الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اماذا يقدم الاتحاد الأوربي الفدية لحكام تركيا؟

عادل حبه

2016 / 3 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


صحيفة اللومانيته الفرنسية
ترجمة عادل حبه


حصيلة السياسات الخرقاء للاتحاد الأوربي

في اجتماع لزعماء الاتحاد الأوربي والزعماء الأتراك، جرى التوقيع على اتفاقية مخجلة بين الطرفين حول مشاكل اللاجئين إلى أوربا. وفي تشرين الأول /اكتوبر من عام 2015، أعلن رئيس اللجنة الأوربية أنه:"يجب على أوربا أن تصبح مكاناً لأيواء 160 ألف لاجئ جراء الحرب في العراق وسوريا وليبيا وغيرها من البلدان، فهذا يعد فخراً تاريخياً لأوربا". ولم ينطوي ذلك التصريح على أي معنى، فقد حلت كوارث باللاجئين على طول سواحل البحر الابيض المحاذية لأوربا، دون أن يعترف الاتحاد الأوربي بفشل سياساته في المنطقة. إن الاتفاق الذي جرى بين الاتحاد الأوربي وحكام تركيا حول إعادة اللاجئين من أوربا إلى تركيا هي صفقة قذرة سدد الاتحاد الأوربي لقائها مبلغ 3 مليار دولار إلى الحكومة التركية. إنها انتهاك للقوانين الدولية. إن ضحايا هذا الاتفاق هم ضحاياالحرب في سوريا، وفي الواقع إنهم ضحايا سياسة الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي وتركية في سوريا. إن كرم الاتحاد الأوربي الذي أبداه أزاء تركيا لا يقتصر على دفع مبلغ 3 مليار نقد إلى الحكومة التركية من أجل استقبال اللاجئين العائدين من أوربا فحسب، بل أن الاتحاد الأوربي قدم تسهيلات في إصدار سمات الدخول للمواطنين الأتراك للسفر إلى الدول الأوربية، بمعنى الانضمام إلى اتفاقية " شنگنن" والتسريع بإجراءات انضمام تركية إلى الاتحاد الأوربي. وفي الوقت نفسه، حصلت تركيا على امتيازين من الناحية العملية يلحقا الضرر باليونان، حيث سمحت لتركيا بتوجيه سيل اللاجئين صوب اليونان مما يعمق من الأزمة التي تعصف باليونان. وقد أعلنت الحكومة اليونانية إنها دولة مضيافة، ولكن هذه الضيافة تتجاوز الطاقة الاقتصادية للبلاد، وإنها تعمق الأزمة في اليونان.
ويسعى الاتحاد الأوربي إلى إنقاذ نفسه من موجة اللاجئين والهروب من القبول بالاخفاق والفشل في سياستها تجاه سوريا وليبيا، عن طريق تجاهل كل انتهاكات حقوق الإنسان في تركيا والسعي إلى كسب رضى الحكومة التركية وتسهيل دخولها إلى الاتحاد الأوربي. إن هذا الامتياز الذي يقدمه الاتحاد الأوربي لرئيس الجمهورية التركية الذي يتعرض إلى أسوء مكانة له في المجتمع التركي، سيتؤدي إلى استغلال الرئيس التركي من هذه الامتيازات والدعاية لها كي يستمر في سياسته الاستبدادية والعنفية. فهو يسير على طريق وضع القيود على الحريات السياسية وحرية الصحافة، وشن الحرب ضد الأكراد في سوريا وتركيا.
وتستمر الحكومة التركية على اتباع هذه السياسة منذ أربع سنوات بشكل دائم، وتعمقها خطوة تلو الأخرى. فهل لا يجد الاتحادالأوربي من سياسة سوى التناغم مع مثل هذا الحليف؟ هذا الاتحاد الذي يعتبر أن القيمة العليا له هي الديمقراطية. لقد أعلنت هيئة الأمم المتحدة ووكالة إسعاف اللاجئين ومنظمات الدفاع عن حقوق الإنسان والدفاع عن المهاجرين، كما عبرت الأكثرية من مواطني الاتحاد الأوربي عن احتجاجها ضد سياسات الاتحاد الأوربي حيال اللاجئين وبأشكال مختلفة، ولكن الاتحاد الأوربي تجاهل تلك الاحتجاجات واستمر على سياسته، ومازال يقدم الامتيازات للحكومة التركية.
لقد دخلت الحرب في سوريا شهرها الخامس، ويجب على الاتحاد الأوربي أن يعترف بفشله واخفاقه والسعي إلى تطبيق الهدنة في هذا البلد، وأن يبتعد عن سياسات حكام الخليج كالعربية السعودية وقطر وعن سياسات تركية في المنطقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شهداء وجرحى إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في مخيم النصيرا


.. الشرطة الأمريكية تعتقل طلبة معتصمين في جامعة ولاية أريزونا ت




.. جيك سوليفان: هناك جهودا جديدة للمضي قدما في محادثات وقف إطلا


.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي




.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة