الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيها المخرجون.. غيروا أساليبكم!

مارتن كورش تمرس

2015 / 11 / 7
حقوق الانسان


أيها المخرجون. غيروا أساليبكم!

لازال مشاهدو الشاشة العائلية إلى اليوم يشاهدون في الافلام والمسلسلات العربية ما لا يليق بالمرأة والطفل فاساليب العنف التقليدية والحديثة التي يخرج بها الممثل علينا ويمارسها كرجل ضد زوجته أو حبيبته أو إبنته كولي الأمر وهو يستخدم الضرب المبرح ضد فلذة كبده لأنه تأخر في الذهاب إلى الدكان لشراء علبة دخان لوالده فعاد من غيرها، بل صار المخرجون يتفنون في ممارسة العنف والسب والشتم على أيدي أبطال المسلسل وقد حولوا البيت إلى دائرة بوليسية يُعذب فيها الموقوفين، على سبيل المثال تشاهد ضابطَ مركز شرطة في مدينة مصرية وهو يهين معلما أو موظفا قد جاء مستفسرا عن سبب توقيف إبنه بل أصبح المخرجون يتحكمون أكثر في أبطال الفلم أو المسلسلة وهم يغرزون بين شفاههم السيكارة وكأنهم من مروجي الدعايات لمعامل صناعة التبوغ.
تمادى أكثر المخرجون وهم يحولون جسد المرأة إلى بضاعة وهم يعرونها كممثلة درامة أو مذيعة تذيع على مشاهديها خبرا عاجلا يضم في سطوره سقوط طائرة مدنية أو مقدمة برنامج شابة تلتقي مع أديب أو سياسي تجاوز العقد السابع من عمره أو مطربة تنشد للوطن وقد خرجت على مشاهديها بنصف ثوب أو فنان قد خلع قميصه فظهر الشعر الكثيف تحت إبطيه فإشمئز المشاهد من رؤيتها أو ممثلة نصف عارية وهي تزور مخيم للمهجرين قصريا..
مخرج روتيني رتيب قد حقق الرواج لمسلسله الذي أخرجه وقد أستغل ثلاثة أسباب أولهما الأسلوب الميكافلي(الغاية تبرر الوسيلة) والثاني مشاهد يستقبل حتى المادة الـ(Expire) وثالثا ترسيخ العادات المسممة للعقل والتي تدعم الذكر وذكوريته وتلعن المرأة وأنوثتها، هذا النمط الإخراجي قد قسم المشاهدين إلى قسمين الأول هم الرجال الذين أصبحوا يزدادون قسوة وهم يشاهدون على الشاشة أساليب العنف والسب والشتم وإهانة الخادم والأدنى درجة في السلم الوظيفي والنادل والسائق الخاص والبواب والحارس على أيدي الأعلى درجة وظيفية.
هذا أن دل على شيء إنما يدل على غياب الإبداع لدى المخرج وعدم مقدرته على كسر قيود العادات والتقاليد التي لازالت سيفا بيد الذكور وقد سلطوها على رقاب النساء والأطفال في مجتمعات الشرق دون أن يأخذ بالإصلاح حتى يكون مسلسله ذات هدف إجتماعي خاتمته هي التغيير المنشود الذي طمح إليه الفرد ويحتاجه المجتمع لذلك عليه أن يسأل نفسه عن الذنب الذي يتحمله وهو يساير التخلف ويحافظ على العادة البالية التي تحط من قيمة المرأة وتهدر حقوق الطفل فيكون سبب معثرة للغير.. أن للفن رسالة كما للشعر وللرواية وللقصة القصيرة وللوحة الفنية.. اذا هيا أيها المخرج وغيِّر أساليبك لكي تقوى على تغيير الواقع من سيء إلى أفضل من خلال الدرامة التي تخرجها فتكون بهذا قد وضعت قدميك على طريق تحقيق رسالتك الإنسانية.

المحامي والقاص
مارتن كورش تمرس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأمين العام للأمم المتحدة للعربية: عملية رفح سيكون لها تداع


.. الأمين العام للأمم المتحدة للعربية: أميركا عليها أن تقول لإس




.. الشارع الدبلوماسي | مقابلة خاصة مع الأمين العام للأمم المتحد


.. اعتقال متضامنين وفض مخيم داعم لفلسطين أمام البرلمان الألماني




.. الحكم بإعدام مغني إيراني بتهمة «الإفساد في الأرض»