الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الماركسيون المغاربة والمرتد أبراهام السرفاتي

سائس ابراهيم
باحث في الأديان

(Saiss Brahim)

2016 / 2 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


الماركسيون المغاربة والمرتد أبراهام السرفاتي

سائس ابراهيم
20 فبراير 2016


سَيَدَّعِي قَوْمٌ أَنَّ أنني لم أذكر مَيِّتَهُمْ السرفاتي بخير

سحقاً لكل من ارتد وخان وباع ضميره للنظام

منذ أيام عيَّن محمد السادس :
أحمد حرزني سفيراً متجولاً (معتقل سياسي سابق، قيادي سابق في منظمة "لنخدم الشعب" الماوية في السبعينات). ه
أمينة بوعياش سفيرة في السويد (زوجة أحد المعتقلين السياسيين ورئيسة سابقة للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان). ه
خديجة الرويسي سفيرة بالدانمارك (أخت المختطف عبد الحق الرويسي : مختطف منذ 1964). ه
صلاح الوديع سفيراً لدى أندونيسيا (معتقل سياسي سابق، أحد كوادر منظمة 23 مارس الماركسية في السبعينات). ه
عبد السلام أبو درار سفيراً في لندن (معتقل سياسي سابق، أحد كوادر منظمة 23 مارس الماركسية في السبعينات). ه
عبد القادر الشاوي سفيراً لدى جنوب إفريقيا (معتقل سياسي سابق، أحد كوادر منظمة 23 مارس الماركسية في السبعينات). ه

هؤلاء الذين ينعتهم -عن حق- أحد الكتاب والباحثين الفرنسيين بِـ "عبيد النظام الجدد"، قد سبقهم آخرون في الردة وبيع ضمائرهم للنظام : محمد بن سعيد آيت إيدر، حميد برادة، ادريس بنزكري، ادريس اليزمي... ه
فمن أين استمدوا هذا النهج العفن، التحول من مناضلين ثوريين، إلى خونة مرتدين، خدام للرأسمال الكمبرادوري وأعوان للنظام الطبقي المستبد. ه
إنهم بكل بساطة يتبعون نهج زعيمهم في الأرتداد واليمينية والتخاذل : أبراهام السرفاتي.
تعالوا نقرأ رسالة الإستعطاف التي أرسلها من منفاه في فرنسا إلى سيده الجديد محمد السادس يستجديه فيها الرجوع إلى المغرب والعمل تحت رايته : ه
صاحب الجلالة،
كما تعلمون، من خلال بياني المؤرخ بِـ 25 تموز 1999، كم أشاطر الأمة المغربية برمتها الأمل الذي وضعوه فيك. ه
أتمنى أن أعود قريبا إلى بلدي لاستعادة مكاني في بناء المغرب الحديث والديمقراطي تحت قيادتكم. ه
إنني أناشد جلالتكم السماح لي بالعودة في أقرب وقت ممكن إلى المغرب، حر وبوطنية كاملة. ه
باريس، 21 سبتمبر 1999
احتراماتي لجلالتكم
أبراهام السرفاتي
إن هذا الخنوع يأتي من نفس الرجل الذي أصبح أسطورة منذ السبعينات في المغرب وأوروبا وحتى في الشرق الأوسط –فلسطين خاصة-، فكيف تحول من قيادي بارز في منظمة "إلى الأمام الماركسية اللينينة" إلى تابع ذليل يستجدي فُتَاةَ مائدة الحسن الثاني ومن بعده محمد السادس.
نفس الرجل كتب في مقدمة كتابه "في سجون الملك، كتابات من القنيطرة حول المغرب"، افتتاحية بعنوان "زروال يا معلمي" يسرد فيها ذكرياته مع القائد الشهيد عبد اللطيف زروال. ه
Dans les prison du roi : É-;-crit de Kénitra sur le Maroc / Essu-dir-, éd. Sociales, 1992
فهل بقي السرفاتي مخلصاً لمبادئه كما فعل زروال الذي صمد حتى الموت العنيف تحت سياط التعذيب أم أنه ارتد وخان بكل نذالة وخسة ؟. ها هو التاريخ الآن شاهد على مسيرته. ه
هل بقي السرفاتي مخلصاً لمثال أخته "إيفلين السرفاتي" التي اعتقلت مباشرة بعد دخول أخيها إلى السرية في 1972، وفي المعتقل السري الرهيب "درب مولاي الشريف" تعرضت لتعذيب وحشي –رغم سنها المتقدم- كي تكشف عن مكان اختفاء أخيها، ولكنها صمدت في وجه الجلادين، ودفعت الثمن غالياً، إذ استشهدت مباشرة بعد إطلاق سراحها من جراء التعذيب الذي مورس عليها، فهل امتلك السرفاتي شهامة البشر العاديين، الذين سترفض أغلبيتهم المطلقة وضع أيديهم في أيدي قاتلي أعضاء أسرهم. ه
حين عاد أبراهام إلى المغرب بعد "العفو الملكي" صرح أمام رفاقه القدامى في المنظمة الذين هرولوا لاستقباله بعد نزوله من الطائرة ونقله بواسطة السيارات الرسمية إلى فندق الهلتون الفخم : كلنا وراء جلالة الملك ؟؟؟ ه
تعالوا نقرأ تعليق أحد الحاضرين من رجالات البلاط على الحدث : "لازلت أتذكر ذهول الصحفيين، واستغراب وسائل الإعلام الوطنية والدولية، التي سجلت الحدث، في لقائها مع السرفاتي بفندق الهلتون بالرباط، مباشرة بعد عودته من المنفى، ولا زلت أتذكر هول الصاعقة على وجوه ما بقي من قادة ومناضلي إلى الأمام، بل لازلت أحتفظ في ذاكرتي، بزغردة الدكتور عبد الكريم الخطيب –زعيم أحد الأحزاب الإسلامية- ورقصه في حالة نشوته المتهورة المعهودة ؟؟؟ ه
إذا كان حميد برادة المعارض المغربي السابق المحكوم بالإعدام لـ "الشرق الأوسط" الصادرة بِـ 19 يوليو 2006 قد صرَّح قبل السرفاتي : "نحن الاتحاديين ظَلَمْنا الحسن الثاني". ه
فالسرفاتي في حوار مع تلفزيون الجزيرة القطري، صرَّح هو الآخر : "كما أسلفت إبان مراسم دفن الملك الحسن الثاني فإنني لا أسمح لنفسي بالحكم على عهد الحسن الثاني، ثم زاد : الحمد لله، أصبح المغرب ديمقراطياً وعصرياً...". ه
فانظروا كيف تتناسل الخيانات عبر التاريخ ؟ فيا أيها الشعب، لا تؤاخذنا بما فعله السفهاء المرتدون منا... ه
في بعض المقالات المكتوبة سابقاً على صفحات "الحوار المتمدن" حول الرجل، وردت في العديد من المرات هذه العبارة من بعض المعلقين : لقد أساء السرفاتي لنفسه ولتاريخه النضالي...ه
فهل أكتب اليوم، وهل كتب آخرون غيري سابقاً عن ممارسات أخلاقية مزاجية تمس حياة وتاريخ صاحبها فقط، أم أننا في خضم صراع إيديولوجي له انعاكاسات خطيرة على واقع الحركة الثورية والماركسية اللينينية المغربية في مواجهتهما لكل ألوان الفكر المثالي البرجوازي ولكل أنواع الأعداء والخصوم ولكل أشكال الردة والخيانة والتشكيك والإنحياز إلى صفوف المستغلين. ه
إن الخوض في نقاش نظري عن دور الفرد في التاريخ أو في عرض تاريخي عن كيفية تعامل ماركس وانجلس مع لاسال وبيبل وغيرهم عندما كانوا ينتقلون إلى مواقع البرجوازية، و كيف تعامل لينين مع بليخانوف وكاوتسكي وبرنشتاين قد لا يعجب مناضلي "النهج الديموقراطي"، كثيرون منهم سيتهمونني بالطفولية اليسارية وبالجمود العقائدي وبالعدمية، وفي أحسن الأحوال بحفظ النصوص دون فهمها. وهم في ممارساتهم هاته، لن يخرجوا عن التقليد الأعمى لنفس الخطاب الذي كان يصدر ضد المناضلين الماركسيين اللينينيين في السبعينات من أحزاب الإتحاد الإشتراكي ومؤسسي منظمة العمل الديموقراطي المرتدة عن فكر منظمة 23 مارس الماركسية، وأخيراً خطابات حزب التحرر والاشتراكية وقائده الحاج "الرفيق" علي يعتة الملكي أكثر من الملك. ه
فمنذ بداية تشكيل منظمة "إلى الأمام" عُرِف السرفاتي بطبيعته المتذبذبة وبمواقفه التي تتغير –كميزان الحرارة- من المواقف اليمينية إلى اليسار، فلقد سبق له في البدايات الأولى للمنظمة أن تم طرده منها ولم يرجع إلى موقع القيادة إلا بعد نقد ذاتي طويل ومروره من العديد من حلقات النقاش... ه
بعد صدور بيان خط الردة والقطع بتاريخ 22 فبراير 1980، بزعامة المشتري بلعباس والمنصوري عبد الله، كان معرفاً لكل أعضاء المنظمة أن البيان والموقف صادر عن ثلاثي داخل السجن وأن السرفاتي كان ثالث الثلاثة الذين أصدروا البيان الداعي لحل كل التنظيمات الماركسية مُسَفِّهاً الإيديولوجية الماركسية الثورية وداعياً الجميع للإلتحاق بالأحزاب البرجوازية المغربية. ورغم تراجعه عما جاء في البيان وإصداره لنقد ذاتي طويل، إلا أن الجميع كانوا يعرفون أنه لم يكن صادقاً في "توبته"، وأنها كانت مجرد مناورة للبقاء في قيادة المنظمة. ه

لقد حمل كل من عبد الحميد أمين وعبد الله الحريف ومصطفى لبراهما نعش ابراهام السرفاتي الى مثواه الأخير وكانت تلك هي وصية السرفاتي لزوجته كريستين قبل وفاته. ولعل هذه الجزئية تعني الكثير للمتتبع للعلاقة التي تربط السرفاتي بالعناصر القيادية الثلاثة الذين شكلوا حزب "النهج الديموقراطي". ه
إن تأسيس حزب النهج الديموقراطي وقطيعته التاريخية مع الماركسية وبنائه لخطه الإيديولوجي الحالي المتمثل في العمل ضمن المنظومة القانونية للنظام الكمبرادوري العميل، نابع من أطروحات السرفاتي التي طورها خلال مسيرته الارتدادية، والثلاثة الذين حملوا نعشه يشكلون –مع آخرين أقل أهمية منهم- رأس الحربة لهذا التراجع المريع عن فكر منظمة "إلى الأمام"، وسنبين ذلك بالتفصيل في مقالنا المقبل : "إلى الأمام الماركسية وحزب النهج الديموقراطي : استمرارية فزيولوجية أم استمرارية إيديولوجية". ه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استعدادات إسرائيلية ومؤشرات على تصعيد محتمل مع حزب الله | #غ


.. سائق بن غفير يتجاوز إشارة حمراء ما تسبب بحادث أدى إلى إصابة




.. قراءة عسكرية.. المنطقة الوسطى من قطاع غزة تتعرض لأحزمة نارية


.. السيارات الكهربائية تفجر حربا جديدة بين الصين والغرب




.. طلاب أميركيون للعربية: نحن هنا لدعم فلسطين وغزة