الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأقباط ... في مواجهة ساعة الصفر في مؤتمر واشنطن

وحيد حسب الله

2005 / 11 / 19
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


من درس إستراتيجية هتلر قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية وتخطيطه في القضاء على اليهود وكل من يعارض النازية والعنصرية من الألمان أو الأوروبيين ، سوف يتبين أن الإسلاميين والجهاديين قد استوعبوا هذا الدرس بكفاءة كبيرة وبدءوا في تطبيقه .
أعني أن هتلر قبل قيامه بحملته ضد اليهود ، بدء بتعبئة الرأي العام الألماني ضدهم وأنهم أي اليهود هم سبب المشاكل الاقتصادية والفقر وأنهم يسيطرون على الاقتصاد الألماني وما إلي ذلك من افتراءات لتغطية فشله في حل المشاكل . نجح هتلر في تعبئة الرأي العام ضد اليهود .
على الساحة المصرية ، نلاحظ منذ فترة نفس الاستراتيجية الهتلرية بقيادة الإخوان المسلمين والجهاد الإسلامي والجماعات الإسلامية من خلال صحفهم العنصرية بترويج أن الأقباط يسيطرون على 60% من ثروة مصر على الرغم من أنهم أقلية . وبكل أسف يسير الإعلام المصري الرسمي في فلك هذه الأكاذيب .
فما الهدف إذن من إشاعة هذه المقولات الكاذبة ، هو تهيئة الرأي العام الإسلامي وبسطاء المسلمين ، كما فعل هتلر مع الشعب الألماني ، وإعدادهم للمذبحة الكبرى التي يعدونها للأقباط والقضاء عليهم وإبادتهم .
أيضاً نلاحظ إصرار بعض من يدعي العلم وهم من الكاذبين من أمثال سليم العوا وطارق البشري ومصطفي بكري (الأسبوع) وتنابلة سلطان (المصريون) والنبأ وغيرهم بالإدعاء بأن الكنيسة وقيادتها تتحكم في شئون الوطن وأن الأقباط يفرضون كلمتهم وسلطتهم على الدولة مما أدى إلي اهانة للدولة وضعفها وأصبح المسلمين ضحايا للأقباط ودليلهم الواهن على ذلك حالة وفاء قسطنطين ومازالوا يقيموا الدنيا ولم يقعدوها .
وقد أثبتت حادثة الإسكندرية مدي خطورة هذه الجماعات على الأقباط وسرعة تجميع أكبر عدد ممكن للاعتداء على الأقباط وممتلكاتهم بتسريب أكاذيب عن مسرحية مازالوا يفسرون محتواها من وجهة نظرهم الضيقة وتعصبهم الأعمى وحقدهم وكراهيتهم للأقباط والمسيحية .
فلو كان العوا والبشري ومصطفي بكري وغيرهم من العملاء الذين باعوا ضمائرهم وانتماءهم لمصر إلي الشيطان ، مخلصين حقاً في ما يقولونه عن المساواة وما إلي ذلك ، لما اعتبروا ترك إنسان للإسلام هو ارتداد وكفر وبالتالي لابد له أن ينفذ فيه حكم الرد طبقاً للشريعة الإسلامية حسب زعمهم .
ولعل البشري والعوا وغيرهم قد قرءوا مقالة الأستاذ يوسف سيدهم عن تصاريح رئيس الجمهورية الخاصة بترميم (وليس بناء كنيسة جديدة) الكنائس الموجودة بما فيها دورات المياه وهم الذين ظلوا يكذبون الأقباط في الداخل والخارج أن الأقباط يستطيعوا بناء أية كنيسة دون الحاجة لقرار من رئيس الجمهورية: . http://www.metransparent.com/texts/youssef_sidhom/youssef_sidhom_reading_in_unsaid_things_109.htm

إذا كانت الكنيسة قوية وتتحكم في الدولة كما يدعون كذباً وبهتاناً ، لماذا لم تستطع أن تستعيد أرض كنيسة المرج التي استولى عليها الإسلاميون في حماية الأمن المركزي ؟ لماذا لم يتدخل الأمن المركزي والشرطة لمنع ذلك السطو ؟
أن ما يدعو للقلق هو ما تنشره الصحف والإعلام المصري من أكاذيب حول الأقباط بصورة مكثفة وخطيرة والتي تستفز المسلم البسيط وتستعديه على أخيه القبطي وتهيئه نفسياً ومعنوياً لساعة الصفر ... ساعة الصفر التي لا يعلم مدي خطورتها على مصر وشعبها إلا الله وحده .
أن أعداء مصر وشعبها من الذين يتخذون من الإسلام وسيلة لتحقيق مآرب خاصة بهم ، دافعين الشعب المصري إلي فوهة الهاوية والدمار . هؤلاء الذين يلبسون عباءة الدين من أجل الوصول على دماء الأبرياء لسدة الحكم . هؤلاء المرضى من الذين يتمسحون بالدين كوسيلة لحكم مصر بعد أن تكون قد أصبحت خراباً .
هل يتعلم هؤلاء أن الاستراتيجية الهتلرية جلبت الدمار والخراب على ألمانيا والعالم ولم يتخلص هتلر من اليهود أو من كان ضد نظريته من شعبه والشعوب الأخرى .
أتمنى إلا تأتي ساعة الصفر والتي يخطط لها المتأسلمين في مصر للقضاء على الأقباط على الطريقة النازية . والأمر المحير لي كقبطي هو هل أصيبت الدولة وأجهزتها بالجنون حتى تفكر لحظة في تنفيذ هذا المخطط الأسود ؟ أتعتقد الدولة أن العالم سيقف متفرجاً أمام مذبحة جديدة ترتكب في حق شعب دون أن يتدخل العالم ، ولن يكون تدخله من منطلق ديني (ربما الدولة وعملاءها من المتأسلمين يعتقدون أن العالم سوف لا يتدخل لإنقاذ الأقباط خوفاً من اتهامه بشن حرب صليبية كنوع من الابتزاز) . هل قررت الدولة أن ترتكب مجزرة الأقباط وإبادتهم كما فعلت تركيا مع الأرمن منذ أكثر من قرن من الزمان ومازالت ترفض أن تعترف بمسئوليتها الأدبية عن ذلك لتعاليها ؟
أن الدولة ترتكب خطأً جسيماً إن كانت تعتقد أن بإمكانها إبادة الأقباط بهذه الطريقة الدنيئة . ولكن قد تعودنا في منطقة الشرق الأوسط على جنون الزعماء والرؤساء فالشعوب ليست لها قيمة تذكر في أعينهم ، أن كل ما يهمهم هو هم فقط ومن حولهم من السارقين لقوت الشعب مسلما كان أم مسيحياً .
أن الأقباط لا يملكون 60% من ثروة مصر بل ليسأل المسلمين أنفسهم من الذي سرق من البنوك فقط أكثر من 70 مليار دولار وهربهم إلي الخارج وكلهم من الذين تاسلموا فجأة من أجل نهب ثروة المصريين جميعاً . لينظروا حولهم ليروا إن كان الأقباط فعلاً يملكون ما يشاع عنهم في الصحف الصفراء 60% من ثروة مصر أم الطبقة الحاكمة بالسرقة مرة وبالإتاوة مرة أخرى ، وقصص وأساطير سرقة البنوك وآثار مصر وتهريبها تملاً أجهزة الإعلام !
لقد كان الهدف المباشر من استبعاد الأقباط من المناصب القيادية هو أن يخلو الطريق أمام السارقين حتى لا يكون الأقباط عائقاً أمامهم .
إن نفذت الحكومة ساعة الصفر لإبادة الأقباط ، فأنها ترتكب أكبر حماقة في التاريخ وأنها لم تتعلم من فشل هتلر والنازيين في إبادة الآخرين .
كلمة للأخوة المسلمين لا تعتقدوا لحظة أن إبادة الأقباط أو الاستمرار في تهمشيهم أو استبعادهم من المشاركة الفعلية في تنمية مصر هو الحل لمشاكلكم ، لكن إقامة نظام حر ديمقراطي قائم العدل والمساواة ومحاسبة كل شخص تسول له نفسه أن يسرقكم متخفياً وراء الدين هو الحل . الحل هو في تطبيق قانون واحد يسري على كل فرد مهما كان وضعه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي


.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة




.. مراسل الجزيرة يرصد التطورات الميدانية في قطاع غزة


.. الجيش الإسرائيلي يكثف هجماته على مخيمات وسط غزة ويستهدف مبنى




.. اعتداء عنيف من الشرطة الأمريكية على طالب متضامن مع غزة بجامع