الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنتصارنا في الرمادي

راغب الركابي

2015 / 12 / 28
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


إنتصارنا في الرمادي

كنت على يقين بأن زمن التوحش إلى زوال ، وكنت على الدوام أُحدث الأصدقاء بحتمية الإنتصار ، ذلك لأن الحياة تمر بها أيام وسنيين يظن البعض منا إنها الأيام الأبدية ، ولكن الحتمية وقانون السنن والإرادة تُغير وتحول القدر لنحو أخر ، وهكذا فعل جنودنا البواسل وهم يحملون معهم آمال وطموحات شعب وأمة ، ذاقت الكثير من القهر والتعنيف وسوء المعاملة ، وفي كل مرة وعند كل عتبة إنتصار أرفع الصوت عالياً بأننا منتصرون رغم كل أبواق التضليل والخديعة ، وجيشنا الأبي الصابر المحتمل لا يقبل الهزيمة ولا يرضى بغير العز والفخار ، ولهذا كان الإنتصار في الرمادي محطة إختبار في سلسلة قادمة تؤكد معنى الولاء للوطن وتؤوسس لمعنى الوحدة الرافضة لكل الألوان التي جاءت بفعل غياب الوعي والتركيز والإنتباه ، ولهذا أستخدمت مصطلح - إنتصارنا - في صيغة الجمع الدال على الوحدة والرافض للتجزئة ومن لا يلتمس لها المعاذير ، إنتصارنا شهدت له الدنيا نعم نحن مع العالم الحر شركاء في صنعه لكن الإرادة الباسلة والتصميم وعدم الترديد والثقة والإيمان هي عناوين في مسيرة التحرير .
نعم نحن أعداء لداعش ولكل فكر متخلف حاقد لا يؤمن بالتعددية وإحترام الأخر وثقافته وما يعتقد به ويؤمن ، نحن أعداء لمُحترفي الجريمة والعدوان ومثيري الفتن ومن يريدون تفريق الناس بحسب الولاءات ، نعم نحن أعداء لكل من يمتهن روح الوطن ويُدنس شرفه ويبع ضميره ، وفي هذا يتساوي عندنا الداعشي من غيره وكما إن المعركة في الساحات ضد هؤلاء البشر فهناك معركة يقودها الشعب ضد المفسدين والغير مؤتمنين على مال الوطن وكرامته ، وهؤلاء كُثر ونحن أعدائهم وسنعريهم وسنفضح سلوكهم وهي مهمة نشترك فيها جميعاً ، العالم يستعد لترتيب أوراق المنطقة تزول معها كل المثبطات والمنهكات للمجتمع ولتحرره من ربقة التخلف وهذا التزوير المتعمد لقيم الوطن الأصيلة ، العالم يستعد ونحن معه لرسم خارطة تكون بتناول الجميع مفهومة ومُعلنة وفيها يكون الرابح المجتمع المدني والعلمانية ودولة الإنسان ، وذلك هو الممكن بعدما ثبت بالدليل إن تجربة الدين السياسي فاشلة بكل المقاييس والأحجام ولا فرق في هذه التجربة بين هذا الطرف أو ذاك ، فالجميع متساوون بالخطيئة ولكي لا نبتعد عن الرمادي نقول : إن التغرير ببعض شبابها والنفث الطائفي لبعض رجال دينها أفسد على المدنية حياتها وخرب عليها مستقبلها وجعلها لقمة بيد داعش وكل نجاساتها ، ولهؤلاء أقول : إن العدالة لن تتهاون فيمن خرب وفيمن ذبح أبناء الرمادي وشرد أهلها ، وأعني بهذا أولئك النفر من الحانقين والذين قرأو مكاتيب الغير وإعلامه بما لا يستقيم مع الطبيعة وحياة كل أبناء الرمادي .
نعم إنتصرنا في الرمادي وموعدنا غداً هناك في الموصل ، ولمن غرته بعض خطابات المجرمين أدعوهم للعودة إلى حضن الوطن ، فهو الجامع للجميع ، وظني به سيحتملهم وسينزع عنهم إصرهم والأغلال التي عليهم ، وفي مناسبة الإنتصار هذه نجدد الثقة بقواتنا الباسلة وبحشدنا الشعبي وبعشائرنا الطيبين فبهم وبسواعدهم كنا مع النصر هنا ، وسنفرح به أكبر هناك حين يتوحد الوطن دون مُدعين اجلاف ودون مترددين ولاهثين وراء السراب ، والتحية الخالصة لرجالنا ونساءنا ولشبابنا وشاباتنا الذين تحملوا في سبيل التحرير كل صعب ، لهم ولشهدائنا الغوالي كل الفخر والثناء ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. - الغاء القوانين المقيدة للحريات ... آولوية -


.. أليكسي فاسيلييف يشرح علاقة الاتحاد السوفييتي مع الدول العربي




.. تضامناً مع غزة.. اشتباكات بين الشرطة الألمانية وطلاب متظاهري


.. طلبة محتجون في نيويورك يغلقون أكبر شوارع المدينة تضامنا مع غ




.. Peace Treaties - To Your Left: Palestine | معاهدات السلام -