الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فرضيات تحتاج للتحقق بشأن كارثة الطائرة الروسية

جاسم ألصفار
كاتب ومحلل سياسي

(Jassim Al-saffar)

2015 / 11 / 6
مواضيع وابحاث سياسية



الأسباب الحقيقية وراء وقوع كارثة طائرة الركاب الروسية (أيربص A321 )، التي كانت في طريقها من شرم الشيخ الى سانت بطرسبرغ، سيتم اعلانها رسميا بعد فك شفرة الصناديق السوداء. وحسب التصريحات الرسمية الروسية والمصرية ان انجازها لهذا العمل قد يتم في أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني. لذا يجب التنويه الى ان جميع الفرضيات التي تعلن قبل ذلك كأسباب محتملة لسقوط الطائرة الروسية هي مجرد تخمينات غير مدعومة بالأدلة الكافية.
ومن التخمينات القوية التي فاجأتنا بها وسائل الإعلام الغربية، نقلا عن مصادر خاصة في الاجهزة الاستخباراتية، ان تحطم الطائرة الروسية كان بسبب عمل ارهابي. فقد اعلنت وكالة رويترز للأنباء، الخميس 5 نوفمبر/تشرين الثاني، معتمدة على مصادرها الخاصة في أجهزة الاستخبارات الامريكية والبريطانية، عن فرضية انفجار قنبلة وضعت داخل الطائرة، اثناء تحليقها في الجو. ولم يفت وكالة رويترز للأنباء التأكيد على ان فرضيتها تحتاج الى تحقيقات اضافية للتيقن من دقتها ومصداقيتها.
وتجدر الاشارة الى ان الجهات الرسمية في روسيا ومصر، كانت قد افترضت منذ وقوع الحادث، أن سقوط الطائرة يعزى لأسباب فنية. وفسرت انفصال الطائرة في الهواء الى جزئين بان الطائرة عند تعرضها لعطل فني اصطدمت بنتوء صخري اثناء تحليقها في المناطق الجبلية شمال سيناء. وبقيت هذه الفرضية هي الاقوى عند اجراء التحقيقات، مع ان روسيا لم تنفي امكانية وجود اسباب اخرى لسقوط الطائرة، بما فيها تعرضها لعمل ارهابي قد يمكن الكشف عن طبيعته فيما لو أكدته التحقيقات. معتبرة في نفس الوقت ان امكانية استهداف الطائرة من الارض بصاروخ، ضعيف للغاية.
فواقع الحال، هو ان داعش تسيطر على جزء كبير من شبه جزيرة سيناء وتخوض حرب حقيقية مع الجيش المصري النظامي والشرطة. وقد تحدثت السلطات المصرية مرارا وتكرارا عن خطورة التهديد الذي تتعرض له من الارهابيين، وطلبت، في اكثر من مناسبة، المساعدة من الغرب للتصدي للإرهاب الذي تواجهه من قبل المنظمات الارهابية المتحصنة في منطقة سيناء تحديدا. كما أن المطارات المصرية، حالها حال العديد من مطارات الدول العربية، يسهل اختراق انظمة رقابتها لتمرير متفجرات الى الطائرات التي تحلق منها.
ومع ان داعش، كانت قد اعلنت عن تحملها لمسؤولية اسقاط الطائرة الروسية الذي اسفر عنه مقتل 224 شخصا، الا انها لم تكن مقنعة في تبيان الطريقة التي نفذت بواسطتها فعلها الاجرامي، مما جعل هذه الفرضية ضعيفة للاعتماد عليها سببا في تحطم طائرة الركاب الروسية.
ولم تؤخذ فرضية سقوط الطائرة نتيجة لعمل ارهابي بمحمل الجد الا بعد تصريح لمسؤول امريكي رفيع المستوى، نقلته وكالة انباء CNN ، الاربعاء 4 نوفمبر/تشرين الثاني، قال فيه "ان هناك شعور قوي بأن بين الأمتعة أو في أي مكان ما على متن الطائرة كانت مخبأة عبوة ناسفة". وقد عزز هذا التصريح الاعتقاد بان تكون داعش او منظمات ارهابية اخرى وراء تلك الجريمة الشنعاء.
وفي نفس اليوم، الاربعاء 4 نوفمبر/تشرين الثاني، عقد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اجتماعا طارئا للجنة الحكومية "كوبرا"، التي لا تجتمع عادة الا في حالات الطوارئ، كاجتماعها الاخير في عام 2010، عند اكتشاف وجود متفجرات في طرود كانت قادمة من اليمن الى الولايات المتحدة الامريكية، واجتماعها قبل ذلك في عام 2007 – عندما عثر في وسط لندن على قنبلة شديدة الانفجار. وكان نتيجة اجتماع 4 نوفمبر/تشرين الثاني، اعلان للحكومة يؤكد انها لا تستطيع ان تفترض سببا محددا لحادث سقوط الطائرة قبل انتهاء نتائج التحقيق، ولكنها تأخذ بنظر الاعتبار المعلومات الواردة عن امكانية تحطم الطائرة نتيجة لانفجار قنبلة وضعت على متنها.
ودعت لندن للحد من الحركة الجوية إلى شرم الشيخ الا في حالات الضرورة القصوى. ومن جانبها، علقت المملكة المتحدة وايرلندا رحلاتها الجوية الى المنتجع المصري على البحر الأحمر. هذا مع العلم بان حوالي مليون سائح بريطاني يتوجهون كل عام للراحة في منتجعات مصر، وان جزء كبير منهم يقضي اجازته في شرم الشيخ. وردا على دعوة لندن، أكدت واشنطن رسميا، يوم الاربعاء 4 نوفمبر/تشرين الثاني، ان طائراتها المدنية لا تقوم باي رحلات منتظمة الى مطار شرم الشيخ.
وتجدر الاشارة الى ان شركات الطيران الأوروبية، بما في ذلك لوفتهانزا الألمانية والخطوط الجوية الفرنسية، قد توقفت بالفعل عن التحليق فوق شبه جزيرة سيناء عقب حادثة سقوط الطائرة الروسية مباشرة.
ومع اصرار الجانب المصري على فرضية العطل الفني الا ان وكالة انباء رويترز، نشرت تصريحا لمصدر مصري قريب من مجموعة المحققين والمختصين الذين يدرسون محتويات الصندوق الاسود للطائرة، قال فيه انه " يعتقد بحصول انفجار داخل الطائرة" الا انه اضاف بان "طبيعة هذا الانفجار مازالت غير واضحة، وان الاخصائيين يتفحصون موقع سقوط الطائرة للتأكد من احتمال حصول الانفجار بسبب قنبلة كانت داخل الطائرة او عدمه"
وفي وقت لاحق، ذكرت السلطات المصرية أن ليس لديها أي دليل يشير الى حصول انفجار ما داخل الطائرة. وان الاخصائيين الذين حققوا في فرضية وقوع انفجار في الطائرة الروسية A321 لم يعثروا على اي دليل يؤكد تلك الفرضية. كما اعلن وزير الطيران المدني المصري في بيان له، حصلت عليه وكالة الانباء الروسية نوفستي "إن فرضية وقوع انفجار في الطائرة الروسية لا تستند إلى وقائع، والمحققون لا يملكون أي أدلة أو بيانات تدعم هذا الافتراض".
وأفادت السلطات المصرية أيضا، يوم الاربعاء 4 نوفمبر/تشرين الثاني، أن تسجيل الصوت من قمرة القيادة للطائرة معطوب، وبالتالي يتطلب الكثير من العمل لاستخراج التسجيلات الواردة فيه ودراستها. كما جاء في تقرير رسمي من وزارة الطيران المدني في مصر، نشر في نفس اليوم، ان الاخصائيين الذين يدرسون تسجيلات الصندوق الاسود يحققون تقدما في استخراج البيانات التي احتوتها تسجيلات قمرة القيادة للطائرة ومقارنتها ببيانات محطة المراقبة عند اقلاع الطائرة.
وختاما، فان امكانية البت في صحة اي من الفرضيات يبقى غير ممكنا لحين انتهاء التحقيق. ومهما كانت قوة ومنطقية بعض الفرضيات، فانه لم يتوفر بعد اي دليل يحسم الجدل بشأنها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران تتحدث عن قواعد اشتباك جديدة مع إسرائيل.. فهل توقف الأم


.. على رأسها أمريكا.. 18 دولة تدعو للإفراج الفوري عن جميع المحت




.. مستوطنون يقتحمون موقعا أثريا ببلدة سبسطية في مدينة نابلس


.. مراسل الجزيرة: معارك ضارية بين فصائل المقاومة وقوات الاحتلال




.. بعد استقالة -غريط- بسبب تصدير الأسلحة لإسرائيل.. باتيل: نواص