الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخلف: الربيع العربي ليس نتاج -ثقافة التنوير- وعلى المثقف أن يكف عن الثرثرة

خلف علي الخلف

2016 / 3 / 19
مقابلات و حوارات


الحراك المدني ليس مجرد قراءة كتب وترديد فقرات منها، ولا مجرد إيمان بأخلاقية المقاومة المدنية.
بهذه الكلمات يبدأ الكاتب والصحفي خلف علي الخلف حديثه ويؤكد أن المسألة لها علاقة بما يمكن أن نطلق عليه “علم التغيير”، فهذا العلم ومن خلال الدراسات المقارنة يثبت أن المقاومة المدنية في مواجهة الانظمة الديكتاتورية أكثر قدرة على النجاح واقل كلفة واكثر قدرة على بناء دولة ديموقراطية بعد اسقاط النظام.

عن الثقافة والمثقف والثورة وعلم التغيير دار الحوار الآتي:

ماهو أبرز مايقدمه المثقف السوري دعماً للثوره ؟
أعتقد أن على المثقف بصفته هذه أن يسجل موقفاً. أن يقول كلمته الحرة؛ ثم يكف عن الثرثرة، وينخرط في نشاط مفيد للثورة. هذه الثورات لم تقم بناءاً على الافكار ولا بسبب الحبر الجاف الذي كتب من أجل “التثوير”. وهي كذلك ليست نتاج “ثقافة التنوير” الذي ادعى المثقفون زمنا طويلا أنهم يمارسونها. هذه ثورة أدوات ثورة اتصال وثورة احتياجات، الحاجة للحرية والكرامة والحقوق المتساوية. لذلك على المثقف أن ينخرط في وسائل هذه الثورة، أو يبقى يكتب بعيدًا عن التنظير الأخرق الذي في الغالب هو نتاج خزان مثقف القرائي وليس نتاج الوقائع وقراءاتها.

هل غاب المثقف السوري عن الحراك السابق للثوره ؟
لم يغب المثقف، وآخر المتاريس التي ظلت تعاند هذا النظام هم المثقفون. ذلك قد لا يبدو متسقاً مع جواب السؤال السابق، لكن الوقائع تقول هذا، فقد عاند المثقفون السلطة التي حاولت أن تحتكر كل شيء وتستتبعُه. بقو شوكة في حلقها، حتى قيام الثورة. لكن هل كانوا مؤثرين في حركة الشارع، لا. لم يكن الشارع يدري عنهم شيئاً ، رغم أنهم دفعوا اثماناً باهظة، سجون ومنافي. لكنهم ما زالوا لا يستطيعون الوصول الى “خطاب” يصل الى الشارع.

الحراك المدني.. يغيب عن دعم المثقفين بل لا يكاد يذكر في كثير من الأحيان ماهي رؤيتك لهذا النوع من المقاومة؟
بظني أن هذا هو الحقل الذي يستطيع “المثقف” أن يلعب فيه دوراً متسقا مع قدراته ومع ما يجيد عمله. وقد تستغرب أن يكون نسبة المثقفين الذين في صفوف الثورة ويؤمنون بقدرة المقاومة المدنية السلمية على الانتصار، نسبة ضئيلة، الغالبية يؤيدون العمل المسلح وكثير منهم يسخرون من “جماعة الورد”، بالطبع لذلك أسباب عديدة منها أن الكثير من المثقفين ينحدرون من أصول يسارية، واليسار جزء من تكوينه الإيمان بالعنف الثوري وحرب العصابات مدفوعين بأمثلة تاريخية أغلبها فشل فشلاً ذريعا لكن ذلك لم يمنعهم من التغني بها، فمقابل نجاح غيفارا وصديقه كاسترو في كوبا، وهي تجربة نتج عنها نظاما يعتبر أحد أسوء الانظمة الديكتاتورية في التاريخ، فقد فشل في انغولا وفي بوليفيا؛ لكنهم مع ذلك يستشهدون به كمثال ناجح للكفاح المسلح.
الحراك المدني ليس مجرد قراءة كتب وترديد فقرات منها، ولا مجرد إيمان بأخلاقية المقاومة المدنية. المسألة لها علاقة بما يمكن أن نطلق عليه “علم التغيير”، فهذا العلم ومن خلال الدراسات المقارنة يثبت أن المقاومة المدنية في مواجهة الانظمة الديكتاتورية أكثر قدرة على النجاح واقل كلفة واكثر قدرة على بناء دولة ديموقراطية بعد اسقاط النظام. وعلم التغيير هو علم “تدريبي” بالدرجة الأولى أكثر منه تنظيري. عندما يكون لدينا ألاف الناشطين المدربين على أساليب ووسائل المقاومة المدنية سيكون إطاحة النظام أكثر سهولة من الاطاحة به بعمل عسكري ولدينا امثلة على ذلك اقربها صربيا. حيث لم يسقط ميلوسفيتش بقصف الناتو الذي استمر ما يقارب ثلاثة شهور واسقطه نشطاء المقاومة المدنية المدربين.

كيف يتم دعمه من قبل المثقفين ؟
اعتقد أن الدور الأساسي لنا هو في إشاعة ثقافة المقاومة المدنية؛ وفي تفنيد الدعاوى التي لاتصمد أمام الفحص بأن العمل العسكري أكثر قدرة على الحسم. وفي تأهيل وتدريب النشطاء الشباب على هذا النوع من المقاومة.

نصيحة لشباب الحراك في الأرض ؟
لا أعتقد أني في موقع يؤهلني للنصح؛ عدا عن كوني أكره فعل النصح ذاته. لكن وقائع التاريخ تؤكد أن خيار المقاومة السلمية كان خيارا حاسماً في اطاحة اعتى الديكتاتوريات. وكان فاعلاً في كثير من الدول عندما وصل الخيار المسلح إلى طريق مسدود.

أجرى الحوار: أسامة السمان - جريدة حريات








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استشهاد فلسطينيين اثنين برصاص الاحتلال غرب جنين بالضفة الغرب


.. إدارة جامعة جورج واشنطن الأمريكية تهدد بفض الاعتصام المؤيد ل




.. صحيفة تلغراف: الهجوم على رفح سيضغط على حماس لكنه لن يقضي علي


.. الجيش الروسي يستهدف قطارا في -دونيتسك- ينقل أسلحة غربية




.. جامعة نورث إيسترن في بوسطن الأمريكية تغلق أبوابها ونائب رئيس