الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التطرف الديني أسبابه وعلاجه (6)

طاهر مسلم البكاء

2016 / 4 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ونستشف ذلك واضحا ً من
.
ان الله تعالى جعل الأسلام مدينة فاضلة للمجتمع الأنساني ،للأنسان حق الموعظة والأرشاد والتبصر ولكن من لايهتدي يكون عقابه الدار الأخرة ،ولم يأمرنا ديننا ان نقتل بعضنا بقدر ما امرنا ان نوحد الكلمة ضد اعدائنا ،يقول الله تعالى :
{وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ (40) وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (41) وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ (42) وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ (43) إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (44)} [يونس ] .
والناس حسب المنظور القرآني كانوا في فطرتهم الأولى امة واحدة لا أختلاف بينهم ولكن تعقد الحياة وتوسعها أظهر تشابك الحاجات والمنافع ، وحتم ظهور الأختلاف في الصراع من اجل العيش ولكن هذا لايعني عدم امكانية اتفاقهم على مبادئ ومثل وقيم سامية تيسّر الحياة ،وتخدم المصالح المشتركة المتبادلة بين بني البشر :

{وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (19)} [يونس ] .
والأسلام لم يقل اننا يجب ان نلغي الدنيا التي نعيش فيها من تفكيرنا كي نحصل على الآخرة بل امرنا بان نتمتع بملذاتها مادمنا لانسلك طريق الحرام وان نشارك في كل ما نستطيع تقديمه من خدمة انسانية وعمارة الأرض :
{وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77)} [القصص ] .
ان المتدينين الذين ولجوا السياسة ففشلوا فيها، لاينسحب فشلهم على الدين بشئ ،بقدر ما هو مؤشر على قصر نظرهم وعدم فهمهم لشمولية الدين جميع جوانب الحياة ،ومن انه مثل وقيم تجذب الأخرين ببريقها فينخرطون لأعتناقها ولم يكن سلاسل وشباك ترمى للي اعناق الناس وقهرها بالقوة .
من يمثل الأسلام في بلاد الأسلام :
لانتناول الجوانب الفقهية ،فالكل يؤدي الفرائض بشكل مرضي لنفسه وللآخرين والحكم بعد ذلك لله فيمن يكون قد قبل عمله او رد ، ولكننا نسـتعرض اليوم البارزين او الذين برزوا على الســــــاحة سواء استمروا او الذين لم يتمكنوا من البقاء ماذا قدموا للبلاد الأسلامية ولسمعة الدين الحنيف ولدوام انتشاره في عالم اصبح اليوم قرية بفعل وسائل الأتصال المتيسرة :
- علماء الدين الذين يعملون بصمت لأعلاء كلمة الأسلام من خلال التوجه الثقافي السلمي ،وايضاح مبادئ الأسلام الحقيقية كدين سلام يصلح للحياة والبناء والتعايش كما هو للعبادة والدنيا الآخرة .
- الأحزاب الدينية والتي اقحمت مبادئ الأسلام بالحزبية وبالتالي اصبحت تنظر الى جموع المسلمين الذين لم ينتموا اليها نظرة ريبة وشك وصلت الى درجة تكفير الآخرين من دونها وهذه على طول عملها في الساحة العربية والأسلامية لم تقدم أي نفع للأسلام بقدر ما خلقت طوائف ارهابية متشددة تكفر الجميع وتلغي الآخرين ممن لم ينتموا الى احزابها ،وقد اخذت تنحى مناحي المواجهة المسلحة الداخلية ليس ضد اعداء الأسلام ولكن ضد دوله لأثبات ذاتها ،وظهر عليها آثار الدعم الخارجي الكبير من سلاح وعدة وعدد كما هو الحاصل في العراق وسوريا وليبيا ومصر ،وبالتالي يمكن وصفها بأنها اصبحت مطية اعداء الأسلام يتخذونها وسيلة للنيل منه .
- عامة جموع المسلمون التي بدأت تنظر الى الأحزاب الأسلامية نظرة ريبة وتحاول الأبتعاد عنها رغم توفر بعض المصالح النفعية لدى بعضها وخاصة تلك الأحزاب التي وصلت الى السلطة ، غير ان الملاحظ ان العامة تظهر احيانا ًوكأنها مغلوبة على امرها حيث تستغل الأحزاب عدم تنظيمها وبالتالي تظهرها وكأنها منساقة لها وواقفة خلفها وبالتالي تقع آلام اخطاء الأرهاب الحزبي والتكفير على كاهل عامة المسلمين دون ان يريدوا ذلك او يؤمنوا بتنظيراته الحزبية كما يحصل و بصورة واضحة في سوريا والعراق .
- الفئات الواعية والمثقفة من جمهور المسلمين ، وهم من يحلل وينتقد ما يحصل اليوم على الخارطة الأسلامية من رغبة في العيش المسالم في جانب، ومن هجوم ارهابي تكفيري ينذر بتدمير الأخضر واليابس في جانب آخر ، وهم قادرون على كشف الجهات المحركة والمسيّرة للأرهاب ولكن وسائلهم محدودة لاتصل الى عامة الناس بسهولة وتأثيرهم يكاد يكون محدود ،وبالتالي يفضل أغلبهم الكتابة عن الهموم الأسلامية أو الأنزواء عن الأضواء .
ان الواقع الأسلامي اليوم يمر بمخاض صعب ومؤلم لكل غيور شريف ، حيث تشوه تعاليم الأسلام السمحاء ويلصق بها نوع بغيض من الأرهاب التكفيري الممول بالدولار ،مما يظهر الدين الأسلامي وكأنه دين قتل ودماء وارهاب ، واذا كان عامة أهله يدركون ان هؤلاء القتلة بعيدون عن الأسلام الذي عاش بين ربوعه الاف المسيحيين واليهود والصابئة وغيرهم ولمئات السنين دون ان يتعرض لهم احد ،فأن الأمور قد تختلط على الأجنبي الذي ينظر الى بلاد الأسلام فيجذب انتباهه مناظر القتل وسفك الدماء .(يتبع) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأبين قتلى -وورلد سنترال كيتشن- في كاتدرائية واشنطن


.. تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!




.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي


.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي




.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال