الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دعونا نفهمهم .!

بريهان قمق

2015 / 10 / 15
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


نساهم دون قصد ، في إضعاف الزخم النضالي الفلسطيني عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، لترويجنا هذا الكم من الصور العنفية و الصور القديمة ، غير مراعين التغييرات التي طرأت في الفكر النضالي المدني لأهلنا داخل فلسطين ، كالتركيزعلى صور معينة للأسف تحمل دلالات تخدم اسرائيل أكثر منها الفلسطينين ، مثل:
التباهي بالسلاح الإستعراضي الأجوف عند الجنازات والذي يختفي عند المواجهات الحقيقية ، والذي يؤكد الرواية الاسرائيلية بأنه يواجه شعبا مسلحا وليس مدني على الرغم من عدم فاعلية هذا السلاح....
تباهينا بصورة الجندي الإسرائيلي المدجج بأحدث أنواع الأسلحة في العالم ، المدرب وفق أحدث النظم و التدريب العسكري والقادرعلى قتل أيا كان بدم بارد، يظهر متراجعا إلى الخلف أمام الصغار الذين يضربونه بوابل من الحجارة .. مثل هذه الصور أكبر خدمة للكيان الصهيوني، وتكريس دعاياته العالمية بأن جيشه الأكثر إنسانية بين جيوش العالم ، فلا يجوز أن ننسى خيباتنا مما يحدث لدينا شرق أوسطيا وقد رأى العالم الجيوش العربية والمقاتلين العرب يسحقون ويدكون المواطنين العرب المدنيين في أكثر من بلد عربي دونما أي رحمة و إنسانية ، وللأسف رأى العالم شرق اوسطنا الذي يتلظى بجحيم الحروب الأهلية بكل دموية لمجرد ان ثمة من نادي باجراءات تغييرية ......

هذه الصوروغيرها كثير من الملتبس المعنى ، تتطلب حقيقة مشاركة فاعلة من قبل خبراء الاعلام والأكاديميين من تخصصات أخرى كأطباء وعلماء النفس والاجتماع والتربية لتحليل رموزها ومعاني دلالاتها وآثارها ، ونشر الوعي المجتمعي والاعلامي، كي تنضج وسائله التعبيرية البصرية النضالية الداعمة للفلسطنيين ، كي يعرف المجتمع بكل فئاته وتخصصاته كيف يتعاطى عبر منصاته في وسائط الميديا المتنوعة مع الصورة التي تتلقفها مشاعره أولا . ذلك لأننا حقيقة نعاني من أمية في الثقافة البصرية ، وفي استخدام دلالاتها ورموزها ، بعكس اسرائيل التي تجند منذ سنوات طويلة خبراء اعلاميين ومن علماء النفس والاجتماع والتربية في كل رسالة اعلامية تبثها للعالم أو يبثها أصدقاءها بما في ذلك العرب ...!!!

لطالما اننا غير قادرين على دعم الفلسطينيين بشكل فعال ومباشر، على الأقل فلنكف عن إجهاض صورتهم وتطويرهم لأدواتهم وأساليبهم النضالية اللاعنفية الانجع من كل هذه البروباغندا البصرية والكلامية التي نمارسها انفعاليا من خلف شاشاتنا الكمبويترية وأجهزتنا الذكية ونحن نحتسي القهوة والشاي بامان ...
لنحلل معنى تحدي تلك الابتسامات على وجوه شابات وشباب ولدوا بعد اتفاقية اوسلوا يبتسمون للكاميرات وهم على يقين من ان الأحكام التي ستصدر ضدهم في المحكمة الاسرائيلية قد تصل الى السجن المؤبد ..!!

لنحاول فهمهم وفهم انتفاضتهم الثالثة .. لنستوعب أي استراتيجية نضالية يتبناها طيور العنقاء الكنعانيية، في ظل ان الصراع مع الاحتلال الاسرائيلي طويل المدى وهو بالاساس صراع حضاري ...
دعونا نفهم ، لعلنا ننمو ونكبرعبرهم ، فنحلق معهم صوب الحرية بوعي ..!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحرب لا تقتصر على السلاح يا شطار
الحكيم البابلي ( 2015 / 10 / 15 - 22:27 )
السيدة بريهان .. تحية
مقالك ذكي عميق الجذور والأبعاد، وهو لمن يجهل لحد اليوم أن هناك الكثير من الأمور غير السلاح، التي تدعم أي حرب بين البشر، والموضحة في الفقرة أدناه من مقالك

هذه الصور وغيرها كثير من الملتبس المعنى، تتطلب مشاركة فاعلة من قبل خبراء الاعلام والأكاديميين من تخصصات أخرى كأطباء وعلماء النفس والاجتماع والتربية لتحليل رموزها ومعاني دلالاتها وآثارها، ونشر الوعي المجتمعي والاعلامي، كي تنضج وسائله التعبيرية البصرية النضالية الداعمة للفلسطنيين، كي يعرف المجتمع بكل فئاته وتخصصاته كيف يتعاطى عبر منصاته في وسائط الميديا المتنوعة مع الصورة التي تتلقفها مشاعره أولا. ذلك لأننا حقيقة نعاني من أمية في الثقافة البصرية، وفي استخدام دلالاتها ورموزها، بعكس اسرائيل التي تجند منذ سنوات طويلة خبراء اعلاميين من علماء النفس والاجتماع والتربية في كل رسالة اعلامية تبثها للعالم أو يبثها أصدقاءها بما في ذلك العرب-إنتهى

لأول مرة أقرأ عن تحذيرات كهذه التي جائت في مقالك المكثف المُفيد، وعسى أن يستفيد منها كل من يعنيه الأمر، لإنها تحذيرات متحضرة عاقلة يتبعها العدو منذ سنين طويلة
تحياتي - طلعت ميشو

اخر الافلام

.. ليس معاداة للسامية أن نحاسبك على أفعالك.. السيناتور الأميركي


.. أون سيت - تغطية خاصة لمهرجان أسوان الدولي في دورته الثامنة |




.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غ


.. تعمير - مع رانيا الشامي | الجمعة 26 إبريل 2024 | الحلقة الكا




.. ما المطلوب لانتزاع قانون أسرة ديموقراطي في المغرب؟