الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المترجم -چِكَّه-

عبدالكريم العبيدي

2016 / 2 / 10
كتابات ساخرة


لم يعد صعبا على متحدث بلغة "المور" في "بوركينافاسو" أن يفهم مساحة الفساد في العراق بإدارة حيتانه المعششة، كما تلاشت معضلة "الرطينة السنسكريتية والگرگه" من مضرب أمثال العراقيين، حالما أدركوا أن متحدثي السنسكريتية يعون تماما و"بالملِّيم"، حجم المليارات المنهوبة والمشاريع "الطيّارية" والوظائف الفضائية، وأسباب استمرار التظاهرات السلمية الرافضة والمنددة لها، والمطالِبة بالقضاء على الفساد وحيتانه ومحاسبتهم.
كل ما تحتاجه الشعوب وحكوماتها وحكامها هو وجود مترجم يُحوِّل أخبار الاحتجاجات والتظاهرات من العربية الى لغاتهم، مثلما يقوم الحاسب، "المعالج والذاكرة" بتحويل الأوامر المكتوبة بإحدى لغات البرمجة عالية المستوى إلى لغة الآلة.
الحيتان، ربما تحتاج الى المفسر أيضا، بعد أن تشابه البقر عليها، لأن المفسر لا يقوم بتحويل الكود المصدري إلى كود الآلة مباشرة وإنما يقوم بتحويله إلى لغة وسيطة، ثم يتم تحويل كل جزء من أجزاء الكود الناتج إلى لغة الآلة، أي لغة الحيتان، وهو أمر لم يعد حجة للتعكز، فالتظاهرات واضحة، ومفسرها يكمن في استمرارها على مدى شهور عديدة.
ولكن قد تزعم الحيتان أنها تعاني من مشاكل في السمع والبصر والنطق، وهذا لم يعد صعبا أيضا، فثمة مختصون بلغة الاشارة، يظهرون في نشرات الأخبار، في زاوية شاشات الفضائيات، لإعانة ذوي الإعاقات الخاصة من الصم والبكم!
الحيتان الفاسدة، الأكثر عنادا من سمكة "التونة العنيدة" قد تطالب بالمترجم "چكّه"، ظنّا منهم أنه غير متوفر في الأسواق حاليا، ولا يمكن استنساخ بديل عنه حتى في سوق "مريدي"، وبالتالي ستبقى مساحة الفصل بينهم وبين غضب الشعب أكبر من صحراء "التبت"، ومحافظة على سعر الاقفال من "طگة البريج" في عهد "بريمر"!
ان لغتهم المتدنية هذه تعكس حجم ضآلتهم واستخفافهم بالشعب والوطن، وهي لغة لا يفهمها، ولا يُفهم أدمغتهم بها الاّ المترجم "چِكَّه" فعلا، وحكاية هذا الرجل الأمي، أنه شاهد حادث دهس تعرض له موظف عراقي في احدى الشركات العاملة في العراق قديما، بسبب انحراف سيارة يقودها سائق هندي، فحشر نفسه كـ "مترجم" مع الشاهدين الذاهبين الى المحكمة لسماع شهادتيهما.
طلب منه القاضي أن يسأل السائق ان كان قد فتح اشارة الاستدارة حين استدار بسيارته فجأة وحصل الحادث.
وقف المترجم البارع قبالة السائق وكوَّر أصابع كفيه بهيئة مصباحي السيارة الأماميتين ثم قال بلغة الواثق من نفسه:"رفيك.. قاضي كلام يگول.. من سوّيت لوفه.. سوّيت چكَّه چكَّه"!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أقرب أصدقاء صلاح السعدني.. شجرة خوخ تطرح على قبر الفنان أبو


.. حورية فرغلي: اخترت تقديم -رابونزل بالمصري- عشان ما تعملتش قب




.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث