الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في أعياد الميلاد المجيدة

راغب الركابي

2015 / 12 / 25
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


في أعياد الميلاد المجيدة

في عيد ميلاد السيد المسيح أُقدم التهنئة الخالصة لكل أتباعه ومُحبيه ولكل مؤمن به وبرسالته وبنبوته ، ولهم وللعالمين جميعا أقول كما ورد في الترنيمة المباركة : - المجد لله في الأعالي وفي الأرض السلام - ، تلك الترنيمة التي تبعث فينا على روح الحياة وتدلنا على روح التسامح والمحبة ، لهم وللعالم أجمع في السلام والمحبة دُعائنا يتجدد : على أمل أن يتحقق وعد الله في نبواته ورسالته في بناء المجتمع الصالح الغير مُدنس والغير ذي عوج ، وذلك الوعد أُمنية يعيشها الصادقون بروحهم ووجدانهم من أجل نشر العدل والحرية والسلام في أرجاء الدنيا ، وهي نفسها الرسالة التي يُبشر بها الليبراليون الديمقراطيون ويعملون لكي لا تظل مجرد أُمنية وحسب بل واقع يعيشه الناس في حياتهم كل يوم ، وهذا يتطلب فيما يتطلب دفع الظلم المتراكم السياسات الحمقاء وهذا الإصرار على الخطيئة من جميع المتنابزين والمشتغلين في حقلي الدين والسياسة ، وبلادنا قد كشفت عن هذه الخطايا والمظالم التي تروج بأسم الله والشرع وتطبيق الحدود .
إن روح المحبة والتسامح والعيش بكرامة في ظل الإختلاف موجود في كل الديانات وفي نسختها الأولى وقبل التزوير والتحريف ، ولكنها مع سطوة رجال الدين المتخلفين والفاسدين مثيري الفتن بين أبناء الوطن الواحد تنحرف هذه القيم وتذبل وتزوي ، ومن هذه القضايا المتلازمة في الصحف الأولى الدعوة ليكون العقل هو المُفسر والشارح والدال على قضيتي - الصواب والخطأ - ، فمثلاً حين تتحدث النسخ الأولى عن خطأ - الثنائية - في صفة - الإله - ، نرآه لا يُمانع من أن يكون غير ذلك من الصفات والأسماء تحتمل الثنائية وتزيد بحسب المتعلق وبحسب الإستخدام ، فالرب في العقل وفي الصحف الأولى مجزء كذلك الرحمن مجزء وكل الصفات والأسماء اللاحقة فيما ماعدى الإله مجزئة ، ذلك لأن المتعلق فيها يكون بنوعين وأكثر حسب الإستخدام ، فالرب يكون المعلم ويكون المربي ولكن الله لا يكون إلاَّ واحداً في كل حال وذلك لكي يكون مفهوماً ومعقولاً وفاعلاً ، وهذه الإشكالية المعرفية أتينا بها في مناسبة الميلاد المجيد لنُمارس دور التثوير العقلي فيما يخص وحدة الدين التي نؤمن بها ، والأمر يتعلق بإرادة المعرفة وليس بالتقليد الذي تمارسه المدراس العتيقة على كثرتها .
ودعونا ننصرف في ظل المحبة وفي ظل العيد لإعادة تشكيل الوعي وإعادة تفعيل الإرادة حتى تكون قادرة بالفعل للتنبُه أين يقع الصواب وأين يقع الخطأ ، وترون إننا لم نستخدم لفظ الحق والباطل هنا ، وذلك لأن المجال تداولي بإمتياز ويُراد منه الشرح والتدليل الجدلي الذي لا حاجة فيه لمواقف عقدية طاردة ، وهو كما ترون جر لإصحاب العقول لُيخففوا من لغة التناصح الفوقي و التي يظن بها الغير تخطئة وليست حواراً ، وقد أدى ذلك في الماضي إلى ويلات ويؤدي اليوم إلى كوارث ، ذلك لأن مظنة - لا إكراه في الدين - من الصيغ الدالة على التوقف في ممارسة دور الصواب من جهة واحدة كما يروج لذلك رجال دين من فئة أهل المنابر ، مع إن العبارة تحتمل الإرشاد والتقرير كما هي في لغة العرب وعند الدارسين والباحثين من المفسرين ، أعني إنها تعمم مقولات الحرية وتنتزع كل أشكال التطرف والظن الخاطئ بصوابية ماعندنا وخطأ ما عندهم ، ومن هنا أجد شؤوم دعوة بعض السلفيين ومحاربتهم للإحتفال بيوم الميلاد المجيد ، وأجد إن ذلك هو من أودى بنا في مهاوي هذه التيارات والدعوات الفاسدة الإرهابية المتطرفة ، وأجدني أقول : إن الأحتفال بيوم الميلاد المجيد هو جزء من ثقافة أمة يجب أن يدوم ويستمر ويزدد وفي ذلك ردع لدُعاة الإكراه من الإرهابيين والمتطرفين ومن يروج لهم أو يستمع لهم ،
وكل عام والعالم بخير ، وللمسيح سلام ومُباركة وترنيم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لك السلام والمحبة
نيسان سمو الهوزي ( 2015 / 12 / 26 - 14:06 )
ونحن ايضا بدورنا نتمنى ان يحتفل العالم العربي بهذا العيد والذي هو عيد السلام والمحبة للجميع والاحتفال به هو صفعة للارهابيين والعنصريين وكل الحاقدين والمتخلفين !!!!
ولَك كل المحبة والسلام والصحة وكل عام والجميع بخير

اخر الافلام

.. كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في افتتاح المهرجان التضا


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ




.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب


.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام




.. لطخوا وجوههم بالأحمر.. وقفة احتجاجية لعائلات الرهائن الإسرائ