الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هرمية بنية التفكير الإنساني

الحايل عبد الفتاح

2016 / 3 / 2
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الهرمية في التصور البنيوي للفكر سواء العربي الإسلامي أو المسيحي اليهودي الأوروبي أو غيرها من التصورات. الهرمية في مستوى التفكير نفسه من البديهيات والمسلمات الواقعية عبر التاريخ الإنساني... أليس الإمام مقدم على المأموم ثم المصلون، أليس رئيس الكنيسة الكاتوليكية مقدم على القسسين والكردينالات ووو؟ أليس مستوى تفكير الناس بالمدن مخالف لما عليه القرويون ؟ أليس حاملوا الشواهد العليا في مستوى بالمقارنة مع غير الحاملين للشواهد الدراسية؟ ثم الرئيس والمدير في المؤسسة العمومية وفي الشركة التجارية، أليس هناك فرق بين الرئيس والمرؤوس وبين المتخصص والعام ؟ ثم الساسة المقررون والموظفون المنفذون لسياستهم والمساسون، ثم هناك الغني ثم الأقل غنا، ثم الفقير ثم الأكثر فقرا.... حتى الجنة وجهنم في بنية التفكير العربي الإسلامي والمسيحي واليهودي( وغيره) لها درجات...
باختصار شديد، التدرج والتراتبية في المستوى الإجتماعي والثقافي والسياسي والعلمي والجهلي والإيماني بالله والجزائي الأخروي والجمالي الجسدي...وغيرها في مختلف الميادين تفترض وجود قاعدة حقيقية أو تصورية للهرمية الإنسانية...
هذه إحدى لمظاهر الواقعية والأدلة على وجود قاعدة الهرمية في بنية التصور الفكري، وتلكم هي الهرمية في الفكر الإنساني نفسه...
ولكي لا نهتم فقط بالفكر الجمعي الذي قد يغلطنا في فهم الظاهرة، فإننا لا نعدم أدلة أخرى نفسية وذاتية فردية. فعلا من منا لا يعتقد في قرارة نفسه وفكره أنه في هرمية فكرية تصورية مرتفع أو منخفض أو متوسط بالمقارنة مع ما هو حال ومستوى الآخرين ؟
وفي الغالب والأرجح يقول كل منا في قرارة ذاته ( بوعي أو بدونه) من خلال تجربته وملاحظاته الفردية في عدة مناسبات : " أضن أنني في مستوى أعلا وأحسن من الآخر ...". عندها يجعل كل منا نفسه وفكره وأناه موضوعا خارجيا وموضوعا ذاتيا داخليا...بل يجعل من تداخلهما قيمة لفرز مستواه في الواقع الهرمي...
الهرمية تستحوذ على الفكر الإنساني وتسيطر عليه كحقيقة مطلقة في جميع الميادين...
لكن الوعي بالذات الأنا وموضوع الأنا الفردي أو الجماعي لا يكفي للوعي الحقيقي بالواقع والكون في كل الأحوال لنقول بأن الهرمية هي القاعدة المفروضة على كل تنظيم إنساني...
فالعديد من الدارسين والمتأملين في حال وأحوال البشر والكائنات الحية والجامدة والطبيعة والكون، يعتبرون قاعدة الهرمية ليست سوى قاعدة مفترضة الإعتقاد أو مفروضة من قبل مجموعة من المستفيدين منها. بل بعضهم اعتبرها غطاءا يستتر ورائه البعض أو غالبية الناس لشرح حالهم وأحوالهم...
محاولة البعض تحطيم الهرمية فكريا وإديلوجيا وسياسيا واجتماعيا:
عدة كتابات، لأفكار تاريخية، ولمفكرين كثر، حاولت هدم قاعدة الهرمية. وجعلت منها فكرة مفروضة بالقوة التربوية والإقتصادية وووو...
ففي الفكر الفوضاوي مثلا ANARCHIQUE يقدم الدليل على ما يوحي بأن قاعدة الهرمية شيء مفترض لا حقيقي...أكدوبة يفتن عبها الفرد والجماعة....
والفلسفة الفوضوية هي منحى فلسفي سياسي ظهر في القرن 19 ميلادي، بني على أسس فكرية وتطبيقية ضد الفكر السلطوي والهرمي بهدف إنساني صرف ألا وهو المساوات الإجتماعية مقابل الظلم الإجتماعي...فالتنظيم الإجتماعي السائد أنداك ( أو قل حتى الآن بحسب هذه النظرية) ليس سوى تنظيما اجتماعيا ظالما استغلاليا استبداديا...
Fondé sur la négation du principe d autorité dans l organisation sociale et le refus de toute contrainte découlant des institutions basées sur ce principe2,
......Les pouvoirs engendrent le désordre
فالتضامن في رأي هذه المدرسة هو الحل الوحيد للتخلص من ربقة التسلط والظلم الإجتماعي أي التخلص من الهرمية المفروضة بالقوة أو الإقناع التربوي ...
فباكونين Bakonin الثوري الفوضوي مثلا ( Il pose dans ses écrits les fondements du socialisme libertaire. ) وهو من المدرسة الفوضوية، يعتقد أن قاعدة الهرمية هي قاعدة مفترضة وليست حقيقة مطلقة لا محيد عنها...سبب تجدها في الفكر الإنسان الواقعي، في اعتقاده، هو اقتناع الناس بها....ففكر باكونين يشهد إذن أن هناك من لا يؤمن بالهرمية في مواجهة من يؤمن بها...

L athéisme de Bakounine trouve lui aussi sa base dans la recherche de la liberté pour l humanité : « Dieu est, donc l homme est esclave. L homme est libre, donc il n y a point de Dieu. Je défie qui que ce soit de sortir de ce cercle, et maintenant, choisissons. »
l absence d une structure de pouvoir n est pas synonyme de désorganisation sociale
لا شك أن الفكر الديني والسياسي أقنع غالبية الناس مند زمان وإلى حد الآن بأن القاعدة هي هرمية الإمتياز أي تسلسل في الرتبة... مثله هرمية التدرج من القبيح جدا إلى الجميل جدا، ومن الفقر إلى الغني الفاحش، ومن التدين جدا إلى الإلحاد، ومن الطيب إلى الرديئ...ووووو
السؤال هو هل الهرمية المستعملة والمقبولة حاليا هي حقيقة في ذاتها وخارج داتها الواعية بها أم أنها فكرة تحتمل حقيقة نقيضها ؟
بعد هذا العرض المقتضب جدا ( والذي لا يعكس رأي كاتب هذا المقال) لا يسعنا سوى دعوة المثقفين وممن يسمون "مفكرين" إلى التفكير في كنه محتوى الهرمية التي يخضعون لها طوعا أو كرها...
السؤال المباشر لمن يفكر كإنسان عاقل ومنطقي هو : هل تؤمن بأن الهرمية حقيقة مطلقة أم أنها مفترضة يجب الأخذ بها أم التحفظ من تربيتها وفرضها واحترامها ؟
ما هو المخرج إن لم نؤمن بالهرمية كقاعدة مطلقة في وقتنا الحاضر ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شهداء وجرحى إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في مخيم النصيرا


.. الشرطة الأمريكية تعتقل طلبة معتصمين في جامعة ولاية أريزونا ت




.. جيك سوليفان: هناك جهودا جديدة للمضي قدما في محادثات وقف إطلا


.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي




.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة