الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحقائق الدامغة ضدّ التزييف في موضوع -التّواصل-

محمد نفاع

2015 / 11 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


*إذا طغت المجاملة والصمت على التزييف والكذب لن يكون حبل الكذب قصيرًا، بل يصبح ويمسي جزءًا من واقع مشوّه

*أول من بادر إلى التواصل هو الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد

*أول من نفّذ التواصل مع سوريا الأخ محيي الدين خلايلة ودفع الثمن

*هدف إضعاف الحزب الشيوعي عن طريق ما أسموه "تواصل" أبعد ما يكون عن التواصل




كنت مضطرًا للتأخر في نشر هذا الموضوع حتى لا يوضع في خانة التشفّي، خاصة قبل الحكم الاضطهادي على مشايخ الدروز ومن معهم. والآن إلى الحقائق الدامغة:
المقصود طبعًا هو التواصل مع من تطلق عليهم حكومة إسرائيل الغاشمة "الأعداء"، وبالأساس سوريا، وكأن سوريا هي التي تحتل أرضًا "لإسرائيل"!! وكأن على سوريا ان تتسامح مع الاحتلال وتحمد الله على هذه النعمة. لا يُمنع الوصول أبدًا إلى عدد من الأقطار العربية مثل قَطَر ومصر والأردن والمغرب وتونس. أما السعودية فهناك الحَجّ وهذا حق، لكن في بقية أصدقاء إسرائيل لا يوجد مثل هذا السبب، لا توجد هناك مكة المكرمة والمدينة المنورة، اللهم إذا استثنينا الأردن قبل الحرب العدوانية سنة 67 وحق أهلنا أبناء شعبنا المسيحيين للوصول إلى هناك.
أعداء إسرائيل أفضل بما لا يُقاس من أصدقاء إسرائيل، لا توجد مقارنة.
إن أول من بادر إلى التواصل مع سوريا كان الرئيس الراحل حافظ الأسد في أواسط تسعينيات القرن الماضي، حيث كلف احد أعضاء البرلمان السوري من أصل جولاني سوري بهذه الدعوة ونصها الحرفي: "الرئيس السوري يدعو وفدًا من عرب الـ 48 بقيادة راكاح لزيارة سوريا". ألقيت الدعوة علنًا ومن مكبر الصوت من "تل الصيحات" وراء خط وقف إطلاق النار قبالة بلدة مجدل شمس. وحملها إلينا عدد من أبناء الجولان السوري المحتل.
كنت يومها اشغل مسؤولية أمين عام حزبنا الشيوعي المجيد ونقلت الموضوع إلى اجتماع المكتب السياسي، هنالك أقلية عارضت معارضة تامة. وهنالك من وضع شروطًا، ان يكون الوفد بقيادة الحزب من العرب واليهود، ونُقل هذا القرار. وكان ردّ الرئيس حافظ الأسد في منتهى المسؤولية، نحن نعرف مواقف الحزب المؤيدة لسوريا ضد الاحتلال ولا نفرق بين الأعضاء، ولكننا نفضل الآتي: بعد مدة سيعقد في دمشق مؤتمر لرجال الدين من كافة الطوائف، بعدها يصبح الأمر أكثر قبولًا وتفهمًا لدينا.
قبلنا وقدّرنا هذا الموقف وشكرنا وأعلنا عن ذلك. وتعاملت وسائل الإعلام هنا بشكل مكثف عبر عشرات المقابلات في الإذاعة والصحف والتلفزيون، ومعظمها ركّزت على سؤال: هل تحملون معكم رسالة إلى هناك إذا طلب منكم ذلك!!
"إذا طُلب" يعني من السلطات الإسرائيلية. قلنا بشكل قاطع وتعبيرًا عن موقف حزبنا: أبدًا، لا ولن نحمل أية رسالة، نحن ندين الاحتلال الإسرائيلي ونؤيد حق سوريا في استعادة الجولان المحتل.
بعدها دخلت عدة معوّقات داخلية عندنا على الموضوع، منها:
1. قام نفس الإخوان من الجولان بالاتصال مع العشرات وكأنهم هم الذين يشكلون الوفد وبمسؤوليتهم. وسلمونا قائمة بذلك رفضناها بشدة، كان في القائمة كما اذكر سبعة أشخاص من بيت جن وحدها. رفضنا تدخلهم الانفرادي في الموضوع.
2. قام احد رفاق حزبنا يومها – اليوم هو خارج صفوف الحزب كليًا – وهو "ليس من إحدى قرى الشمال" كما اعتدنا ان نقرأ، ولا من الجنوب. بتشكيل قائمة منفردة مع احد أصدقائه من الجولان. رفضنا ذلك، لان القرار يجب ان يكون قرار الهيئة وليس أي شخص.
3. وهو الأخطر برأيي ان عددًا من قادة الجبهة يومها – واحدهم خارج صفوف الجبهة اليوم – رفضوا المشاركة في وفد بقيادة الشيوعيين. واحدهم اقترح وفدًا مقلصًا من خمسة أشخاص فقط – وهذا مناقض للدعوة التي تشمل العشرات.
وآخر رفض المشاركة مع أشخاص من قوة سياسية مرفوضة بالنسبة إليه – اليوم هي ليست مرفوضة مع العلم ان موقفها تغير للأسوأ خاصة في الموضوع السوري كما نراه هذه الأيام.
نحن رأينا ان تركيبة الوفد يجب ان تكون تمثيلية للقوى السياسية والأحزاب، وجرى تقدير كبير لهذا الموقف من الجانب السوري والذي له مصلحة أيضًا في ذلك.
سنة 1997 وبناء على قرار الحزب سافر الرفيق القيادي توفيق كناعنة إلى دولة عربية – لا لسوريا ولا للبنان ولا الخليج ولا العراق – وتفاقمت العراقيل الداخلية عندنا – وفقط الداخلية – ومن منطلقات ذاتية لا غير، حتى حُيّد ملفّ الموضوع كليًا كنقطة بحث على طاولة القيادة السورية.
بعدها وبمبادرة رفيق الدرب الأخ محيي الدين خلايلة، رُتِّب وفد واسع وزار سوريا بهدف التواصل فعلًا، وليس لأي مأرب آخر، هذه قناعته، وليس لجمع أصوات ضد الحزب الشيوعي.
ثم دخل الإخوة في التجمع الوطني الديمقراطي على الخط، بقيادة الأخ د. عزمي بشارة حيث أصبح يخاطب بـ"المفكر" من صنع دمشق.
زيارة سوريا المناضلة والممانعة هي حق وشرف كفاحي. ومن الطبيعي ان يستغل الإخوة في التجمع هذا الموضوع لكسب التأييد والأصوات الأمر الذي ساعدهم جدًا، وكان هذا هو الهدف، وإمعانًا في جرف التأييد جرى تصعيد في العداء للحزب الشيوعي، ووزعت مسؤوليات ترتيب الوفود – "بين العرب والدروز". وفي أول لقاء "للمسؤول الدرزي" في فضائية الجزيرة ومن قَطَر وفي أول جملة لفظها: الحزب الشيوعي وافق على التجنيد العسكري الإجباري. وقام ضد الحزب والجبهة ولجنة المبادرة العربية الدرزية، وهم أكثر المتضامنين معه، وهذا واجب، فقد وقف الحزب هذا الموقف المشرّف مع جماعة الأرض ضد السلطة، ومع الحركة الإسلامية ضد السلطة، ومع التجمع الوطني الديمقراطي ضد السلطة، ومع كل مجموعة أو فرد وحركة – مثل الإخوة في أبناء البلد، ضد السلطة الغاشمة.
بعدها تشكلت أكثر من حركة في موضوع "التواصل" وهذا حق. لكن المطلوب عدم التزييف أبدًا للحقائق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الولايات المتحدة و17 دولة تطالب حماس بإطلاق سراح الرهائن الإ


.. انتشال نحو 400 جثة من ثلاث مقابر جماعية في خان يونس بغزة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن قصف 30 هدفا لحماس في رفح • فرانس 24


.. كلاسيكو العين والوحدة نهائي غير ومباراة غير




.. وفد مصري يزور إسرائيل في مسعى لإنجاح مفاوضات التهدئة وصفقة ا