الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


((الاصلاح في ظل ثقافة الانبطاح))

علي الشمري

2016 / 2 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كثيرا ما تتردد على أسماعنا ومنذ أكثر من 12 عام مفردة الاصلاح ,,والعراق بسير نحو هاوية سحيقه مجهولة المعالم, يسير بقوافل الجهل والتخلف,يسير في قوافل التحندق والتحزب الطائفي والمذهبي والعرقي,يسير بطوابير الانقسام المحنمعي ,,يسير بقوافل من الفساد والافساد وفاقدي الضمير من المفسدين الذين حطموا كل الارقام القياسبة في موسوعة غينيس ,
الكل يدعي الديمقراطية وحكم الاغلبية ويحاول تهميش الاخرين من الاقليات المجتمعية وهو في داخله غير مومن بتاتا بالديمقراطية وأنما أتخذ منها وسيلة للوصول الى أهدافه ونواياه الشريره.
كتل وأحزاب وتيارات أسست لها أمبراطوريات وكيانات متداخلة مع كيان الدولة من أموال وحقوق الفقراء ,كلها كالبيض الفاسد الذي لا تأمل منه يوما ما أن يفقس ولا تأمل أن تأكل منه,عملت على تغييب عمل الدستور لتكون بمنأى عن طائلة المحاسبة والقانون متخندقة بمليشياته وأعلامها وأموالها,للتخويف بالاولى والتضليل والتجهيل بالثانية ولشراء الذمم بالثالثة,والفقير هو من يطاله القانون فقط.
وفي ظل وضع كهذا أصبحت خطوات الاصلاح الجدية يلفها الغموض وتكتنفها الصعوبات .من سيصلح من ؟ومن أين ستبدأ الخطوة الاولى بالاصلاح؟؟؟؟
هل نبدأ بأصلاح القضاء أولا وهو في كل دول العالم يتحكم بتعديل المسارات الخاطئة للدولة وتصويبها وفقا لدستور يصوت عليه الشعب ,ومع شديد الاسف أن قضائنا العراقي قد تم تسييسه كباقي الهيئات المستقلة وأصبح يتماشى مع رغبة الحاكم وتوجهاته.
هل نبدأ باصلاح الاقتصاد ,والذي لم يتحدد ملامحه بعد ,وهل هو أقتصاد أشتراكي أم أقتصاد سوق حر أم قطاع مشترك ,والذي هيمنت عليه مافيات الفساد بمشاريعها وعمولاتها وأستثماراتها الوهمية التي أستنزفت خزينة الدولة العراقية واثقلت كاهلها بديون خارجية .ورهنت مستقبل العراقيين وأجيالهم لكبرى الشركات الاحتكارية من خلال جولات التراخيص النفطيه.
أم نبدأ بأصلاح التعليم الذي طغت عليه الخصخصة وأنتشار المدارس الاهلية والدينية التي راحت تغرس في عقول الطلبة ما يتوافق مع توجهاتها الفكرية الضيقه.وأبعادها عن التطور العلمي والابداع الفكري المساير لحضارات وتطور الشعوب.
أم نبدأ بأصلاح منظمات المجتمع المدني والتي تعتبر في كل دول العالم حلقة الوصل الهامة بين المجتمع والحكومة .فالحفاظ على استقلاليها من خلال تخصيص ميزانية خاصة لها ومنع كل منظمة من ممارسة نشاطها تمون من خارج الحدود وتنفذ ما تؤتمر به من الخارج لتنفيذ أجندات خاصه بعيدة عن توجهات المجتمع وتطلعاته,
أم نبدأبأصلاح القطاع الزراعي المهمل منذ تغيير النظام حتى عاد العراق مستوردا للكثير من غلاته الغذائية الذي كان يوما ما يصدرها لدول الجوار .وأرضه اصابها الجدب والخراب والتصحر,وتحويل القسم الاكبر من أراضيه الخصبة الى أراضي سكنية بعد تغيير جنسها وعمت ريفه البطاله والفقر والفاقة ,وتحول الى حاضنة وممول للارهاب والارهابيين.
أم نبدأ بأصلاح التراث الديني وما يحتويه من روايات وأحاديث ما أنزل الله بها من سلطان وأنما وجدت لغرض بث الفتنة والفرقة عند الحاجة بين أبناء الوطن الواحد والمكون الواحد من خلال شيوخ المنابر وما يبثونه من سموم وأحقاد وضغائن تاريخيه عفى عليها الزمن ,هل فكر أحد يوما ما من دعاة الاديان الى تشطيب وغربلة ما علق بالتراث الديني من نفايات؟؟وما تأثير أكثر من 50 فضائية تمتلكها أحزاب الاسلام السياسي على المجتمع العراقي؟؟؟أم أنها وجدت أصلا لغرض بث ثقافة الاستحمارالتي تعتبر أرضيتهم المثالية والمفضله لمواصلة معيشتهم وبقائهم على حساب جهد وشقاء ودماء الاخرين ؟؟؟
أم نبدأ بالاصلاح الثقافي والذي هو الاخر يعاني من ثقافة الاقصاء والتهميش والتكفيروالتحريض على القتل وسفك الدم وأستباحة محرمات المختلف معهم بالرأي وعدم الاصغاء له ,ومحاولات الاكراه على تغيير الانتماء الفكري والعقائدي .
أن سياسية التلقين والطاعة العمياء التي تحاول بعض الاطراف والتيارات فرضها كأمر واقع على المجتمع وتحت مسمى القداسة وأي مسميات أخرىتقود لا محالة الى العبودية والذل والهوان والانكسار ,
ان الاصلاح الحقيقي يبدأ من الذات اولا والايمان بقيم الانسانية وبحق الجميع العيش بحرية وامان تحت خيمة العراق بعيدا عن الولاءات والانتماءات والمصالح الشخصية الضيقة وأن على جميع الساسة في البرلمان والحكومة أن تضع نصب أعينها أولا مصالح الشعب وحقوقهم لا مصالح زعماءالطوائف وأمراء الحروب والعصابات الاجراميه .
أن الظروف العصيبة التي يمر بها العراق حاليا يتطلب من الجميع ترك كل خنادقها الحالية والتمترس خلف وحدة العراق أرضا وشعبا وترك كل الاوامر التي تصلهم من روؤساء كتلهم لانقاذ ما تبقى من وطن كان يسمى يوما ما عراق المكرمات .
الفساد والطائقية من الافات الفتاكة الخطرة والتي أكتملت دورة حياتها في عقول الساسة الطائفيون والفاسدون قد اصابت الجسد العراق وتنخر به ,لذا يتطلب من الجميع ممن يدركون مسوؤلياتهم الوطنية والانسانية التصدي لهؤلاء وبمختلف الوسائل الممكنه لغرض أجتثاثهم من جذورهم ,وأن الحل الامثل هو في أعلان حالة الطوارئ بالبلد وحل مجلس النواب ومجالس المحافظات والتمهيد لكتابة دستور جديد في مرحلة أنتقالية يتصدى لها طبقة تكنوقراط مستقله وبعيدة عن التحزب والاحزاب التي ثبت فشلها وجرت البلاد الى ويلات ومصاعب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي


.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي




.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال


.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر




.. تعليق ساخر من باسم يوسف على تظاهرات الطلاب الغاضبة في الولاي