الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احتفالات العراقيين بمناسبة العام الجديد ...دلائل ومعطيات

احمد عبدول

2016 / 1 / 3
الادب والفن


يحتفل العالم باسره عند نهاية وبداية كل عام ميلادي جديد , حيث تمارس سائر الامم والشعوب مختلف الاساليب والفعاليات التي تعبر من خلالها عن افراحها ومسراتها بعد ان ودعت عاما لتستقبل عاما اخرا وهي في ذلك تتمنى ان يكون عامها الجديد افضل مما سبق وان يعم الامن والسلام في ربوع المعمورة .الجميع قد اطلع على تفاصيل ذلك السباق المحموم لكن السباق هذه المرة لم يكن من اجل امتلاك اكير عدد من الرؤوس النووية ,بل كان سباقا من نوع اخر يحاول المتسابقون فيه ان يحققوا المقدار الاوفر من كمية الفرح والسلام والمحبة عن طريق الالعاب النارية ذات الانفلاقات المتعددة الاشكال والالوان التي تزيدها بهجة الجماهير وصيحاتهم حلاوة وروعة وبهاءا .العراقيون وعلى الرغم مما يحيط بهم من مصاعب , ويحدق فيهم من مخاطر ,وظروف في غاية التعقيد والصعوبة ,مارسوا هذا العام احتفالاتهم, كأي شعب من الشعوب التي تنعم بظروف سياسية واجتماعية ونفسية متقدمة , ليس الى مقارنتها بظروف العراقيين من سبيل او مبرر ,ومثل هكذا امر يجب ان نتوقف عنده بعض الشيء لكي نفهم كيف استطاع العراقيون ان يحتفلوا وسط اللسنة اللهب والموت والدخان, كما لو كانوا في احدى الحواضر الاوروبية او الولايات الاميركية .
ان الاحتفالات التي شهدتها العاصمة بغداد بمناسبة العام الجديد 2016 لم تكن بهذا المقدار خلال سائر السنوات الماضية فقد اكتست سماء العاصمة بمختلف الالوان والاصوات والانغام والهتافات , اما الساحات العامة في مناطق زيونة والمنصور والاعظمية, فقد اكتظت بجموع المحتفلين من شريحة الشباب ,وهم يستقبلون عامهم الجديد بروح ملئها الامل والتفاؤل والتحدي ,غير المتكلف والمتصنع ,وعليه فما علينا الا ان نتوقف عند بعض المعطيات التي انطوت عليها احتفالات العراقيين هذا العام وهي كالآتي
1 ـ ان الشعب العراقي يعد واحدا من الشعوب الحية التي تتمتع بمقدار عال من الحركية والديناميكية ,فعلى الرغم من كل دوامات القتل وحمامات الدماء التي يخوضها العراقيون منذ عقود من الزمن لكنهم خرجوا محتفلين وهم اكبر من كل جراحاتهم واصلب من كل ما يواجههم من محن وخطوب وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على تمسك العراقيين بالحياة ومباهجها وهم في اسوء الظروف واكثرها سوداوية وهو دليل قوة وليس ضعف .
2 ـ ان المحتفلين لم يعيروا ادنى اهتمام لمن كان وما يزال يقف موقفا سلبيا ظلاميا من مظاهر الفرح والاحتفال بمناسبة نهاية عام وبداية اخر على اعتبار انها مناسبة دينية مسيحية وهي بعد ذلك بدعة وكل بدعة ظلالة وظلالة في النار ,فالمحتفلون لم ينظروا الى تلك المناسبة من زاوية مشايخ الظلام والرجعية والعنصرية لكنهم نظروا للمناسبة من زاوية المشاركة مع سائر شعوب الارض على اختلاف الوانها ولغاتها واديانها ومذاهبها وتوجهاتها وهي مناسبة اكبر من ان توضع بين اربعة جدران ,وهذا الامر يدل على وعي ثقافي تتمتع به تلك الجماهير المحتفلة .
3 ـ من جهة اخرى اكدت الجماهير المحتفلة انها جزء لا يتجزأ من تلك الحضارة الغربية المدنية العلمانية الى نرى ونتلمس اثارها وتجلياتها في جميع مفاصل الحياة ,حيث صار العالم قرية صغيرة تشترك بأكبر عدد من المشتركات على صعيد الفكر والممارسة والتعبير .
4 ـ اكدت الجماهير المحتفلة كذلك على انها تمتلك مرونة عالية في التكيف مع الكثير من الظروف التي لا يشبهه بعضها البعض الاخر من قريب او بعيد فقد تكيف المحتفلون كأحسن ما يكون التكيف مع مناسبة حلول العام الجديد وهم في ذات الوقت مشدودين بأرواحهم وعقولهم نحو جبهات القتال لتحقيق المزيد من الانتصارات على اعداء العراق والانسانية ( تنظيمات داعش الغبراء )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الطفل آدم أبهرنا بصوته في الفرنساوي?? شاطر في التمثيل والدرا


.. سر تطور سلمى أبو ضيف في التمثيل?? #معكم_منى_الشاذلي




.. فنان إسرائيلي يعيد بناء أنفاق حماس تضامنا مع المحتجزين الإسر


.. صابر الرباعي: أتمنى المشاركة في عمل كوميدي مع أحمد حلمى أو ه




.. البلالين ملت الاستوديو?? أجمل أطفال الوسط الفني مع منى الشاذ