الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التجربة التاريخية للنظام السياس للدول الغربية والبلدان الاشتراكية

حسين عوض

2016 / 2 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


إن التجربة التاريخية لكل من النظام السياسي للدول الغربية والنظام السياسي في البلدان الأشتراكية تبين أن هناك ازمة الديمقراطية في البلدان الأشتراكية, وهذه الأنظمة لم تجدد ذاتها واصابها التكلس , وإذا قارنا بينها وبين الدول الأوروبية المتقدمة التي تتصدرالمشهد الديمقراطي على الصعيد العالمي نصل من خلال ذلك إلى أن الأيديولوجيات السياسية كثيرآ ماتحدث فجوة في النظرية وتطبيقاتها , لأن النظرية عادة تنبع من الفكر الخالص الذي يحدد المقدمات النظرية للوصول إلى النتائج العملية من خلال التطبيق .
ليست الديمقراطية انتخابات دورية فقط وإنما هي أكثرمن ذلك بكثير حيث يترتب عليها احترام القانون والاعتراف بالآخر , ولقد نجح هتلر في ظل انتخابات ديمقراطية إلا أن الممارسة التي مارسها حزبه أوصل العالم إلى حرب مدمرة , ولكن لاتنفي ديمقراطية الدول الغربية والتزامها إلى حد ما في تطبيق كل مايخدم مصالح المجتمع والدولة على عكس الدول الأشتراكية التي تبنت النظرية الماركسية من أجل بناء الأشتراكية والوصول إلى الشيوعية العالمية .
نجد أن هذه الأنظمة لم تتمكن من مواجهة التطورات السياسية والاقتصادية التي عصفت بها في اوائل التسعينات من القرن الماضي , ويعود ذلك إلى سياسة الحزب الواحد الذي يلغي الآخر ويفرض افكاره على كل المجتمع , وفقدان هذه الأنظمة للتعددية الحزبية ومراقبة الصحافة وغياب الحريات السياسية , وهناك امثلة على ذلك في العهد الستاليني من اواسط العشرينات ولغاية اوائل الخمسينات من القرن الماضي , ولم يتم التعامل مع التطورات التكنولوجية الأوروبية الغربية في الميادين (الأقتصادية والأجتماعية والسياسية) وانعكاس ذلك على الوضع السياسي مما ادى إلى تفكك وفشل هذه الأنظمة في الصمود أمام تحديات العصر الحديث ,كما أن تخصيص الاتحاد السوفيتي لموارده العلمية والتكنولوجية للأعراض العسكرية ادى ذلك إلى تردي قوة الاتحاد السوفيتي وتدهور القوى الاقتصادية وانهيارالقوى العظمى السوفياتية , وقد طالب يوري اندربوف بالتروي إلا أن جورباتشوف فجر الثورة التي ادت إلى تفكك وانهيار الاتحاد السوفيتي في شهر ديسمبر عام 1991.
لم يكن ذلك صدفة وإنما بدأت بذوره من ايام الحرب الباردة وعلينا أن لانغفل أن الدول الأوروبية التي انساقت وراء السياسة الأمريكية في عهد بوش لم يردعها النظام الديمقراطي من التدخل في شؤون دول العالم الثالث بدأ من احتلال العراق إلى افغانستان والصومال حيث بدأت الدول الأوروبية بتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية بعملية تفكيك الدول في اسيا وافريقيا وبالتحديد في منطقة الشرق الأوسط , كما أن انعكاس الأزمة المالية اخيرآ والمرتبطة بالوضع الاقتصادي لقد حدت من امكانيات الدول الكبرى , وأدى ذلك لتسريح مئات الآلاف من العمال واغلاق العديد من المصانع والبنوك وتحديدآ في الولايات المتحدة الأمريكية , وقد تمكنت دول الاتحاد الأوروبي إلى حد ما من تخفيف تأثير الأزمة على دول الاتحاد , بينما تفككت الدول الأشتراكية إلى مجموعات من الدول مما أدى إلى إضعاف دور النظام السياسي الاشتراكي على الصعيد العالمي .
لايمكن أن نغفل تمدد الأحزاب اليمينية في أوروبا الغربية وسيطرتها على النظام السياسي في بعض دول الاتحاد , وعندما تسلم الرئيس ساركوزي السلطة في فرنسا هيمن على الفضاء السياسي وقام بتهميش رئيس الوزراء والوزراء وأراد من ذلك أن يعيد بناء المجتمع الفرنسي تحت شعارات الليبرالية الجديدة التي لاتتحدث إلا عن الاستثمار والتنافس , ولو ادى ذلك إلى اقصاء طبقات من المجتمع والغاء الضمان الاجتماعي لطبقة الفقراء, ومعنى ذلك أن ساركوزي نجح تحت شعارات الديمقراطية , وكذلك المانيا من خلال الانتخابات الأخيرة التي كرست حزب المحافظين التي تقوده المستشارة ميركل كل من ( الحزب الديمقراطي المسيحي وشريكه الحزب الديمقراطي الحر .
نستطيع القول أن تطبيقات النظرية الماركسية كانت تجري وتمارس كقوالب جامدة لم يجري عليها التطورات المطلوبة خلال العقود االسبعة الأخيرة باستثناء التطورات الاقتصادية مابعد الحرب العالمية الأولى في الثلاثينيات والاربعينيات من القرن الماضي , بالإضافة إلى دعم ومساندة الدول النامية وحركات التحرر بعد الحرب العالمية الثانية , وانعكس ذلك سلبآ من خلال انحياز العديد من هذه الدول إلى الولايات المتحدة الأمريكية والغرب مثال مصر والعراق ...الخ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استشهاد فلسطينيين اثنين برصاص الاحتلال غرب جنين بالضفة الغرب


.. إدارة جامعة جورج واشنطن الأمريكية تهدد بفض الاعتصام المؤيد ل




.. صحيفة تلغراف: الهجوم على رفح سيضغط على حماس لكنه لن يقضي علي


.. الجيش الروسي يستهدف قطارا في -دونيتسك- ينقل أسلحة غربية




.. جامعة نورث إيسترن في بوسطن الأمريكية تغلق أبوابها ونائب رئيس