الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العصبية الحزبية رابطة وهمية.. أخر ما بقي للحزب الشيوعي اللبناني

حسن عماشا

2015 / 11 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


منذ العام 1992 إثر المؤتمر الوطني السادس، اطلق الحزب الشيوعي اللبناني ما عرف في حينه بـ "إشاعة الديمقراطية". وإنبرت أقلام "الشيوعيين" وخطت المقالات التي تحاول ان تعرض "الأزمة" حتى من قبل أولائك الذين لم يكتبو يوما مقالة أو حتى تقريرا أو رأي في صحف الحزب. وانتشرت كالنار بالهشيم المقالات والاراء في كافة الدوريات العربية. سواء الفكرية الشهرية أو الفصلية أو حتى في اليوميات فضلا عن الصحف اللبنانية وخاصة صحيفة الحزب الرسمية (النداء).
ومنذ ذلك الحين لم يتقدم أي من الشيوعيين بأي مشروع دراسة علمية تقارب "أزمة" الحزب من خلال الواقع الموضوعي والتاريخي للمجتمع وطبيعته. ويكون مبنيا على رؤية تحدد وبشكل موضوعي ماهية "الازمة".
وبقيت المقاربات أسيرة انكشاف حجم الحزب الحقيقي ودرجة فعاليته في الحياة السياسية. وغربته عن التحديات الرئيسية. كما كشفت أمية في معرفة الماركسية ومنهجها أوحتى التجارب التي استرشدك بمنهجها والاستناد الى الارث العظيم من دروسها. سواء في الميدان النظري أو في الميادين النضالية: الاقتصادية والسياسية والحزبية والمطلبية والوطنية.
لقد مضى اقل من ربع قرن بقليل دون ان يتقدم الحزب الشيوعي اللبناني بأي خطوة الى الأمام لا على صعيد تجاوز "أزمته" أو أزماته ولا على الصعيد النظري في احداث أي خرق لمنظومة المفاهيم التي أوصلته الى حالة التشظي وانعدام الأثر في أي ميدان من ميادين الحياة.
وبالأمس القريب احتفل الحزب بذكرى تأسيسه الـ 90 . وبمعزل عن الخطاب السياسي الممجوج والفاقد لأي ترجمة في أي مجال. لم يبقى من رابط بين "الشيوعيين" بالحزب وحوله الا بعض من الوجدان الكفاحي كارث شخصي وذكريات. استنفذت قدرتها على أي فعل يؤدي الى لحمة بين مكوناته وقلة منهم من ادرك حجم الوهم الذي كانوا يعيشون في ظله. في حين أن الجيل الجديد من أبناء "الشيوعيين" يعيشون إرث الوهم عينه دون وعي ويراهنون على حدث هنا أو فعل هناك محلي، إقليمي ، دولي. فينصفهم ويستعيدون دور "مفقود" فيصح فيه القول أنه جيل ولد عجوز.
ان غياب "الشيوعيين" عن كل الميادين لا معنى له الا انهم أمسوا خارج التاريخ. وما يتوهمونه من انهم يراكمون في استعادة دورهم عبر "النشاط المطلبي". تكفي لمحة صغيرة من مراقب ليلحظ أن أقل جمعية أهلية تتجاوز في حضورها وفعاليتها الحزب الشيوعي.
ان تعصب "الشيوعيين" الحزبي والمبني على على مساحة كبيرة من الوهم اكبر بكثير مما فيها من وقائع. يعطل إمكانية التأثير في بنيته والارتقاء بها، نحو الاضطلاع بالدور التاريخي المناط بالحزب. وإن اضمحلال الحزب الشيوعي اللبناني حتى كصيغة تنظيمية هو المآل الذي يؤل اليه. وهذا لا يعني بأي حال من الاحوال اضمحلال الشيوعية. لأن واقع التحديات التي تواجهنا على مستوى الأمة والمعضلات التي تعيقنا في مواجهتها لا سبيل الى ايجاد الحلول لها الا عبر الارث الكبير من التجارب في تراثها العالمي شرط ان يعتمد منهجها العلملي الجدلي – التاريخي وليس اقتباس مقولات معزولة عن السياق التاريخي ولا عبر شعارات فارغة من أي مضمون مادي وملموس.
اننا في مرحلة التحرر الوطني ومهما طال زمنها لا يمكن ان ترتقي مجتمعاتنا دون تحريرها من الهيمنة الاستعمارية والميدان الوحيد الذي يمكن للشيوعية ان تجد مكانتها هو في المواجهة المباشرة مع المستعمرين الجدد وأدواتهم المتنوعة في نسيجنا الاجتماعي سواء ما يسمى بالعائلات السياسية وكيلة الاستعمار أو المجاميع التي تتشكل بايعاز ودعم من قبل المستعمرين بحجة الحقوق المدنية بكافة اشكالها.
ان الحقوق المدنية والخدمات الاجتماعية تتحق في سيرورة الكفاح الوطني وعبر السياسات التي تمكن الناس من السيطرة على مواردها ومراقبة مردودها من خلال انخراطها في عملية النضال السياسي – الاجتماعي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف قطاع الطائرات المسيرة


.. ماكرون يدعو لبناء قدرات دفاعية أوروبية في المجالين العسكري و




.. البيت الأبيض: نرعب في رؤية تحقيق بشأن المقابر الجماعية في قط


.. متظاهرون يقتحمون معهد التكنلوجيا في نيويورك تضامنا مع جامعة




.. إصابة 11 جنديا إسرائيليا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة ا