الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوميات التحكيم من لندن .. ردا على تخرصات - سليم - الحسنى .... اليوم الحادى عشر

محمود جابر

2016 / 1 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


قبل البداية الجديدة:

توقفنا عن سلسلة المقالات فى الرد على هذه الغرفة – تحكيم لندن- زهدا فى نقد هؤلاء، وأنهم بلا قيمة تذكر، ولكن كان لا بد لنا أن نقف عند محاولات هذه الغرفة للنيل من شرفاء الأمة والحوزة والنجف الأشرف وفى مقدمتهم سماحة المرجع الدينى محمد اليعقوبى ...
وللتذكرة كنا قد توقفنا عند خلاصة هامة وهى :
من خلال محاربة الوهم وصناعة الصنم، استطاع الحزب – الدعوة - أن يصنع حوله هالات مقدسة، لا يستطيع أحد الاقتراب منها، ولا من نقدها حتى الذين خرجوا من عباءة الحزب التنظيمى لم يفارقوا الحزب وجدانيا ونفسيا كما هو حال سماحة الشيخ الكورانى الذى لم يبقى وصفا يمكن أن يصف به وليا معصوما الا ووصف به ( أبو عصام)، ورغم كل المتناقضات التى يستطيع كل عاقل أن يكتشف أسطورة أبو عصام التنظيمية والحركية والكتابية والفكرية وقربه من المرجعية وحبه للإخوان المسلمين وعشقه لسيد قطب وحسن البنا، كل هذا فى شخص واحد يطيعه كل المراجع والمفكرين من أمثلة السيد محسن الحكيم والسيد الخوئى والسيد الصدر والسيد الحائرى والسيد العسكرى !!

استبدال العود بالحطب :

لم أعرف لماذا قفز فى رأسى وأنا اطالع مقال غرفة التحكيم والمحررة باسم سليم الحسنى والمرقمة بالرقم ((102)) والموسومة بـ (( نماذج مشبوهة فى التيار الصدرى)). تذكرت أبيات شعر للمتنبىْ التى تنطبق على هذا الكاتب والتى يقول فيها الشاعر :

جودُ الرّجالِ من الأيدي وَجُودُهُمُ منَ اللّسانِ، فَلا كانوا وَلا الجُودُ

ما يَقبضُ المَوْتُ نَفساً من نفوسِهِمُ إلاّ وَفي يَدِهِ مِنْ نَتْنِهَا عُودُ

أكُلّمَا اغتَالَ عَبدُ السّوْءِ سَيّدَهُ وْ خَانَهُ فَلَهُ في مصرَ تَمْهِيدُ

صَارَ الخَصِيّ إمَامَ الآبِقِينَ بِهَا فالحُرّ مُسْتَعْبَدٌ وَالعَبْدُ مَعْبُودُ

نَامَتْ نَوَاطِيرُ مِصرٍ عَنْ ثَعَالِبِها فَقَدْ بَشِمْنَ وَما تَفنى العَنَاقيدُ

العَبْدُ لَيْسَ لِحُرٍّ صَالِحٍ بأخٍ لَوْ أنّهُ في ثِيَابِ الحُرّ مَوْلُودُ

هؤلاء الذى ينعمون بلعيش فى عواصم آوربا كصبية وخدم لأجهزة مخابرات غربية جرى استخدمهم فى تدمير العراق وتشريد أهله وشرب دماء الناس من الموصل إلى البصرة، ففى الوقت الذى يبكى هؤلاء الفساد فى العراق يتكلمون عن الاحتلال الامريكى فى العراق وحسب وصف الكاتب ((طرح الحاكم الأميركي بول بريمر على عدد من أعضاء مجلس الحكم سؤالاً مباشراً:
ـ ماذا يريد السيد مقتدى الصدر؟))
الرجل يتكلم عن بريمر باعتباره الحاكم وليس المسئول الامريكى المحتل لبلده والمدمر لشعبه، ولكن ما يشغل باله كيف يفكر السيد مقتدى ولكن لم يفكر كيف استطاع هذا الامريكى المجرم المحتل أن يجعل منه ومن الذين على شاكلته خداما له ومعادين لمن يرفض الوجود الامريكى، ولكن موقف السيد وتياره وابناء المرجع الصدر الثانى هم من يشغلوهم لانهم لم يكونوا مثله ولم يقبلوا تسلط المجرمين على رقاب أهلهم وذويهم .
ثم يبدو – الحسنى – أكثر عريا فى الفقرة التالية للمقال التى قل فيها ((ففي فترة واحدة خرج ثلاثة أشخاص من التيار الصدري إدعوا المرجعية، وهم الشيخ اليعقوبي والسيد الصرخي والشيخ قاسم الطائي، واستطاعوا ان يجمعوا حولهم الاتباع والمريدين، وهي حالة غريبة لم تحدث من قبل في طول التاريخ الشيعي والحوزات العلمية. فالثلاثة لم يحصلوا على إجازة اجتهاد من استاذهم الشهيد، والثلاثة انفصلوا عن التيار بعد سقوط النظام الصدامي، والثلاثة ادعوا المرجعية في فترة واحدة وفي قفزة مباشرة خارجة عن ضوابط وسياقات وأعراف الحوزات العلمية الشيعية عبر التاريخ((.
المحرر الذى يعرف جيد وصية السيد الصدر الثانى (( قدس روحه))، ولكن اغلب الظن أنه قصد أن المرجع اليعقوبى لم يستأذن (( بريمر)) فى الإعلان عن مرجعيته التى اطلع بها العالم المتبحر الفقيه سماحة المرجع الشيخ محمد اليعقوبي ، لأن مرجعيته تمثل لدى النجف حقيقة ملموسة في ارض الواقع لما تمتلكه من قواعد جماهيرية ليست بالقليلة ومشروع رسالي يمتد في جميع انحاء البلاد ووكلاء ينتشرون في داخل العراق وخارجه ونشاط علمي متميز يتمثل في دروسه العالية ومؤلفاته الراقية وخطاباته وتوجيهاته ونشاط ديني واسع وسلسلة علاقات مع اطراف حوزوية ودينية وثقافية ويشكل وجوده في النجف مركز استقطاب الفضلاء والمفكرين والمثقفين والسياسيين والاعلاميين وصناع الرأي واساتذة الجامعات والطاقات العلمية من الاكاديميين واصحاب المواقع المهمة في الدولة وومثلي الدول والسفارات والمنظمات الدولية بحيث لا يخلو مجلسه اليومي من الاعداد الغفيرة من الزائرين، الى غيرها من الامور التي تكشف عن ان مرجعيته امر واقعي لا ينكره الا مكابر.
ولكن من يطلع على مقال – الحسنى – يعرف أن مقصده وغايته وتشكيكه فى مرجعية السماحة السيخ اليعقوبى لم ولن تكن محل رضى من بريمر ولا من غرفة تحكيم لندن التى يتحدث باسمها هذا الرجل، ولهذا فمنذ بداية سلسلة مقالاته وهو لا يلبس أن يعود بين الحين والآخر لذكر سيرة المرجعية (( اليعقوبى))، معلنا موقف بريطانيا وامريكا؛ مبديا انزعاجه – وهو يتحدث عنهم وباللسانهم – وخشيته من ان يكون فى العراق وفى النجف من يؤمن بالعراق وطنا لا بديل عنه، يسوق الشبهة تلو الشبهة من أجل اخفاء النوايا الحقيقية لكل ما يقول وكل ما فى قلبه قاصدا عن عمد رباك المشهد الرسالى لرجل الذى حمل الوصية وسار بها على نهج الاولين الصالحين المؤمنين لا يبتغى سوى رضى الله ورسوله وصاحب الأمر والزمان ...
هذا – الحسنى - وأمثاله يصدق فيهم قول الله تعالى (يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ) التوبة.

رابط المقال السابق :

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=491815








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استشهاد فلسطينيين اثنين برصاص الاحتلال غرب جنين بالضفة الغرب


.. إدارة جامعة جورج واشنطن الأمريكية تهدد بفض الاعتصام المؤيد ل




.. صحيفة تلغراف: الهجوم على رفح سيضغط على حماس لكنه لن يقضي علي


.. الجيش الروسي يستهدف قطارا في -دونيتسك- ينقل أسلحة غربية




.. جامعة نورث إيسترن في بوسطن الأمريكية تغلق أبوابها ونائب رئيس