الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حصاد المياه الإستخدام الأمثل للمياه في البيئات الجافة وشبه الجافة

رمضان حمزة محمد
باحث

2015 / 10 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


قد لا يكون مالوفا عند الكثير من الناس إستخدام تقنيات مثل حصاد المياه في بلد مثل العراق والمعروف عنه في كتب الجغرافية والتاريخ بانه بلد الرافدين. إلا أن تناوب مواسم الجفاف وقلة الهطول المطري وتكرار هبوب العواصف الرملية ويالاخص في إقليم كردستان التي لم يشهد لها مثيلا في السنوات السابقة حيث لم يسجل كمية الامطار الساقطة في مركز مدينة دهوك اكثر من 274.6 ملم لغاية نهاية شهر اذار /2008 كمثال على موسم جفاف وهذا أقل بكثير من المعدل العام للهطول المطري في السنوات السابقة والمعدل السنوي العام للأمطار في العراق. وعليه ولمواجهة نقص المياه فان حصاد المياه تعتبر الإستخدام الأمثل للمياه في البيئات الجافة وشبه الجافة كما هو الحال في العراق.
لذلك وعلى الرغم من أن المياه هي احد أهم مصادر الثروة الطبيعية وشريان الحياة ومرتكز أساسي للتنمية الشاملة ذات الأبعاد المتعددة الجوانب لارتباطها بجميع أنشطة الحياة، كونها حجرالزاوية في التنمية الاقتصادية الشاملة و النمو المتوازن للمجتمع لأنها تتفاعل مع غيرها من العوامل الاقتصادية المختلفة، إلا إنها لم تحظى بالاهتمام الكافي من حيث إدارة مصادرها المتنوعة في العراق( بلاد الرافدين). الذي يعتبر اكبر منتج للبترول ويمتلك أكبر إحتياطي من هذه الثروة الاقتصادية عالميا، وقلما نجد في بلد من البلدان في المنطقة يمتلك ما يمتلكه العراق من مصادر للثروات الطبيعية ( مياه, بترول, معادن، أراضي زراعية، أيدي عاملة، تنوع مناخي، وطبوغرافي...الخ ) فهذه تعتبر بحق مصادر للتنمية البشرية والاقتصادية يمكن أن يحقق للإنسان العراقي ما يربو إليه في هذا العصر من تقدم وتطور وازدهار. وبالنظر إلى موقع العراق ووقوعه على حافة الصحراء وبسب قلة الوارد المطري في تلكم المناطق وبسبب التغيرات المناخية التي يتعرض لها كوكب الأرض الذي بات يشكل الهاجس الأكبر للإنسان في معظم بقاع المعمورة، فعلى سبيل المثال لا الحصر مناطق عديدة تعرضت إلى موجات من السيول والفيضانات وأخرى إلى موجات من الجفاف وظروف المناخ القاسية، وأصبح التصحر يشكل خطرا لتهديد البيئة ونخص بالذكر منطقة الشرق الأوسط، ومنها العراق.
لذلك فان تحسين إدارة المصادر الطبيعية ومنها مصادر المياه كادارة متكاملة Integrated Water Resource Management "IWRM" يجب أن تصبح من الاولويات في أجندة الحكومات والهيئات الدولية وخاصة في البيئات الجافة وشبه الجافة لكون معدلات الهطول المطري غير كافية وغالبا تكون ما تكون إدارة هذه المصادر دون المستوى المطلوب وان هذه الشحة تأتي من فقدان هذا المصدر الحيوي بتركه يجري في الوديان أو بالتبخر لذلك فالحفاظ على مياه الأمطار واستخدامها الاستخدام الامثل والكفء يعد امرأ ضروريا لغرض إنجاح التنمية المستديمة في البيئات الجافة وشبه الجافة أو عند حصول مواسم الجفاف في البيئات الأخرى. لذا فان الحاجة كبيرة للحصول على المعلومات حول كيفية الاحتفاظ بكل قطرة ماء متاحة واستخدامها بكفاءة، وهذا ما يجعل من التقنية القديمة (حصاد المياه) وسيلة فعالة واقتصادية لتحقيق هذا الهدف، وتقنية لتطويرهذه المناطق والحل الامثل للاستفادة من الكميات القليلة من الأمطار لتلبية الاحتياجات الأساسية لإنتاج المحاصيل الزراعية على الرغم من مفهوم حصاد المياه ليس بالمفهوم الجديد فقد ورثنا في واقع الأمر ثروة كبيرة من المعرفة المحلية حول هذه الممارسة التي تضرب جذورها في عمق التاريخ إلا أن ثمة تقنيات كثيرة قد جرى تطويرها معظمها لأغراض الري، بينما طورت تقنيات أخرى من اجل الحفاظ على المياه ليصار غلى استهلاكها من قبل الاتسان والحيوان.
ويعتمد حصاد المياه على مبدأ حرمان جزء من الأرض من نصيبها من مياه الأمطار التي تكون عادة ضئيلة الكمية وغير إنتاجية وإضافتها إلى حصة الأجزاء الأخرى. الأمر الذي يقرب كمية المياه المتوفرة للمنطقة الأخيرة من الكمية التي يحتاجها المحصول، وبذلك يمكن الحصول على إنتاج زراعي اقتصادي وهذا ما يسمى بعملية (حصاد المياهWater Harvesting ) أي تركيز الهطل المطري بواسطة الجريان والتخزين لاستخدامه على نحو أمثل. لان فقدان الهطل المطري المتدني أصلا يشكل إجهادا شديدا في رطوبة المحاصيل النامية ويتمخض عنه انخفاض كبير في الغلة الزراعية إذا ما تم إنجاز أية غلة أصلا. ولان فقدان المياه دون الإفادة منها يعتبر من أسباب سوء إدارة الأرض والذي يسهم في زيادة التصحر وبالتالي زيادة معدل الفقر في هذه البيئات عملية حصاد المياه إما تتم بصورة طبيعية أو بتدخل العنصر البشري وأهم العناصر الأساسية لنظام (حصاد المياه)هي توفر المكونات الرئيسية التالية:
1. منطقة تجميع المياه :وهي جزء من الأرض يسهم في بعض أو جميع حصة مياه الأمطار لصالح المنطقة المستهدفة ( المراد زراعتها) خارج حدود ذلك الجزء ويمكن أن تكون منطقة الجمع صغيرة لا تتجاوز بضعة أمتار مريعة أو كبيرة تصل إلى عدة كليومترات مريعة، ويمكن أن نكون أرضا زراعية أو صخرية أو هامشية أو حتى سطح منزل أو طريق معبدة.
2. مواقع التخزين :وهي المناطق التي تخزن فيها المياه لحين إستخدامها ويمكن أن يكون التخزين في خزانات أرضية،أو تحت سطح الأرض،أو في التربة،أو مكامن المياه الجوفية.
3. المنطقة المستهدفة : وهي المنطقة الني يستخدم فيها المياه التي جرى حصادها، وتستخدم إما للزراعة أو لسقي الحيوانات أو للاستخدام المنزلي إن احتياجات الإنسان هي التي تحدد الهدف من المشروع
وهنالك العديد من الفوائد من إستخدام هذه التقنية القديمة في تطوير البيئات الجافة وشبه الجافة في أرجاء العالم المختلفة منها:-
• جعل الزراعة وتربية الحيوانات والمواشي في هذه البيئات أمرا ممكننا رغم إفتقار المنطقة إلى مصادر مياه أخرى. حيث أن عملية حصاد المياه هي مفتاح إستخدام مياه الأمطار على نحو أفضل لغايات زراعية فهي تشكل زيادة في كمية المياه المتاحة في وحدة المساحة المحصولية، وتقلل من الجفاف ،وتستخدم مياه الجريان على نحو مفيد.
• تزويد خزانات المياه الجوفية بالمياه نتيجة تسرب قسم من المياه إلى باطن الأرض.
• زيادة كمية المياه لتلبي احتياج الإنسان في البيئات الجافة.
• تحسين الغطاء النباتي وتقليل خطر التصحر على المناطق المجاورة لهذه البيئات.
• تحسين المستوى المعاشي وبذلك يتم إستقرار المجتمعات البدوية والريفية وبالتالي تقليل الهجرة إلى المدن .
• تحسين الظروف البيئية في هذه البيئات من وجود العديد من المستجمعات المائية وبالتالي الحصول على مكاسب مباشرة وغير مباشرة على الصعيد الاجتماعي، الاقتصادي، السياحي وغير ذلك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م


.. شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول




.. إيران تتحدث عن قواعد اشتباك جديدة مع إسرائيل.. فهل توقف الأم