الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل للعنف تاثير سلبي على الوزن عند الولادة

جواد الديوان

2015 / 12 / 15
الطب , والعلوم


تؤكد عدد من البحوث الطبية في العالم مؤخرا التاثير السلبي للتعرض للعنف (حروب او نزاعات مسلحة او حرب اهلية وغيرها على وزن الطفل عند ولادته او فترة الحمل. ونشر عدد من الباحثين في العراق التاثير السيء للحروب التي تعرض لها العراق والحصار في زيادة واضحة في الولادات بوزن واطيء (اقل من 2500 غم) او ولادة خدج (فترة حمل اقل من 37 أسبوعا) تجاوزت 50% من مجموع الولادات. وتناقصت هذه النسبة تدريجيا بعد تغيير النظام والغاء الحصار بسقوط البعث وصدام حسين وتحسن المستوى المعاشي (زيادات الرواتب وغيرها). وتعثر هذا التحسن عند انتشار العنف واندلاع الحرب الاهلية، وترددت نسبة انتشار الولادات بوزن واطيء او خدج بين 15 الى 20%.
تصدت طبيبة طالبة ماجستير لدراسة الامر، ونشرت بحثا عن الموضوع في مجلة علمية ذات معامل تاثير عالي. اكدت تناقص الولادات بوزن واطيء او خدج عنها في بدايات هذا القرن. الا انها كظاهرة لا زالت تشكل ارقاما عالية مقارنة بالعالم.
وفي معرض اشارتها للعوامل التي ارتبطت بالظاهرة، كانت بعض العوامل تتفق مع نتائج العديد من البحوث في العالم، ويشذ عن ذلك عمر الام. والعامل الاخير يحتفظ بتوزيع كلاسيكي عبر العالم، حيث تزداد نسب احتمالات الولادة بوزن اقل عند اطراف عمر الانجاب للام. ولم تظهر هذه العلاقة بين عمر الام والولادات بوزن واطيء. وفي محاولاتها لتفسير هذه الظاهرة اشارت الى العنف باعتباره عاملا مؤثرا في وزن الرضيع عند الولادة. وربما توسعت للاشارة بان ذلك عبر تاثير مباشر او غير مباشر، اي تاثير العنف (الحرب او النزاعات المسلحة وغيرها) على الاقتصاد وبالتالي الفقر! او بتاثيرها على الواقع الاجتماعي (الهجرة داخل او خارج العراق حيث يشهد العراق اكبر عملية تهجير في التاريخ) زكذلك التغير الديموغرافي وما يصاحب كل الاحداث المشار اليها من توتر وغيرها.
ورغم ان نشر بحث علمي من الاطروحة قبل مناقشتها خطوة تحتسب للطالبة كما توضح تعليمات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وكذلك المنطق العلمي حيث ان الشهادات الاكاديمية من اجل التوسع بالبحث العلمي ونشره. الا ان الطالبة اجتازت المناقشة ذات الزمن الاستثنائي (تحدثت مناقشة لفترة اكثر من ساعة وربع!!) بمزاج متعكر ونفس مكسورة! في مجابهة اسئلة لا تمت للعلم او البحث العلمي من قريب او بعيد.
اعترضت استاذة في لجنة المناقشة على وصف للحالة العراق بانه متفرد unique بين العالم عند مقارنة المؤشرات الصحية له بالعالم، ومنها على سبيل المثال تزايد انتشار الولادة بوزن اقل او في وقيات الاطفال الرضع...الخ. لقد استغربت الاستاذة هذا الوصف على الرغم من العديد من البحوث في العالم تصف العراق بهذا الوصف، ومنهم كاتب السطور في بحوثه الطبية، وتشير لها الطالبة في مصادرها!.
وعند اشارة الاطروحة الى التاثيرات السلبية للعنف على المراة في العراق، تحتج الاستاذة بان العينة تشمل نساء من بغداد، ولو كانت من النازحين! لاصبحت الحقائق اكثر صدقا، وربما لا تعتقد الاستاذة بان ما تعرضت له النساء في بغداد عنفا.
لم تستطع الاستاذة ان تهضم اعتماد قياس عمر الحمل وقياس قطر الجمجمة BPD بواسطة السونار في الاطروحة. فقد ساهم عدة اطباء في القراءات، وتطلب ان يفحص العينة اكثر من ثلاثمائة امراة طبيب واحد! وحجتها في منع الاختلافات الشخصية لدى قراءة السونار. لم تستطع الاستاذة شرح ابعاد هذا الخلل بالارقام، فان العالم يدرس هذه المتغيرات بعدد من الاطباء بعد ان قدم العلماء الحقيقة بان القياسات بالسونار لا تتاثر بتغير طبيب السونار.
وتؤكد الاستاذة في اعتراضاتها عدم دقة بيانات المستشفى التي جرت بها الدراسة. ربما تشير الى فشل نظام المعلومات لوزارة الصحة!. ولو صح هذا القول، فهل ستكون طالبة الماجستير مسؤولة عنه كونها تعاملت مع هذه المعلومات.
ومن اللجنة من اعترض على عدم تحديد صفات التدين لدى السونار ليتاكد من صدق المعلومات!. واخر يعتقد ان الترميز coding يضم اخطاء ولذلك ظهرت مثل هذه النتائج.
تميزت الطبيبة طالبة الماجستير بصبر عالي وهدوء في الرد على الاعتراضات المشار اليها، اضافة الى تجاوزها وعدم سماع الكلمات النابية من بعض المناقشين (مثل طلب اعدام من تعامل مع بيانات الاطروحة).
مبروك للطبيبة الماجستير وانجازها ونشر البحث قبل المناقشة، والامل بتقدمها في العلم لنيل الدكتوراة دون ان تلتفت لاساتذة لم يتجاوزوا في المعلومات سنوات تخرجهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انطلاق حملة المدارس للتوعية ضد التدخين (25-4-2024)


.. مجمع ناصر الطبي إلى الخدمة مجددا رغم قلة الإمكانيات




.. الجزائر.. قمة أفريقية لشركات التكنولوجيا الرقمية بمشاركة أمي


.. -احنا ناس صعايدة يابيه- استشاري الطب النفسي: هناك أسر تحاول




.. د. جمال فرويز استشاري الطب النفسي:بنفرح بنموذج الولد الجان أ