الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حيّة ودرج(قصة سُريالية)

غالب المسعودي
(Galb Masudi)

2015 / 11 / 10
الادب والفن


حيّة ودرج(قصة سُريالية)
د. غالب المسعودي

أتذكر أيام الطفولة ,العابنا كنا نشتريها من العطار بخمسة فلوس , أجمل لعبة كانت حيّة ودرج, مطبوعة على صفحة كارتون ملوّن, النرد كنا نصنعه من الطباشير, تذكرت تلك الأيام الجميلة, غفوت على حاسبي اللوحي وأنا العب تلك اللعبة مع جهازي ,كنت أكره تلك الحية الطويلة التي تنزلني الى اسفل سافلين, أحب الدرج ولو انه مصنوع من الخشب لكنه يرفعني الى مستوى اعلى, لا أخفيكم سراً كنت (الزم زار) كونه مصنوع من الطباشير من السهل ان أتلاعب بأرقامه, لكن في نومي أستطيع أن أتلاعب بأحلامي, لكني لا استطيع التلاعب بالنرد, إنه مصنوع بدقة عالية , بأحدث اجهزة الكومبيوتر يرفعني ولا ارفعه لكن اساسيات اللعبة هي.... هي ,أعرف من الحياة البرية أن الأفعى عندما تبتلع فريسة لا تلفظها كما هي, بل تتغذى بها ولا تلفظ الا فضالاتها, لكن حيّة اللعبة تلفظني كما انا الى المربع الاول ,حاولت أن أجد مقاربة واقعية لم افلح, في أحلامي طيات من الطية الاولى الى الطيّة العاشرة بعد الالفية, في الطيّة الثانية ميليشيات وثكنات, في الطيّة الثالثة طائفية وأجندات, في الطيّة الثالثة خطوط ساخنة, في الطيّة الاخرى مصانع لطبول من جلد الحيّات, ذكرني هذا أن إحدى مصانع السيارات الثمينة تغلف مقاعدها بجلد العضو الذكري لحيوان الحوت, لا أعرف مدى ارتضاء خلفية الذين يجلسون على مقاعدها, دعك من هذا أقلب طيّات حلمي في الثلاثة والستين كنا نحتفل بهجره لم نعطه وقتا كي يكمل وصيته, في نهاية القرن الواحد والعشرين تكتمل الصفحة نحن في القاع نجتر خيبتنا ,رغم خلافاتنا نخترع ماكنة لصنع الكباب خدمة لمواكب الجائعين في طرقات العمى الازلي, عندنا البطريق يعيش في غابات الامازون والارنب حشرة والسحالي معارضة والباذنجان يفسد الانتخابات والارض بساط مكوي والعبيد خنافس, وكل محدث بدعة وكل بدعة ضلالة والضلالة في النار, ولا تعارض بين خراب وخراء ولا مؤشر على فساد الذمة وذمة الفساد, الكل يكتمل بقلب المفردات, كان لابد أن أنتقل الى حلمي في الطيّة الألف, كتل تتقاذف كتل ,كونكريتية, كتل سياسية ,اشخاص تتسلق السلم اشخاص تبلعهم الحية ,اشخاص يبلعهم قيئهم, آخرون يخرجون من فم التمساح, كيف لا أعلم....! لكن الدلائل تشير إلى أن ثمة لعبة تحت الطاولة, توافقات صورية ,أرمي نردي للمرة الأخيرة لعلي أفوز...! ,يقف النرد على الصفر, لا يوجد صفر بالنرد ,يا لخيبتي حتى انت يابروتس.....! اشعل جذوة سيكاري آخذ نفسا عميقا, ابتلعته لم يخرج دخان ابيض من رئتاي....! مثل مدخنة الفاتيكان ,عمليات نوعية تجتر خاصرتي لا يمكن السكوت عنها ,أهون .....لكن صوت قرقعة النرد يتدحرج الى اسفل يؤرقني, لا بد من برنامج يطعمني للمخدرات ,أو حاجب صوت, حالات حرجة احتلت مخيلتي ,أقفل حلمي عليها ,إنهم يلعبون معنا و علينا, صنعوا لنا أوثاناً من دخان, وادراجا من نفيات خردة ,أوهمونا أن الافاعي تصنع من البولي أثلين لا تجتر ما ابتلعته, لونونا بالأصفر والاخضر والاحمر والاسود, صنعوا لنا رايات, جندوا مصانع الورق الصحي لتنظيف عورتاهم, وسموا النرد بالصفر خلافا لكل قوانين المنظمات الدولية, سرقوا كل القارات, جعلونا نسير باتجاه واحد الى الخلف نحو عورتنا ونحن في اتم السعادة ,نزحف كالجراد نعصف بالأرض والزرع, لا استطيع الان القفز من حلمي كان جميلا اذ شاهدت التماسيح تتسلق نخل بلادي ,والشمبانزي يرش له العسل في الطرقات, امتطيت قلمي بدأت الكتابة على سطح الغيوم, لعلها تثقل, المطر يغسل شوارع وطني من قذارة الاحتلالات ,انارت شاشة حاسبي اللوحي إثر اصطدام قلمي ,توهج وسطها ضوء ساطع كأنه كتابة سومرية, يقول لي أنت في المربع الاول من لعبتك ,اصحو من حلمك, سيكارك بدأ ينفث دخانا أسود من قفاك, احذر إنه دخان أسود...........!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع