الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الغنوشي في استنكاره على الأمريكان ضربهم ل-داعش - في ليبيا

عبد اللطيف بن سالم

2016 / 3 / 9
الارهاب, الحرب والسلام


ألا يُخفى الكلامُ أحيانا ما نريد قوله فعلا ؟
يُقال في الفلسفة وفي علم النفس الاجتماعي أن الكثير من الكلام الذي يُخفي ما نريد قوله فعلا وبالتالي فإن احتجاج السيد راشد الغنوشي أواستنكاره اليوم في خطابه في مؤتمر النهضة الأخير على التدخل العسكري الأمريكي في ليبيا لضرب "داعش" باعتبار أن "داعش" هذه كما لو هي أمر داخلي تمكن معالجته بأنفسنا دونما حاجة إلى تدخل أجنبي في بلداننا في الاتحاد المغاربي ، لكن هل لا يُخفي هذا الكلام تعاطف السيد الغنوشي مع هؤلاء الدواعش أكثر مما هو استنكار لضربهم من طرف أمريكا مع الملاحظ أن مثل هذا الموقف هو من خصوصيات الجهات الرسمية قبل أن يكون من خصوصياته ؟ ألم يقُل عن أمثال هؤلاء في السابق بأنهم في الشعانبي يمارسون الرياضة وأنهم يذكّرونه بشبابه ، فقد يكون هؤلاء الذين ضربتهم أمريكا في ليبيا وأردتهم قتلى هم في أقل تقدير من رفاقهم ولا فرق بينهم خصوصا وأن القتلى تونسيون في أغلبهم والغنوشى والإسلاميون على اختلاف أصنافهم وأطيافهم ومذاهبهم ومللهم ونحلهم هم أصحاب مشروع واحد هو تركيز الشريعة الإسلامية في البلدان العربية وفي بقية أنحاء العالم والقضاء غلى كل من يخالفهم في العقيدة وذلك بأمر من زعيمهم والمقرر في دستورهم محمد ابن عبد الله ابن عبد المطلب ... وكأنما الناس لا حق لهم في اعتناق أي دين غير دينهم ( والإسلام يجبّ ما قبله وما بعده كما يقولون دائما ) وبالتالي فإن جميع هذه الحركات الإسلامية من " القاعدة " إلى " داعش " إلى " التحرير " وإلى غيرها من التفرعات الكثيرة في مختلف البلاد العربية والإسلامية تعمل من أجل هدف واحد هو العودة بالعالم كله إلى الحكم بالشريعة الإسلامية وكل ما نسمعه من كلام مختلف ومتنوّع ومتقارب أحيانا مع الفكر الديموقراطي المتصارع معهم ماهو إلا مداراة ومجاملات ومجاراة مع النزعات المناهضة لهم قصد كسب ولائها لهم .
لكن هل يفوت السيّد الغنوشي علما أن الحركات الإسلامية كلها والتي هو من زعمائها هي صناعة أمريكية بالدّرجة الأولى موظفة في خدمة مصالحها وتحقيق أهدافها بإرادتها أو بغير إرادتها وكل ما تلقاه من دعم وعون ومساعدة ومساندة وتمويلات من مصادر مختلفة وآليات وأسلحة من أية جهة شرقية كانت أو غربية هو بترخيص من الولايات المتحدة الأمريكية وداخل في مخططها وما هؤلاء الدواعش أو الإرهابيون التونسيون أو غير التونسيين إلا منتدبين في هذا التنظيم أو ذاك وما هم إلا أناس قد ضاقت بهم الدنيا في بلدانهم ولم يتوفر لهم ما يصونون به كرامتهم ووجدوا في الدين ما يبرّر سقوطهم ويسهّل استقطابهم واستيعابهم . أليس ذلك أهون عليهم من ركوب البحر إلى وجهة غير مأمونة وقد لا يصلونها أبدا ؟...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون يعلن البدء ببناء ميناء مؤقت في غزة لإستقبال المساع


.. أم تعثر على جثة نجلها في مقبرة جماعية بمجمع ناصر | إذاعة بي




.. جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ


.. ما تأثير حراك طلاب الجامعات الأمريكية المناهض لحرب غزة؟ | بي




.. ريادة الأعمال مغامرة محسوبة | #جلستنا