الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نظرة تاريخية للنظام الاشتراكي

زاهر نصرت

2015 / 10 / 20
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


ان ما كان يحتشد في هوامش السنين السابقة سوف يحتل مكانه كمتصدر للسنين المقبلة وما كان ينظر اليه كظواهر غريبة او غير مألوفة او غير شائعة سوف يفرض نفسه لا كظواهر معروفة ومألوفة وشائعة فقط بل كانماط سيادية ايضاً .
زاهر نصرت

لقد دشن الخامس والعشرون من شهر تشرين الاول عام 1917 عهداً جديداً في تاريخ الانسانية ففي ذلك اليوم اسست الطبقة العاملة في روسيا والحزب الشيوعي وعلى رأسه لينين ، اول دولة اشتراكية في العالم .
وقد واجهت سلطة السوفييت الفتية مهمة في غاية الصعوبة ففي بلد متأخر تحاط به القوى المعادية ، كان ينبغي بناء المجتمع الاشتراكي ، المجتمع الذي راود احلام المضطهدين والمنبوذين طوال اجيال وقرون ، هذا المجتمع الذي صاغ اسسه العلمية زعماء البروليتاريا ومعلموها الكبار ماركس وانجلز ولينين ، ومن اجل بناء الاشتراكية ينبغي ان يسود السلام ولهذا وجهت الدولة السوفيتية غداة ولادتها نداء الى الدول المتحاربة دعتها الى وقف المجزرة فوراً ولكن استعماريي 14 دولة ردوا على هذا النداء باعتداء مسلح على روسيا السوفيتية وخلال ثلاثة سنوات خاض العمال والفلاحون في روسيا حرباً ضارية ضد البرجوازية كبار الملاكين العقاريين اعداء الثورة وضد الغزاة المتدخلين وكلف النصر غالياً فقد عم الخراب والدمار وصمتت صفارات المصانع والمعامل على قلتها آنذاك وبارت الاراضي وقد كانت لامد قريب ميادين قتال ، وندر الخبز من اجل اطعام السكان والالبسة لكساء الناس والوقود لتدفئة منازلهم .
هل بالامكان بناء قصر حين يكون الباني عارياً وحافياً وجائعاً ؟ اليس من الافضل بناء كوخ ! هل بالامكان الشروع ببناء الاشتراكية في بلد يسوده الدمار والبؤس ؟ اليس من الافضل الاستغاثة بالرأسمال الاجنبي وارجاء بناء الاشتراكية الى زمن انسب !
هكذا فكر وحلل المشنعون بحكم السوفييت واعداءه الساخرون والمتشككون وضعفاء الايمان ، فلم يدركوا ان بناء الاشتراكية قد بدأ ، وان اسس الاشتراكية انما سبق ووضعتها المراسيم الاولى التي اقرتها السلطة السوفيتية وجعلت الارض وباطنها والمصانع والمعامل والمصارف والسكك الحديدية ملكاً للشعب ، وان الغاء الملكية الخاصة لوسائل الانتاج قد كان اهم خطوة في طريق القضاء على استثمار الانسان للانسان ، وان هذه الخطوات الحازمة التي خطتها السلطة السوفيتية قد شدت اواصر الطبقات الكادحة في روسيا ونفحت فيها ارادة النضال حتى النهاية في سبيل قضية الثورة .
قال الشيوعيون آنذاك :
عندنا كل ما يلزم لبناء الاشتراكية ، ثروات طبيعية لا تنضب ، شعب موهوب ، مجد ، سلطتنا نحن التي تدعمها اروع قوة في العالم قوة العمال والفلاحين وسنحظى بمساندة شغيلة العالم .
واعترض سيئو النية :
ولكم ، ليس عندكم ما يكفي من الخبز ، ليس عندكم لا فولاذ ، ولا فحم ، ولا بترول ، ولا آلات وهل بالامكان البناء من لا شيء ؟
وتعهد التاريخ بحل النقاش ، فجاء يؤكد كل التأكيد صحة ما قاله لينين ، ما قاله الحزب الشيوعي ، بعد ان تجاوزت السلطة السوفيتية عامها الاربعين بقليل وهذا سن النضج في حياة الانسان وهذا سن الشباب في حياة الانظمة الاجتماعية وان كل ما تحقق في هذة المدة التاريخة القصيرة يؤكد في حينه بسطوع وقوة تفوق النظام الاشتراكي ومزاياه الكبرى الذي نقل هذا النظام مجتمع الجمهوريات السوفياتية من زراعي الى مجتمع صناعي والانتصار الباهر الذي حققه على دول المحور في الحرب العالمية الثانية والصعود الى مرتبة القوى العظمى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ


.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب




.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام


.. لطخوا وجوههم بالأحمر.. وقفة احتجاجية لعائلات الرهائن الإسرائ




.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا