الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التطرف ... صناعة دينية

سلمان محمد شناوة

2015 / 11 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


التطرف ... هو صناعة دينية ..

اعتقد لو استطعنا القضاء على داعش والقاعدة بتحالف دولي , وبعد مائة سنة من ألان , سوف تولد داعش أخرى وقاعدة أخرى لماذا ؟
لان الكتب الدينية التي أنتجت وتنتج يوميا المنظمات الدينية متطرفة , هي هي لا تتغير , وتبقى تدرس في المدارس والصفوف منذ الصغر حتى يصبح أولادنا شبابا ... ويصبحوا متطرفين .
كيف ننكر إن المواد الدراسية في مدارسنا هي القاعدة والخلفية والتي نبتت بها براعم القاعدة وداعش ... وكيف ننكر إن رجال الدين في كل قضاياهم وفكرهم وخطبهم المنبرية , لا زالوا يتحسرون على إلغاء الخلافة العثمانية .. وهي أخر صورة من صور الخلافة .

الخلافة تبقى أحلاما لدى رجال الدين , هناك اعتقاد إن في كل رأس مائة سنة هناك مجدد , ونراهم يسكتون ويقنعون حتى يأتي هذا المجدد ... ثم ينفجرون على شكل منظمات إرهابية تسعى لإقامة دولة الخلافة , خلايا نائمة ومتيقظة في نفس الوقت .
ليس صحيحا إن الإسلاميون يوافقون الدول في الزمن المعاصر على إقامة الدولة العلمانية الحديثة , وليس صحيحا إن الإسلاميون يتفقون معنا , على إقامة الدولة المدنية والتي تعني ( المواطنة والحقوق المتساوية بين كل طوائف الشعب مهما كان دينهم أو عرقهم أو جنسهم ) , فالمسيحيون واليهود والصابئة هم أهل كتاب , وهؤلاء ليس لهم حقوق متساوية مع المسلمين , وهؤلاء يجب إن يدفعوا الجزية عن يد وهم صاغرون , كيف ذلك وأين ذهبت أفكار الدولة المدنية والمعايشة على مدى عقود .
فليس غريبا إذن إن نجد إن العراق وسوريا , وهما من أقدم الدول التي احتضنت الأديان السماوية , نرى المسيحيون يهاجرون بالجملة إلى دولة تحتضنهم وترحب بهجرتهم إليهم , بحيث تكاد البلاد تخلو تماما من الدين الأخر , وكأن الشعب لم يعد يستطيع تحمل الأخر والتعايش معا , في العراق تم تهجير اليهود منذ زمن طويل , ويكاد البلاد يخلو من الصابئة أقدم ديانة سماوية في العالم , ولم يبقى للمسيحيين من وقت حتى نجدهم وقد فرغت البلاد منهم .
إما اليزيديون فهم كفرة , كل المسلمون وعلى طوال القرون والتي حكم بها الإسلام , كان ينظرون لليزيديون أنهم كفرة , تحل دمائهم بقتل الرجال , ونسائهم بسبي النساء , وأموالهم غنيمة للمسلمين .
ليس غريبا إن نجد المسلمين من جاور الايزيديون لمدة عقود طويلة . من حكم الدولة القطرية , وعاشروهم بحسن السلوك المودة , نجد هؤلاء الجيران ينقلبون فجأة , وينضمون لداعش , ويدلون الغزاة على عورة جيرانهم , وأصبح ينظرون للايزيدين على إن أموالهم غنيمة ونسائهم سبايا ... كيف نفهم هذه العقلية , ان لم يكن لها اثر في الفقه الإسلامي والذي لا يعترف بدولة المواطنة ولا الدولة المدنية , ولا يعترف بكل مكتسبات الحضارة .
وهناك الشيعة والذين لا يعترف بإسلامهم , انم يسمونهم كفرة ومرتدين ويحق لهم قتلهم وسبي نسائهم واخذ أموالهم , لا يوجد عندهم فكر الدولة التي يسودها القانون , فلا قانون غير الشريعة عندهم , والشريعة لها حكامها ومنفذيها ( الحسبة أو هيئة الأمر بالمعروف ) , أم كيف يتم تشريع القانون فهناك رجال الدين هم المسئولين عن التشريع والتنفيذ والقضاء ... لا يوجد لديهم مقولة إن السلطة المطلقة مفسدة مطلقة , ولا يوجد لديهم فصل في السلطات ( سلطة تشريعه بيد الشعب أو البرلمان , وسلطة تنفيذية بيد الحكومة , وسلطة قضائية ) .
كثير من الكتاب والصحفيون يكتبون هذه الأيام , محذرين من الدولة الإرهابية , إن هي سادت , وهي سادت بالفعل في العراق والشام , ويحذرون من إن هناك آلة إعلامية تدعم هؤلاء بالفتاوى والخطب المنبرية , والدولة لا تفعل لهم شيء ... ويقولون إن الدول والحكومات أصبح لديها قناعة على ضرورة مراجعة المناهج التعليمية , لان فيها الكثير والكثير جدا من الفكر المتطرف , ويدعون إلى مراجعة معظم الكتب التي تطرح للتسويق في معارض الكتب وفي المكتبات , لأنها تحوي قنابل موقوتة و سرعان ما تنفجر ...
والمشكلة كيف يتم مراجعة كل كتب الفقه وكتب التاريخ , وهي أصبحت مسلمات وحقيقة في وجدان المسلمين , كيف يمكن توجيه أصابع النقد للتراث الإسلامي , والذي يحوي هذه الأفكار القاتلة , تنتقل مع الأجيال جيلا بعد جيل , أنها مهمة صعبة وأشبه بالمستحيلة , لان هذه الكتب تظل تطبع وتتداول , نبنى أجيالا من العنف والإرهاب , لا تستطيع إي دولة إن تحتويه " انه التراث الإسلامي القاتل " في متون الكتب ...
كيف استطاع إفراد كانوا منفيون في عصرهم إلى رواد غيروا من اتجاه التاريخ الإسلامي إلى وجهات غير معقولة , كيف استطاع ابن تيمية بأفكاره ونظرياته العنيفة إن يصبح رائدا لكل الفكر السلفي في الوطن العربي , وكيف استطاع محمد بن عبد الوهاب إن يصبح إماما في كثير من الدول الإسلامية , وهما اليوم الركيزة والتي بنت عليه المنظمات الإرهابية كل فكرها اليوم .
إنا اعلم وأنت تعلم وربما كل الناس يعلمون إن ابن تيمية والفكر الوهابي , هو الأساس في البنيان الإرهابي , إذن كيف تمنع هذا الفكر من التداول بين الناس والمتعصبين من رجال الدين , الحقيقة لا تستطيع , لان هذا الفكر سوف يبقى متداولا بين الخاصة والعامة بوجود وسائل التواصل الحديثة , والتي جعلت كل شيء ممكنا .
والسؤال الذي يحيرني , لماذا لم تستطيع كل الأفكار الجميلة والجديدة من ديمقراطية , والتي تبشر بحكم الشعب بواسطة الشعب , ودولة القانون والدولة المدنية , وسيادة القانون والفصل بين السلطات , وحقوق الإنسان والاشتراكية وحتى الأفكار الليبرالية والشيوع على درجة تناقضها , إن تجد لها قوة وانتشار واسع بين الناس , مع وجود القدرة الكبيرة للتواصل الاجتماعي وغيرها .
ربما لان الأفكار الدينية مع تطرفها وإرهابها , تتصل بالإيمان , والإيمان يكون أحيانا اقوي من المعرفة , لان المعرفة تعطينا حقائق ولكن لا تستطيع إن تقضي على هذا الخوف المستمر في نفوسنا الضعيفة , نبقى دائما ضعفاء إمام المستقبل وإمام الغد والذي يحمل لنا المجهول .
ورجال الدين ولان هذه صنعتهم , يبرعون جدا , في خلق المخاوف في نفوس الناس , مخاوف من كل شي , ويبقى المؤمن متمسك بخيوط واهيه تقوده للنجاة ولكن إي نجاة , أنها النجاة والذين يقودونهم كالقطيع إليها ,.. لا زالوا لغاية اليوم يخوفون الناس من الدجال ومن الفتن الكبرى ويبشرون الناس بظهور المنقذ والمنتظر .. بحيث خلقوا وهما كبيرا من الإيمان والانتظار , يعرفون كيف يديرونه جيدا ويستفادون منه جيدا ...
والسؤال أيضا لماذا لم تستطيع الدولة القومية وعلى مدى عقود , وحين كانت مستقرة ومستبدة أيضا , إن تخلق لنا النموذج الحقيقي للمواطنة والشعور الأمن من المستقبل , بحيث نتمسك بقوة بعصر المواطنة والمعرفة , ولا نرتد إلى عصور التخلف والإيمان ...
يقولون أنها دورات لابد إن تتم , والاانسان يبقى قليل المعرفة وكثير الإيمان وبذلك ينتصر ... ويبقى السؤال على ماذا ينتصر , ولماذا هي دورات تم الحكم إن يكون الإنسان مقاد فيها ولا يقود ولا يستطيع إن يصنع حياته ومستقبله .
فهل أصبح الدين مرادفا لكلمة الجهل والتخلف .. وهل أصبح الدين مرادفا لكلمة أكثر رعبا وهي التطرف .
للأسف الشديد .. هناك غول كبير وقبائل من الجن لازالت في دول الشرق القديمة , تسيطر عليهم , وكأن هذا الغول , أو قبائل الجن هذه تأبى إن تغادر دول الشرق القديم , وتصر على إن يبقى سكان المنطقة بهذا الجهل .. أو ربما هي دعوة للهجرة , إلى دول الغرب الكافر , لان هناك الحرية والديمقراطية والحياة المستقرة ... لمن يبحث عن أمان لنفسه وعائلته ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية وتأييد إلى السيد سلمان محمد شناوة
غـسـان صــابــور ( 2015 / 11 / 30 - 08:09 )
كلماتك هذا الصباح, أصدق وأشجع ما قرأت بهذا الموقع أو بغيره, ممن تبقى مما يسمى الأنتليجنسيا الإسلامية, بعالمنا المضطرب البركاني, وما يسود فيه من مظاهر تعصب إرهابي قاتل.. وحيث أصبحت فيه جرائم داعش, وأبناء داعش, وحاضنات داعش, وحلفاء داعش, ماركة صناعية مسجلة.. تباركها فتاوي وتفسيرات دينية إســـلامـيـة, مستقاة من الكتب, لا يجرأ أحد على انتقاد صحتها الاجتماعية والإنسانية, حتى لا يقطع رزقه..
يا صديقي.. عدنا إلى عصور الجهل والجهالة.. وأصبحنا علة وعقدة الأمم... كما كنا دوما.. ومنذ قرون عــلــة وعــقــدة الأمم.. ولم نــتــطــور!!!......
لك كل تأييدي ومودتي واحترامي.
غـسـان صــابــور ــ لـيـون فــرنــســا


2 - ســؤال شخصي للسيد شــــنــاوة
غـسـان صــابــور ( 2015 / 11 / 30 - 11:59 )
يا سيد شــــنــاوة
لا بد أنك لاحظت أن تعليقي الذي أرسلته هذا الصباح دعما وتأييدا, لمقالك لم ينشر.. رغم اعتراضي على عدم النشر مرتين. وبما أنني لا أملك أية واسطة اتصال هاتفي أو أنترنيت, معك أو مع أي مسؤول وغير مسؤول بهذا الموقع.. أريد التوجه إليك شخصيا.. وحتى أنهي دراسة موضوع الاعتراض على بعض أساليب هذا الموقع الذي أشارك من سنوات بديمومته, ولا أفهم قوانينه ودساتيره وممنوعاته.. أتوجه إليك حتى أتــأكـد فيما إذا تدخلت شخصيا لمنع أو السماح بنشر تعليقي.. حتى تتوضح الأمور.. وتحديد علاقتي مع الموقع....
بالانتظار... لك أطيب تحية مهذبة.
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا


3 - التلوث العقلي
انكيدو ( 2015 / 11 / 30 - 19:37 )
وهو يبدأ من البيت ثم تسلمه المدرسة ليتغذى على كتب الدجل الدينية ومافيها من خرافات ورعب ،لدرجة كنت لا اصدق هذه الفروسية والشجاعة والتضحية التي أسبغت على الأنبياء والصحابة وانا اقرأ عن أعمالهم الوحشية بحق شعوب وحضارات العالم ، لقد دنسوا الحضارة اليونانية وانتزعوا منها لنفسهم ، ودنسوا اسبانيا وسموها الأندلس ، وداسوا تركيا وكنائسها العملاقة ليحولوها الى مساجد بغيضة ، وآتوا على حضارة فارس وقضوا على المجوسية التي يحلمون بذرة من تراثها وعلماء وفلاسفة فارس وسلطوا عليهم دين الاسلام السلطوي ،ووصلوا الى الصين العظيمة منذ ملايين السنين بفلاسفها وعلمائها وفنها العريق وبوذيتها البريئة من الأنبياء ، انهم دمروا كلشئ جميل في العالم أمس واليوم،ان هم الا بدو الصحراء اذا لم يغزوا ويسبوا يموتوا جوعاً ، وهاهم سلالاتهم من ال سعود وتميم وخليفان يحكمون العالم ويسجد لهم مايسمى مسلمي العالم بسبب هذه كتب الدجل الدينية ، والأزهر والحوزات والمساجد لن تحرق كتبها وإلا ف من اين يعتاشون ، وإذا صحى المسلمون كيف سيسيطرون على عقولهم ان فكت العقال وبهذا انقضّوا على الربيع العربي انقضاضاً وأعدموه ، لئلاتنتهي خرافة محمد!


4 - الاخ الكاتب
ملحد ( 2015 / 11 / 30 - 20:14 )
الى الاخ الكاتب-;- اتفق مع معظم ما جاء في مقالكم القيم ولكن!
لماذا تجاهلت تطرف الطرف الاخر?! اقصد الطرف الشيعي بجميع طوائفه وملله وخاصة نظام ما يسمى ب ولاية الفقيه!
وماذا عن الحوزات والنجف ....الخ
وماذا عن التنظيمات والفصائل المسلحة الممثلة للاسلام الشيعي السياسي?!
انظر حال العراق اليوم التي تسيطر عليه احزاب الاسلام الشيعي السياسي ?! هل تعتقد ان العراق بخير?!

تحياتي


5 - التطرف هو صناعة دينية وقومية
احمد علي الرصافي ( 2015 / 11 / 30 - 21:56 )
التطرف هو صناعة دينية وصناعة قومية بكل امتياز


6 - الاسلام والقران سبب الارهاب الامبريالي
سعاد نعيم ( 2015 / 12 / 1 - 07:53 )
الاسلام بكل مذاهبة وتشعباته دين ارهابي
يدعو للقتل جئتم بالذبح
اقتلوهم حيث رايتموهم
اذبحوهم من خلاف
قتل وذبح لامكان للحب في قرن المسلمين سواء سنة او شيعة ا
الشيعة يقتلون السنة
السنة يقتلون الشيعة
الاب المسلم يقتل ابنته اذا تزوجت بمسيحي كما يحدث في مصر والعراقوالمغرب
فكيف لايقتل المسلم الغرباء الفرنسي او الدنماركي او الامريكي اذا كان من السهل عليه ان يقتل ابنته المسلمة لانها تزوجت من مسيحي
القران واحاديث ابن تيمية هي سبب الارهاب وحظره ضروري لدرء الارهاب الاسلامي


7 - لفت نظر للسيد سلمان محمد شنادة
غـسـان صــابــور ( 2015 / 12 / 1 - 15:17 )
وعن إنــقــاذ الإنــســانــيــة...
زوجتي تردد لي من سنوات, بأنني أريد إنقاذ الإنسانيةلوحدي. وبكل مرة من أريد مساعدتهم, أو أن أمشي معهم مسافة بسيطة من بعض صعوباتهم اليومية.. يردون علي : - يا سيد.. نحن لم نطلب منك أي شــيء... ومع هذا منذ سنوات أتابع بهذا المجال.. وألقى دوما نفس الجواب.. ولا أتعلم!!!... وأقابل كأنني أتدخل بما لا يعنيني.. حتى لو أردت مساعدة من يقع متعبا.. مريضا.. على حافة طريق مجهولة معتمة... يــأتـيـنـي نفس الجواب : لم نطلب منك شيئا.. نحن نرتاح في الجورة أو الطريق المعتمة!!!.........
هذه هي الإنسانية الجديدة... أردت دعم الزميل السيد سلمان محمد شنادة... فتورطت بخلاف مع الحوار... رغم أن دعمي وتعليقي لم يكونا بعنف التعليقات التي تبعت.. بعد الاعتراضات التي أدت إلى نشر تعليقي رقم واحد ورقم 2....................
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا

اخر الافلام

.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر


.. تعليق ساخر من باسم يوسف على تظاهرات الطلاب الغاضبة في الولاي




.. إسرائيل تقرر إدخال 70 ألف عامل فلسطيني عبر مرحلتين بعد عيد ا


.. الجيش الإسرائيلي يدمر أغلب المساجد في القطاع ويحرم الفلسطيني




.. مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح