عميق قررت أن أتوجه لأمر يشغلني عن شغف الكتابة وبذات الوقت يعزز صلتي بالآخرين ، وذلك من خلال الإنتقال من الحي الذي أسكنه لحي بعيد آخر وأن أستأجر محلا تجاريا بسيطا أمارس فيه أي نشاط تجاري بسيط ،
وبالفعل وجدت المحل وأجرته معقولة وبه إمكانية للسكن فيه لتوفر مدخل آخر صغير ودورة مياه وبوفيه صغير ،
وأنتظر انتهاء إجازة العيد لأبدأ المشروع وإن لم أقرر بعد أي نشاط سأمارسه حتى الآن ،

إلا أنني عازم بإصرار على البدء ،
سأقوم بذلك علني أتخلص من إدمان القراءة والكتابة والفكر والتي لم أجن منها سوى الحسرة والندامة ،
إن نجحت فنعم هي ،
وإن لم أتخلص من إدمان القراءة والكتابة سأعود لكن لن أعود إليك ثانية أبدا يا عقراوي ،

لن أعود للقمع والتهميش وتقليل الشأن أبدا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في 


.. دعوات أميركية للجوء إلى -الحرس الوطني- للتصدي للاحتجاجات الط




.. صحة غزة: استشهاد 51 فلسطينيا وإصابة 75 خلال 24 ساعة


.. مظاهرات في العاصمة اليمنية صنعاء تضامناً مع الفلسطينيين في غ




.. 5 شهداء بينهم طفلان بقصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي السعو