الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفاجأة نوبل

جلال حسن

2015 / 10 / 17
الادب والفن


مفاجأة نوبل
جلال حسن

مثل كل عام تكثر التوقعات والتكهنات عن الفائز بجائزة نوبل للآداب، تلك الجائزة التي تمنح لأكثر الأعمال روعة ونزعة مثالية وفق قول ألفريد نوبل مخترع الديناميت والتي تمنح من قبل الأكاديمية السويدية.
هذه التخمينات تثير تساؤلات عديدة من قبل جمهور الأدب، لأنها تخرق أفق الانتظار بنتيجة إعلان الفائز في عرف أكاديمي يحسب ويدرس المنجز على مساحة الإبداع وفائدته وتأثيره. وفي كل عام تلعب المفاجآت دوراً غير متوقع في دحض القناعات، لذلك تصل حد الاتهامات. ولكن كل الذين فازوا بهذه الجائزة الرفيعة دمغوا بالمنجز، والفرادة، المكتبة العالمية بالأدب الإنساني الثر، وخلقوا من المحلية عالمية في تلاقح ثقافات الشعوب، وكشف جوانب تلك المحلية ببساطتها الى معرفة معاناة وتطلعات وطرق تفكير الشعوب، لذلك أن التتويج بهذه الجائزة يجعل الأدباء من أساطين العالمية، رغم تشكك بعض النقاد بآلية اختيار الأدباء لنيل هذه الجائزة،
ومنذ عام 1901 ونيل الكاتب الفرنسي رينيه سولي برودوم الجائزة الى أخر الفائزين وهي الكاتبة البيلاروسية سفيتلانا أليكسييفيتش، تبقى أسماء الفائزين قامات شامخة في مجال الأدب ومنهم الروائي المصري نجيب محفوظ، وألبير كامو، وغابرييل غارسيا ماركيز، ودوريس ليسينج، و باتريك موديانو. حتى الذين رشحوا ولم يفوزوا تبقى ترشيحاتهم رقماً صعباً في المنافسات، ومنهم المفكر العربي أدونيس، والياباني هاروكي موراكامي، والأميركي فيليب روث، والتشيكي ميلان كونديرا، والكيني نجوجي واثيونجو.
ومن مفاجأة هذا العام منح جائزة نوبل للآداب لعام 2015 للكاتبة والصحفية البيلاروسية سفيتلانا ألكسيفيتش، عن كتاباتها التي وصفتْ بأنها متعددة الأصوات والتي تمثل جانباً للمعاناة والشجاعة في زماننا، وفق ما أعلنت الأكاديمية السويدية المانحة للجائزة.
إن أليكسفيتش تعد أول كاتبة أدب واقعي تفوز بالجائزة منذ أن فاز بها وينستون تشرشل في عام 1953 لبراعته في الوصف التاريخي وسرد السير الذاتية، فضلًا عن أسلوبه الخطابي الرائع في الدفاع عن القيم الإنسانية السامية على حد وصف الأكاديمية.
وحال استقبال العالم نتيجة إعلان فوز الكاتبة التي لا يعرف عنها أي شيء، سوى القليل جدًا من أعمالها تُرجم إلى الإنجليزية حتى ضجت أصوات لوحات مفاتيح موقع غوغل عن سفيتلانا أليكسفيتش الصحفية الاستقصائية البيلاروسية، وما يميزها أنها تتقن الحوار والمقال والتحقيق والسيناريو وكتابة القصة، والرواية، بل هي أول صحفية تحصل على نوبل للأدب أما عملها الأكثر شهرة فهي رواية " أصوات من تشيرنوبل". وسجلت قصص نساء حاربن خلال الحرب العالمية الثانية، واستوحت من تلك القصص روايتها الأولى "وجه الحرب غير النسائي". كذلك كتبت عن الحرب السوفييتية في أفغانستان، فضلا عن توظيف مهاراتها الصحفية لعمل سلسلة من الحوارات المكتوبة في صورة فقرات سردية وجيزة، بطريقة محادية، أن مزج الصحافة بالأدب يجعل القارئ تواقاً الى قراءة أعمالها مترجمة الى العربية. وهذا ما يرتقب.
جلال حسن
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي


.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل




.. ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ


.. عدت سنة على رحيله.. -مصطفى درويش- الفنان ابن البلد الجدع




.. فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي