الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اقتصاديات الصحة - النظام الصحي الامريكي (1)

جواد الديوان

2016 / 3 / 11
الطب , والعلوم


فرضت الحكومة العراقية اجورا مقابل الخدمات الصحية لتجاوز الازمة الاقتصادية بسبب هبوط اسعار النفط في العالم. واعادت العمل بمفهوم التمويل الذاتي، الذي نفذه صدام حسين ابان فترة الحصار. وهذه اجراءات لتمويل نفقات وزارة الصحة فقط دون اصلاح النظام الصحي. وان الحكومة والاحزاب السياسية الحاكمة تتجنب الاشارة الى التحول لاقتصاد السوق. فوددت الاشارة الى النظام الصحي للولايات المتحدة الامريكية، وتمويله.
يتزايد الانفاق على العناية الصحية في الولايات المتحدة الامريكية ومنذ 1960. وكان الانفاق 2.3 ترليون دولار عام 2007 و 3 ترليون دولار عام 2011 وربما يتجاوز 4.2 ترليون دولار عام 2016. والارقام تعكس 16% من الناتج القومي الامريكي. وتشكل الادوية 10% من الانفاق على الرعاية الصحية.
النظام الصحي الامريكي متميز بسيطرة القطاع الخاص، وبكونه خليط من مفردات لا تترابط بشكل بينها وثيق يمكن تلخيصها في التمويل المالي والتامين وتقديم الخدمات واليات دفع الاجور. والحكومة تتدخل لصالح من لا يستطيع الدفع للقطاع الخاص، اي هناك شراكة بين الحكومة والقطاع الخاص في تقديم الرعاية الصحية.
وتتعدد مصادر التمويل للنظام الصحي، ومساعدة الاشخاص للحصول على الرعاية الصحية من خلال عدد من وكالات التامين تستخدم اليات مختلفة للتامين ضد مخاطر المرض. واسعار خدمات الرعاية الصحية تحددها عوامل كثيرة. وهناك عدد كبير من مؤسسات او مراكز تقديم الخدمة، وعدد من المؤسسات الاستشارية تقدم خدمات في مجال التخطيط والكلفة والنوعية وتعدد مصادر التمويل.
يحصل معظم الامريكيين (84.2%)على خدمات طبية ذات نوعية جيدة ودون وقت انتظار، ولكنها عالية الكلفة. ويحصل غير المشمولين بالتامين الصحي و ذوي التامين الجزئي والفقراء (15.8%)على عناية صحية سيئة، ومخرجات عنايتهم اسوء من تلك في العالم النامية. اما القوة العاملة الصحية ذات تدريب عالي جيد، وتواجه الولايات المتحدة الامريكية نقصا خانقا في اطباء الرعاية الصحية الاولية.
تختلف كلفة الرعاية الصحية بين الولايات وكذلك استخدام الخدمات الطبية والحصول عليها، ومثال ذلك كلفة برنامج عناية طبية Medicare (برنامج تاسس في 1966 يقدم الخدمات الطبية لكبار السن اي اعمار 65 واكثر، وللشباب المعوقين او المصابين بامراض خطرة مثل الفشل الكلوي) 8414 دولار لكل مشمول بخدماته في ميامي / فلوريدا، و3341 دولار لكل مشمول به في مينابولس/ مينوستا. وسبب الاختلاف في حجم الخدمات والاقبال عليها، اي الاختلافات في كمية الخدمات المقدمة للشخص الواحد. ولا تختلف نتائج الخدمات الطبية لدى في المناطق ذات الاستخدام الاكبر للخدمات عنها في مناطق الاستخدام الاقل للخدمات.
نسب التغطية بالخدمات الوقائية 55%، ووثق معهد الطب الامريكي مستويات عالية من الاخطاء الطبية اضافة الى خدمت طبية غير مناسبة او غير ضرورية تؤشر اشكاليات النظام الصحي.
ويتم تقديم الخدمات الصحية في امريكا من خلال برامج عديدة، ومنها:
تامين يتبناه اصحاب الاعمال من خلال تغطيتهم القسط الاكبر من الكلفة، ويدفع العامل البقية. الا انه يتاكل في السنوات الاخيرة. وهناك التامين الشخصي ويحصل عليه الناس مباشرة دون المرور باصحاب العمل، وهذا عالي الكلفة.
وهناك برنامج الرعاية الطبية Medicare يقدم خدمات صحية لكبار السن (الاعمار فوق 65 سنة) والمعوقين من الشباب. وتتحمل نفقاته الحكومة الفيدرالية، وتغطيها من الضرائب، ونفقات المستخدمين. ويواجه البرنامج اشكاليات من يراكم اعداد الاعمار الكبيرة في امريكا، مما يضاعف النفقات.
والمساعدة الطبية Medicaid يغطي بعض الشرائح ذات الدخل المحدود، ولكن ليس كل فقير. ويدار من قبل الحكومات المحلية، وتمويله من الحكومات المحلية والحكومة الفيدرالية. ويتبع هذا البرنامج تامين صحة الاطفال SCHIP ومن الاشكاليات التي تواجهه قلة الدفعات المالية، والتغطية القليلة للاطفال بالخدمات المطلوبة، واختلاف نسب التغطية من ولاية لاخرى. وهناك برنامج يقدم الخدمات الصحية للخبراء وذوي الخدمة الطويلة.
ويمكن تحديد تمويل الخدمات الصحية في 36% تامين خاص و 17% برنامج الرعاية الطبية Medicare و 16% برنامج المساعدات الطبية Medicaid وبرنامح صحة الاطفال SCHIP و 14% من المستفيدين out of pocket ومما يتبقى مساهمات عامة وخاصة.
انها محاولة لدراسة النظام الصحي في العراق حيث التمويل الحكومي (ثروة النفط) الا ان ما يدفعه العراقي من جيبه نسبة كبيرة.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فهل من مجيب
د.مي ( 2016 / 6 / 13 - 16:48 )
استاذنا الراقي د.جواد الديوان تحية كبيرةلك


2 - شكر وتقدير
جواد الديوان ( 2016 / 6 / 14 - 20:01 )
اشكركم دكتورة

اخر الافلام

.. خرائط غوغل… قصّة سويسرية


.. اعتصام أمام معهد العلوم السياسية في باريس تضامنا مع غزة




.. مظاهرة في جامعة العلوم السياسية بباريس دعما للقضية الفلسطيني


.. استمرار التظاهرات الطلابية المتضامنة مع غزة في معهد العلوم ا




.. كيف نحمي الأطفال على الإنترنت مع تطور الذكاء الاصطناعي