الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اقتصاديات الصحة (1)

جواد الديوان

2015 / 12 / 18
الطب , والعلوم


تطبيق النظريات الاقتصادية والمفاهيم وطرق دراسة الاقتصاد في قطاع الصحة، يعطي صورة واضحة وتعريف لاقتصاديات الصحة. وربما اول من عمل في هذا المجال روبرت وليم فوكل (1923-2013) والحائز على نوبل بالاشتراك مع دوغلاس نورث.
يتركز اهتمام اقتصاديات الصحة على توزيع الموارد بين مختلف النشاطات الصحية، وكمية الموارد المستخدمة في تقديم الخدمات الصحية، وتنظيم وتمويل مختلف معاهد الخدمات الصحية (وفي العراق يشار لها بالمراكز التخصصية لعلاج كذا وكذا وظهرت في التسعينات من القرن الماضي)، وكفاءة توزيع واستخدام الموارد، واخيرا فعالية الخدمات الوقائية والعلاجية والتاهيلية للفرد والمجتمع.
اقتصاديات الصحة في العالم الثالث تختلف عنها في العالم المتقدم. والمجال الاكبر لاقتصاديات الصحة في العالم المتقدم الاقتصاد الاصغر او الدقيق microeconomics واهتمامه في بتحليل سلوك التسوق للمستهلك والمنتج لتفهم اليات اتخاذ القرارات (شراء وبيع الخدمات الصحية) في المصنع والمنازل. اي متابعة العلاقة بين المشتري للخدمة (المرضى او من يسعى للحصول على خدمة وقائية) والباعة (المؤسسات الصحية وكوادرها) والعوامل التي تؤثر باختيارات المستهلكين والباعة، والاشارة الى المرضى باعتبارهم مستهلكين للخدمات، ومزودي الخدمة الصحية باعة.
والاقتصاد الاكبر macroeconomics هو المجال الارحب لاقتصاد الصحة في العالم الثالث حيث الاهتمام بالصورة الاكبر اي على الاقتصاد الوطني ككل وكيفية معالجة اشكالياته، وبذلك يبرز الاهتمام بالناتج المحي الكلي Gross Domestic Product . وربما تفسير هذا الاختلاف بالحقيقة الواضحة انه في العالم الثالث يستحيل تحقيق نمو اقتصادي او تسريعه بدون تحسين وتطوير صحة الناس.
حقق العالم الثالث في عقد الستينات نسب نمو اقتصادي مدهشة فاقت تصورات خبراء الامم المتحدة في برنامجهم باعتبار الستينات العقد الاول للتنمية (في 1961 قدم الرئيس الامريكي كندي مشروعا يهدف لتضييق الهوة بين العالم المتقدم والنامي ويسرع بعجلة العصرنة والتطور ويحرر اغلبية الناس من الفقر).
ولكن تلك النسب المدهشة من النمو الاقتصادي رافقها انتشار عالي لامراض يمكن الوقاية منها (السل والملاريا وامراض التدرن والحصبة والخناق وكزاز الاطفال والسعال الديكي وغيرها)، ورافقها كذلك وفيات اطفال رضع عالية، كما رافقها تراجع في مؤشرات الحالة الصحية للسكان. ورافق تلك النسب المدهشة من النمو الاقتصادي انتشار واسع للفقر والبطالة.
وتجاوز الاقتصاديون النظريات، وكانت نصائحهم للعالم الثالث للتركيز على التخطيط وتنفيذ البرامج مثل برنامج القضاء على الملاريا (في تلك الفترة كان الرجل يعرف متى ستحصل له قشعريرة الملاريا فيذهب لداره ليتدثر ويعود بعدها للعمل، وقشعريرة الملاريا تاتي في فترات تعتمد على نوعها)، ومكافحة التدرن وتقليل وفيات الاطفال الرضع وبرنامج التلقيحات الموسع وغيرها.
ور بما يمكن تلخيص حلول اشكاليات الصحة في العالم الثالث بالعمل في مجال تمويل الخدمات الصحية وتبني الرعاية الصحية الاولية (ظهرت كمفهوم في مدينة الماتا ؟ كازخستان في الاتحاد السوفياتي السابق عام 1978) والتكنولوجيا المناسبة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انطلاق حملة المدارس للتوعية ضد التدخين (25-4-2024)


.. مجمع ناصر الطبي إلى الخدمة مجددا رغم قلة الإمكانيات




.. الجزائر.. قمة أفريقية لشركات التكنولوجيا الرقمية بمشاركة أمي


.. -احنا ناس صعايدة يابيه- استشاري الطب النفسي: هناك أسر تحاول




.. د. جمال فرويز استشاري الطب النفسي:بنفرح بنموذج الولد الجان أ