الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موطا(قصة سُريالية)

غالب المسعودي
(Galb Masudi)

2016 / 1 / 21
الادب والفن


موطا(قصة سُريالية)
د. غالب المسعودي
كان محط قدميه الاول وهو المهاجر من الصحراء العربية الى مدينة جميلة تسكنها كل عواصف الليل وحوريات البحر, اغري منذ وصوله لان يكون بطل الحانات, بنيته تساعده على ذلك الى ان اكتشفه صاحب دار للعري, تمسك به لإعجاب فتيات المواخير بأدائه المسرحي, بات بطلا بعيونهن استلقى على مصطبة جميلة في شرفة شقته المطلة على البحر, استعرض عضلاته, رن باب الشقة بجرس موسيقي, ارتمت بأحضانه امتصت رحيقه كنحلة عطشانة, بعد دقائق معدودة طرقت هاتفه رسالة هل انت في مكانك ....؟ اجاب نعم ركنت سيارتها قرب الرصيف ,ابتلعت ما جاد عليه ربه من بياض البيض خرجت منتشيه ,صافحته بكل هدوء قالت له سأعود مرة ثانية وثالثة ورابعة سأجلب لك دزينة من حوريات البحر, نحن نحب الايس كريم بالموز الاسود, ظل يمارس هوايته وهن يمارسن نزواتهن ,يتقلب بين فراش وثير وعشب غابات الامازون, الى ان فاجئه شاب وسيم تبدو عليه ملامح شرقية سلم عليه بلسان عربي فصيح, استغرب مهاجرنا من الموقف رد عليه التحية بأحسن منها جلسا على كنبة امام شقته تحدثا طويلا زم على لحيته نتف شاربه علامات الندم واضحة على وجهه نام مكسور الخاطر وهو يتذكر كلمة قالتها له احدى ضيوفه بصيغة سؤال(هل تحب طريقة الموطا), انهن بارعات في الاستجابة لطلبات الزبون كانت لحظات ممتعة له ,هل سيغادرها....؟ نام قلقا يتقلب في فراشه الوثير لكنه بات مولعا بالسندس والاستبرق وحوريات لم يمسسهن بشر ولم يحضن وولدان كأنهم لؤلؤ مكنون, خارت عزيمته وسال لعابه ,نهض مبكرا من فراشه نغمات هاتفه بدأت تتصاعد اجاب نعم..... انا اخيك تعال لنلتقي اعطاه العنوان ركب سيارته مسرعا وصل بالموعد بالتمام الى منطقة نائية بعيدا عن ابراج مدينته, لا اضواء لا موسيقى صاخبة ,استقبله كبيرهم بلحية كثة ,ادخله دهليز تحت الارض مسح على جبينه ,قال له كي تكون مواطنا من الدرجة الاولى عليك ان تتدرب معنا وندعو الله ان يرزقك الشهادة, فتوكل تخلى عن ثيابه واخلاقه الماجنة ,تنظف من ادرانه ترك كل ملكيته لصديقه الشرقي, وبدأ بالهرولة فوق الاسلاك الشائكة مر فوق النار مرات ومرات قفز من اعلى التلة الى البحر واجه كل المشاق بنجاح,
بعد ان استراح من التدريب وبعد جهد مضني, القيت عليه التعليمات وقرات عليه نصوص الكتاب سترى القمر والشمس لك ساجدين ,عاد الى مكبة نفايات على جانب الطريق نام وحلم ,تصور انه من القوم الصالحين, امتد في غيابة الجب قال ما انا فاعل....؟ استلقى على ظهره انهم لصالحون, وعدوه بالحوريات في يوم الدين, نام مستريحا على قشة البردي تذكر ان لا يقصص رؤياه على المبتدئين, في غفوته العميقة جاءه حلم ثان من طيات الماضي عمارات شاهقة اضواء متلألئة سيارات احدث من الحداثة, هو ترعرع في لاس فيكاس, لم تشهد مدن العالم مثلها نساء جميلات ممزوجات بالأحمر والازرق تشرئب رؤوسهن من النوافذ على اي من يسير في الشارع, نوادي قمار, ملاهي ليلية, قبل على مستبات الشارع ,انين في الانفاق, صيحات رعب تأتي من اللا مكان ,كلاب سائبة, تلمس سترته كانت مفخخة بحزام ناسف ,تابع وصلاتها مضبوطة ,جسمه رياضي كان متدربا على رفع الاثقال في شبابه, حزامه يحمل مئة كيلو غرام من مادة التفجير, حدد هدفه, صرخ بعلو صوته الآه اكبر, تلقفته نجوم السماء, قادته احداهن كانت يافعة, رمته في صحراء السماء السابعة, شاهد صفوفا لا تنتهي ,سألها من هؤلاء قالت هؤلاء الذين جاؤوا قبلك, ندم على مصيره, مرمي على بقعة جليدية في صحراء السماء السابعة, لا احد يسال عنه الشغب يزداد على باب الحوريات, اثنان وسبعون في سبعين ,ارقام لا نهائية.....! انكسرت شاشة التلفاز امام ناظريه ,بإطلاقة من مسدس الشرطي, صحى من حلمه بحركة من يد ناعمة امتدت فوق سرته ,وبصوت ناعس لم انت هنا ....؟هل انت مخمور....؟ سحبته برفق الى جوف سيارتها انت ضيفي اليوم اشتقت الى (الموطا)......................!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع