الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التشكيلية السورية هالة الفيصل الأنثى بعين الجسد

هاشم تايه

2005 / 10 / 30
الادب والفن


هالة الفيصل فنانة تشكيلية تقيم منذ سنوات خارج بلدها سورية, وهناك تمارس الرسم, وبإمكان المتابع الإطلاع على بعض أعمالها في الرسم, في موقعها على الانترنيت WWW.HALAFAISAL.COM.
الأنثى تهيمن على أعمال هالة الفيصل التي تتنوع بين لوحات إيروتيكية يطغى عليها الجنس, وبورتريهات للفنانة نفسها أو لغيرها, وقد نفذت جميعها بالزيت أو بمواد مختلفة كالألوان المائية والباستيل.
الثمية الأساسية هي الجنس في معظم أعمال الفنانة هالة التي تولي التعبير عن الفكرة جلّ اهتمامها وتحرص على إبرازها صريحة بصورة مباشرة, أو مموهة باستعارات ورموز قريبة لا تعدو، في الغالب، طيوراً وأسماكاً ومظلات وعقارب ساعات.
تتسم لوحات هالة الفيصل بأداء تلقائي يعتمد البساطة ويجتهد في أن يقول ما لديه بلا مواربة في أغلب الأحوال, وكأن الرسم فعلٌ غايته الكبرى أن يستفرغ المهيمنة الثقيلة التي تنوء بحملها الفنانة أو أن ينفذ إرادة تلك المهيمنة بالظهور علناً أو في وسط رمزي من الصور. وتكشف تلك اللوحات عن سطوة الموضوع –الجنس- الذي حوّل لحساب أن يُسفر عن قواه, فعلَ الرسم وأخضعه لمقاصد التعبير وترك له مساحة تضيق أو تتسع , ليتحرر ويدعم مادته عبر الاهتمام بعناصر التشكيل وقيم الجمال بالاستفادة من إنجازات الفن المعاصر في مداه المفتوح.. اللافت للانتباه في لوحات هالة, ذلك الحضور القوي للزمن الذي يعلن عن نفسه في صورة ساعة دائمة الوجود في الفضاء العلوي وكأن إرادته- الزمن - تقضي بأن يتحرك كل شيء في مداه، أو كأن سلطة عقاربه هي من تأذن بممارسة هذا الفعل أو ذاك في المدى الذي تسمح به.
وكأنما يغدو الفن لدى هالة الفيصل مناسبة لتجسيد الحدث الشخصي الغائر في عماه البعيد والاحتفاء به في انبعاثه على السطح حرّاً بلا كتمان مرّة ومموّهاً بإرادة الحلم مرة أخرى.
ليس المكان الذي يفضله الجسد للإفصاح عن رغائبه أو لإطلاق قواه في أعمال هالة الفيصل ذلك المكان المغلق البعيد عن الضوء بل هو دوماً الفضاء المفتوح الذي تجتمع فيه عناصر الطبيعة, كما لو على مسرح وينهض فيه كل عنصر بدوره معبراً بحركات الجسد عن نداء غرائزه، مغتنماً الفرصة التي اتيحت له ليتعرى ويرقص ويبتهج في طقس شهواني يكاد يتحوّل إلى عبادة.
اعتمدت الفنانة الإنجاز السريع لبعض أعمالها فاكتفت بتخطيطها بالرصاص أولاً وأضافت إليها ألواناً مائية في الغالب. هنا تصوغ لحظة الفنانة المأهولة ما يمكن اصطياده من فضاء الحلم أو اليقظة بعيداً عن المهارة الباردة والحذق المتكلّف. ولا تخلو أعمال هالة الفيصل من نزوع إلى القصّ ففي بعض أعمالها نرى مسرحاً لحدث يتم في زمن ترسمه ساعة بارزة وتتحرّك خلاله أنثى في أكثر من موقع في مهمات متعددة، تقبل من مكان ترافقها مظلّة، وتفتح كتاباً، أو تعزف على آلة موسيقية، أو تستقبل نورساً أو سمكة. بعض أعمال هالة، خاصةً بوريتريهاتها، متأثرة بأعمال فنانين آخرين بينهم ماتيس ومودلياني أضافت إليها الفنانة مسحة غرائبية فاقتربت من أعمال شاجال. وأعمالها تعكس جرأة في التعبير وحرصاً على الأداء الشخصي المتسم بالبساطة والاختزال والتوهج بطاقة حسية وتوق إلى الانعتاق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع