الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة قصيرة جدا / بائع الوهم

عماد ابو حطب

2016 / 3 / 27
الادب والفن


مرآة

منذ أن قرأت ما كتب عنه وكلما وقفت أمام المرآة أرى تماهي صورته بما ينعكس أمامي من ظلال باهتة.لكأنه يسطر حياتي دون أن يدري.
" هو الساخر الذي عاش حيوات عدة تفيض عما تتيحه سنوات عمره" أشبهه فهو" المحامي الذي لم يمتهن المحاماة إلاّ لفترة قصيرة"، وأنا الطبيب الذي لم امتهن الطب الا لفترة أقصر."وهوالصحافيّ النقابيّ الذي ما لبث أن انقلب كاتباً سياسيّا"ً وأنا الصحافي السياسي الذي ما لبث أن انقلب كاتبا للقصة القصيرة ،" وهو الشيوعيّ الذي لم يعد شيوعيّاً".وأنا الملتصق بالمقاومة الفلسطينية ومن موقع يساري ولم أعد يساريا أو ملتصقا حتى بمسامات جلدي.
"وكما حاول توريط نفسه في مشاريع تجاريّة لا صلة له بها عادت عليه بالخسارة".تورطت بمشاريع تجارية متلاحقة أوصلتني إلى تراكم هائل من الديون .
"وكما كانت الحيوات السخيّة بوعودها كانت بخيلة في تنفيذ تلك الوعود له "، تكرر الأمر معي. ففي حين" شارك هو في تأسيس «اليسار الديموقراطيّ» وعاد منه خائبا"ً، شاركت في تأسيس الإتحاد الديمقراطي الفلسطيني وعدت منه محبطا .
الفارق الأكبر أنه كتب قبل رحيله الطبيعي: «يكفي أنّني لن أرى زهر اللوز». بينما أنا أمسك بزناد أصوبه نحو صدغي ولا أعلم متى أضغط عليه.

بائع الوهم

أجلس أمام الكمبيوتر بحرص شديد.ألمع موقعي الإلكتروني.أغير فيه بعض الصور والقصص وأضع عنوانا جديدا:طريق القمة.
أرمي شباكي وانتظر كالعنكبوت.أكمن في زاوية الشاشة وأترقب.علق بخيوطي .أفرد بضاعتي سريعا:نحن نأخذ بيدك الى الطمأنينة والسعادة في الحياة. خطوة فقط وتضع قدمك في أول طريق النجاح التي ستجعل منك إنساناً يعرف كيف يستغل قدراته وإمكاناته المختبأة. خطوة وستكون أنت ذاك الشاب الأنيق الذي يرتدي بذلة ويحمل حقيبة وينطق صاعداً بخطوات واسعة كالسهم المتجه نحو الأعلى.
ابتلع الطعم.حول المبلغ المطلوب ، أراه يقفز سريعا الى الأسفل نحو الهاوية.

فرحة*

رن الهاتف .أسرع لعله يجد من يطمأنه على ابنه وحفيده المعتقلين منذ عام.كلمتان سمعهما:راجع الفرع لإستلام إبنك وحفيدك.علت الزغاريد .ركضت النسوة ونثرن الحلوى من الشبابيك.منذ الفجر تجمع الجميع استقلوا باصا صغيرا.أمام المركز الأمني تجمعوا.بخطوات واهنة تقدم.في غرفة جانبية انتظر حتى ناداه عنصر أمني.تقدم منه .جال بصره باحثآ عن ابنه وحفيده.آخر كلمات سمعها:هذه هويات أبنك وحفيدك وهي كل ما تبقى منهما.عليك تسجيل وفاتهما في مركز السجل المدني.

*تحية لروح أبن وحفيد المحامي صالح محجوب.

بصارة

ما أن أبصرتني حتى تلفتت ذات اليسار وذات اليمين.دنت من أذن أمي وهمست، ثم دست ورقة في باطن يدها.سرعان ما كرمشتها الأخيرة وخبأتها في صدرها.اختفت الورقة والجميع نسيها إلا أنا.اليوم وأنا على أبواب الستين تعثرت بورقة صفراء مخبأة في دولاب قديم كتب عليها كلمتين:منفي للأبد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع