الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ركود التدوير الوظيفي في العراق

زاهر نصرت

2016 / 3 / 20
الادارة و الاقتصاد


لا يختلف اثنان عن الوضع الذي يعيشه الموظف الحكومي في العراق ، وان التبعات التي جناها ويجنيها الموظف الموهوب والمبدع والمتجدد في اعماله اليومية المكلف بها او من ضمن واجباته الروتينية في دائرته او مؤسسته كانت سبباً رئيسياً لأن يعيش من خلالها في الظل والتهميش .

نحن الان نعيش في عصر البيروقراطية والرتابة والروتين في الاعمال الفنية والادارية بسبب وجود نفس الكوادر المخضرمة التي تتعامل مع الشأن الوظيفي كما لو انه أرث خاص بها ، ان هذه الظاهرة ان دلت على شيء فإنما تدل على وجود عملية خفية تدخل فيها حسابات الفساد الاداري من خلال المحسوبية والمنسوبية والمصالح المشتركة .

فما الحل اذن ؟

الحل يكمن في التقنية الادارية الحديثة الا وهو ( التدوير الوظيفي ) الذي من خلاله يمكن منح الفرص المتساوية للموظفين والكشف عن المواهب والقدرات والابداعات والكوامن البشرية خصوصاً المؤهلة منها والقضاء على البيروقراطية ورتابة الاعمال التي تولدها الوظائف التي يمكث فيها اصحابها فترة طويلة مثل الوظائف الإشرافية والادارية والقيادية .

ان التدوير الوظيفي يرمي الى إذابة الجمود الذي اصاب العديد من الدوائر والمديريات والشركات .... الخ وان الهدف من حركة النقل والتدوير هو لتجديد النشاط وروح العمل وتجديد بيئته وافكاره وتحقيقا لمشروع التغيير من أجل التطوير وتغذية دوائر الدولة بكوادر ذات كفاءات نوعية تواكب الحداثة التي يشهدها العالم الى جانب اهميتها في القضاء على الفساد والى ذلك يعتبر التدوير الوظيفي مطلبا مهما في ترسيخ مبدأ الادارة الأمنية وبخاصة في الجهات التي تعاني من ارتفاع معدلات القصور أو ما يعرف بالضمور الاداري نتيجة لإبقاء الشخص في وظيفته لمدة طويلة حيث ينبغي انتهاج أسلوب التدوير الوظيفي بين الموظفين في هذه الأجهزة مع عدم الاخلال بكفاءة الأداء . ولكن هناك نقطتين يجب ان لا نفسرها على :

1 - ان نتخذ من عملية التدوير الوظيفي بأنه مجرد تغيير مناصب وحصر العملية بنفس الكوادر المخضرمة التي تتعامل مع الشأن الوظيفي .
2 - ان يتم وضع موظفين جدد تم تثبيتهم حديثاً على الملاك الدائم ( ما هي الخبرة التي اكتسبها خلال العامين او الثلاثة الماضية ليتحول الى صانع قرار ) مستغلين موضوع التدوير الوظيفي على نحو سيء وعلى حساب ذوي الخبرة والكفاءة ، التي تنعكس سلباً فالعملية هنا ليست فقط تبوّأ منصباً بدون خبرة سابقة بل انها تترتب عليها عبئاً لكثير من الموظفين المجتهدين والكفاءات العالية وذوي الخبرة الذين كانوا ينتظرون ان يقابل اخلاصهم وتفانيهم في العمل بنوع من الامتنان أقله ترقيتهم الى هذا المركز القيادي او ذاك ، وفي هذا ظلم ما بعده ظلم .

ان الذي يحدث الان هو بسبب بسيط جداً لأننا اغفلنا وضع لوائح توصيف وظيفي الذي يجب ان يعد من قبل موظفين مختصين واصحاب شهادات .

الى هنا يمكن ان اقول ان التدوير الوظيفي يعد نوعاً من انواع التغيير الوظيفي والتنظيمي ويحتاج الى تهيئة من خلال تدريب موظفي الموارد البشرية ( اصحاب شهادات البكالوريوس حصراً ) على مهارات فنية وادارية جديدة ، وكذلك التهيئة والاقناع بأهمية ومدى الحاجة الى التدوير الوظيفي وفائدته على الافراد والمؤسسات على حد سواء لتلافي مقاومة التغيير او التدوير الوظيفي من قبل البعض وضمان تحقيق الاهداف المرسومة وان التدوير الوظيفي يساعد الموظف كما بساعد المنظمة على الخروج من دائرة الركود ومقاومة التغيير الناجم من الاعتقاد بأن الوظيفة هي ملك الموظف ، اذ ان البشر بطبيعته يقاوم التغيير لأنه يقلقه ويؤثر في أمنه الوظيفي كما انه يهدد مصالحه ومتى ما نجحت الادارة في اقناعه بأهميته وأطمأن على امنه الوظيفي اصبح داعماً ومؤيداً له بل يكون سبباً في نجاح تطبيقه .



زاهر نصرت








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم الجمعة 26-4-2024 بالصاغة


.. أمين عام -الناتو- يتهم الصين بـ”دعم اقتصاد الحرب الروسي”




.. محافظات القناة وتطويرها شاهد المنطقة الاقتصادية لقناة السو


.. الملاريا تواصل الفتك بالمواطنين في كينيا رغم التقدم في إنتاج




.. أصوات من غزة| شح السيولة النقدية يفاقم معاناة سكان قطاع غزة