الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ان الله ليس خبيثا

ماري مارديني

2016 / 4 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أن الله ليس خبيثا
بل الانسان هو الخبيث

الدين موجود لخدمة الانسان، و لم يوجد الانسان ليخدم الدين . ان الدين يسعى لمصلحة الانسان و لارشاده نحو الطريق السليم.
في حوار قديم عبر النت مع شخص قد بدا من خلال اسلوب صياغة عباراته و تركيبها و ما تحمله من معاني بطياتها انه متعصب و ان سبب حديثه كان الطائفية الخالصة و ليس الثقافة و لا العلم . كما بدا عليه الجهل من خلال محاولته النقاش و الجدال بأديان تختلف عن دينه و هو لا يعرف عنها شيئا بل يطرح افكار عنها ليست موجودة اصلا بها، انما آتى بها من تصوراته الخاطئة عنها..ربما سأعود اليها فيما بعد بمقال اخر.. أتركها الان لاعود لفكرة الكتابة التي ابتدأت بها في السطر الاول التي اقولها دائما و هي :

الدين موجود لخدمة الانسان، و ليس الانسان هو الموجود ليخدم الدين . اما ذلك المُحاور عبر النت فقد استغرب قولي و اراد ان يفرض رأيه بأن الانسان هو الذي يخدم الدين، و برأيه الانسان اصلا موجود ليخدم الدين و هذا هو سبب وجود الانسان! و كان سبب و هدف المحُاور هو التعصب لا غير و بإسلوبه الذي شف عن سطحية و فكر" اعجر".

لكل رأيه، و لكل قناعته، و لكل نظرته، و لا يحق لاحد ان يفرض على الاخر رأيه عندما يتم حوار بين الاشخاص ، و عندما يتم حوار بالدين بين اثنين من دينين مختلفين يجب ان يتوفر لدى الطرفين معلومات صحيحة عن الاديان لينطلقون للنقاش بها اذا كان النقاش لازم ، و ليس تهيؤات او تجنيات نابعة عن طائفية و تعصب و محاربة . كما يجب ان يكون من يتحاور بالدين على مستوى ثقافي حقيقي و موضوعي و يحترم جميع الاديان لان من يحترم جميع الاديان هو من يحترم دينه اصلا ، و اذا لم يكن يحترم دينه لا يمكنه ان يحترم غير اديان .ان الايمان حرية ، و اختيار الدين حرية و ايمان و ليس فرض و قوة ، و ليس محاولة خداع او توسل كما بدا على اسلوب محُاوري الذي لجأ الى القوة و الفرض ، و عندما لم يفلح كان يلجأ الى التوسل كالصغار المتسولين و استرقاق الشفقة بإسلوب يهين به نفسه و دينه و يشير الى سفاهة عقلية به محاولا الخداع و مبيناُ انه يثبت سطحية و هشاشة و عدم ثقافة و يريد فرض معتقداته الدينية علي !دون جدوى لانه برأيه هكذا يخدم دينه !و الغريب انه غضب و تضايق من عدم قدرته، فهو لا يناقش بالدين للثقافة انما يسعى لفرض دينه على الاخرين .

كتفكير ديني لا يستوعب مُحاوري ان الله الذي خلق الانسان فقد خلقه ليكون على مثاله و اعطاه عقل و حرية و اكرمه، لكن عندما بدأ الانسان يحيد عن الطريق الانساني و يتجه نحو الظلم و الخطأ ..بعث الله برسالة هي الدين ليكون الدين هو صوت الضمير الذي يحيا في نفوس او " قلوب " الناس ليبقى ضميرا حيا يتوائم مع عقل الانسان ليكون سلوكه صحيحا و اهدافه و اساليبه و نواياه سليمة و ايجابية . فالدين وجد لمصلحة الانسان و لتوجيه سلوكه وجهة صحيحة يتبع فيها الانسان اسلوبا صحيحا ليسلك طريقا قويما لا سوء فيه و لا ظلم و لا بشاعة لا نحو النفس و لا نحو الاخر . فالدين انبعث لمساعدة الانسان في الحياة . و كتفكير لا ديني هناك من يقول ان الانسان هو من خلق الله ليكون متنفسا له و املا بوجود من يحقق له العدالة عندما كثر الظلم على الارض و غابت العدالة و ضعفت الانسانية...

عجبت من مُحاوري عبر النت الذي غضب و اراد فرض رأيه بأن الانسان وجد لخدمة الدين! سألت ذلك المُحاور لماذا سيخدم الانسان الدين !؟ هل يريد الله ان يجعل الانسان خادما! ألم يخلق الله الانسان ! فهل يريد منه ان يكون خادما للدين لذلك ارسل الدين فهل هدفه من ذلك ان يصبح الانسان خادم فحسب ،أهذا هدف الله من الدين ! ألا يجب ان يكون هناك هدف ايجابي من الدين يريده الله بدل من ذلك التفسير الذي يُظهر الله بأنه مستبد و مستعبد للانسان و مُغيب لعقله.
لم يهمني مجادلة المُحاور الذي فتح موضوع الدين و يريد ان يجادل به لانه يفعل ذلك برأيه خدمة للدين ! و خدمة للدين كان مُحاوري يريد ان يجرح غير اديان! و يريد ان يُحارب غير اديان ! و طالما مُحاوري يحاورني خدمة لدينه فإعتذرت عن الحوار بالدين لانه لا يقوم على منطق الحوار و العقل اولا ، ثم لا يملك مُحاوري مستوى ثقافي او علمي او انساني ا و مستوى موضوعي متجرد عن الذات و لا يعتمد على احترام وجهات النظر و لا فكر حضاري لديه انما كان مُحاوري يرى ان رأيه هو الصح و برأيه يجب ان اقول انه صح، فإعتذرت عن الحوار بعد ان اكتشفت تعصب ذلك المحاور و ضيق افقه و سطحية تفكيره ، حيث ان حواره قائم على التعصب و معاداة الاخر و محاولة فرض الايمان بدينه.

ارى انه من خلال الفرق بين مضمون او روح عبارتين هما " الدين لخدمة الانسان" و " الانسان لخدمة الدين" هناك مسافات و اختلافات فكرية و ثقافية و روحية تمثل كامل العمق و السمو الروحي بالعبارة الاولى ، و تمثل كامل السطحية و التبعية بالعبارة الثانية. ان الفرق بحد ذاته يشكل نمطين مختلفين في الفكر و التربية و المجتمع من حيث المبدأ و الاسلوب و الغاية و الفهم للدين و رسالتهمما مما له الدور بالتأثير على سلوك الافراد حيث كلا العبارتين متناقضتين.

عندما يتم زرع فكرة ان الانسان موجود لخدمة الدين في احد ما يعني انه تم تغييب عقله و قراراه و خياره و انه هناك شيء اقوى منه يوجه سلوكه و عليه ان ينفذ و يخدم الدين بأي ثمن ، لان النظرة و الفكرة المسيطرة عليه تكون ان الدين هو الهدف، و بأي وسيلة و على حساب كل شيء و اي احد يجب خدمة الدين لانه دين ، و قد خلق الله الانسان ليخدم ذلك الدين و يكون عبدا مطيعا لله ولا هدف اخر. اما عندما يتم زرع فكرة ان الدين موجود لخدمة الانسان يعني ان الانسان حر و مفكر و مقرر ، و يعني ان الله يحب الانسان و يخاف عليه و لا يريده ان يسلك سلوكا يؤذي به نفسه او احد ، و انه ارسل له دين ليكون له عونا في حياته ليعيش حياة افضل، و يسلك سلوكا افضل ، و انفع له و لغيره .

فمن خلال الفرق بين العبارتين "الدين يخدم الانسان " او" الانسان يخدم الدين" تحدث الفروق بسلوك الناس و اساليب التربية الدينية و اهدافها و نتائجها . و خلال النظر بالحروب التي حدثت عبر التاريخ غالبا كان الدين وراء بعضها، او هدف بعضها الاخر ، او وسيلة بعضها لكسب اعدادا من الناس الذين يتبعون فكرة ان الانسان خُلق لخدمة الدين و استخدامهم بإسم الدين لاهداف ضد الانسان و ضد سماحة الله.
ان من يؤمن بالله لا بد انه يؤمن ان الله لا يريد استعباد الناس و تسخيرهم لخدمة الدين لانه هو الذي ارسل الدين بعد خلق الانسان. ان من يؤمن بالله يؤمن ان الله يريد خير الناس ، كل الناس، و لا يفرق بين الناس و لا بين الاديان التي ارسلها لخدمة الناس عبر رسل عدة . و من يؤمن بالله يؤمن بأن الله الذي ارسل عدة اديان لا يمكن ان تكون غايات تلك الاديان متناقضة لانها صادرة عن الله، و الله لا يريد تشتيت الناس، و لا يريد اهداف متناقضة، و لا يريد ان يتحارب الناس مع بعض بسبب الدين لان الله و بكل بساطة ليس خبيثا و لا يسعى لاثارة المشاكل و الحروب بين الناس.
فالله ليس خبيثا انما الانسان هو الخبيث. الانسان خبيث عندما يستغل الدين و الطائفية ، و عندما يستغل جهل غيره من الناس البسطاء و الضعاف للتأثير عليهم من خلال الدين و توجيههم نحو الشر بإسم الدين . فالدين هدفه الناس و خدمتهم ليحيوا بشكل افضل من خلاله، لا ان تحدث مشاكل بسببه .
و الدين اولا و اخرا معاملة و الانسان بمعاملته . و الدين خيار ناتج عن حرية و قرار شخصي و ليس اجبار او مفردات مكررة دون روح او عمل صالح او قدوة حسنة و قلوب نظيفة و نفوس سامية .
و لمحاوري رأيه، و لي رأيي، و لكل رأيه حول لماذا توجد الاديان.
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

الحالة صنفتها في مجموعة مقالات شملت مواضيع مختلفة جمعتها خلال متابعتي بحث في الفساد و القيم و التحرر و الثقافة و الاسماء المستعارة . مجموعة المقالات تلك سميتها "حوارات انترنتية" اختبرت بها مجموعة من الحالات في الانترنت من خلال الكلام مع تلك الحالات لاختبار طريقة تفكيرهم و مستوى تفكيرهم ، و اهتماماتهم و ثقافاتهم، و الحالات تلك تمثل نفسها، و لا اعمم من خلالها، و هي حالات حاورتها اثناء قيامي بالبحث . فكل مجتمع فيه الجيد و فيه السيء، و فيه الصالح و فيه الطالح.
فأثناء قيامي ببحث عبر النت تابعت به بحثاُ كنت قد قمت به عبر الواقع على حالات مختلفة من الافراد، حيث بدأ بحثي في الفساد الجامعي من قبل بعض الحالات الجامعية من الاساتذة الفاسدين الذين لا يمثلون جامعة و لا كلية انما يمثلون انفسهم شخصيا بتصرفاتهم الفاسدة ، فدرست فسادهم بتجربة عملية قمت بها بسبب استمرار فسادهم و بشاعته.. و كان يتهيأ لهم انهم غير مكشوفين خاصة و انهم كانو يستعملون اسماء مستعارة من دين غير دينهم ليتهربون من المواجهة اولا، و ثم لفهمهم الخاطئ لغير اديان و ثالثا لعكس تخلفهم و تسيبهم .. و كانوا يستعملوا اشخاص بحجج و اساليب هشة تكشف من خلفهم و يرسلهم ، و كنت قد اثبت عليهم فسادا اداريا، و مهنيا ، و سلوكيا، لست بصدد الكتابة عن فساداتهم هنا ، لكن درست فسادهم ، و اثبت ايضاً ان كلا المتخلف او المتسيب يسيء فهم التحرر و المتحررين، و يسيء خاصة فهم المرأة المتحررة فكريا و ثقافيا،و عندما يكون تحررها مصحوبا بوعي و مسؤولية و قيم و عقل و بشكل خاص عندما تكون المرأة طالبة قد كشفت بوعي و مسؤولية فساد اساتذة بكلية درست بها ست سنوات، لاحظت فساد مجموعة من الاساتذة و الموظفين و طائفيتهم و محاولتهم تكرار الفساد ذاته بعد عدة سنوات، فأثبت بالبحث و التجربة اولا ان المرأة ذات القيم فإنها تكشف فساد اي فاسد و هي محافظة على قيمها لانها تستعمل عقلها و هكذا اثبت بعقلي و قيمي فساد الاساتذة و غيرهم من الفاسدين المتعاونين معهم ،و اثبت فسادهم جميعاً من خلال الربط بين تصرفاتهم ، و التقاطع بين تكرارها و اوقات تكرارها، و اساليبها عبر فترات مختلفة و بأحداث مختلفة ،و الفاسدين ربط بينهم الطائفية . وقمت بإثبات ان كلا المتخلف و المتسيب يرى ان التحرر هو تسيب مما عبر عن جهل و بعد عن الثقافة بهم و ببيئتهم ، و مما عبر عن عدم علاقة الشهادة العلمية بالثقافة ، فالثقافة تختلف عن الشهادة و ليس كل متعلم مثقف و ليس من الشرط ان يكون كل مثقف متعلم ..و ان هناك من يستغل وظيفته الادارية للفساد و للتغطية على فساد افراد من طائفته و هذا ما اثبته على عينة الفاسدين من الاداريين الاساتذة بالكلية التي درست بها ست سنوات ، و هناك من يستغل المحاضرات ليعكس تسيبه او تخلفه بالتعامل مع الطالبات، و هناك من يتظاهر بالثقافة الممزقة التي تظهر انها قناع تحته يقبع عقد نفسية و تربوية ببعض الاساتذة الجامعيين تعكس بيئتهم المغلقة المكبوتة و بعدهم عن التجرد ، و هناك من يستعمل الانترنت بأسماء مستعارة لاهداف فاسدة تعبر عن فساده و تكشفه، و تعبر عن سلبياته تماما كمن كان يستعمل الهاتف بأسماء مستعارة ليعكس فساده و فساد بيئته و تخلف مستوى تفكيره ، او كمن كان يعكس تسيب اخلاقه عبر ذلك، و كمن لا يرى بالمرأة عقلها انما يرى فقط شكلها، فيتفاجئ انها بعقلها استطاعت كشفت فساد مجموعة اساتذة و اعلاميين و مدعين ثقافة و يسعى لمضايقتها اكثر، او لشراء سكوتها ، مما يثبت عليه فساده اكثر و يُظهر انواع فساد جديدة به و ببيئته .. المهم تابعت عبر الانترنت بحثي على حالات من الانترنت لأبحث و اقارن ...و لان لي تفكير ايجابي، و اسلوب خاص بالتفكير الايجابي ، و طولة بال دون ان اتدخل بما الاحظه شأن اي باحث بالملاحظة ،كنت الاحظ تفكير الناس و كيفية تفكيرهم و مستواه ، و اساليبهم في السلوك عبر الواقع و عبر النت ،و اسباب سلوكهم ، و كنت اعكس حالات من الواقع على الانترنت ، و حالات من الانترنت على الواقع لدراسة اشياء اخرى و انواع تفكير اخرى ومستوياتها، فكانت مجموعة من الحالات التي حاورتها و لاحظتها في الواقع او الانترنت جزء من بحثي .. فالحالات الانترنتية مثال عن الحالات الواقعية التي بحثت بسلوكهم و بيئتهم في الفساد الجامعي و الاعلامي ....و الانترنتي، و بعض الحالات متكررة، و بعضها كانت تسعى لسرقة و تخريب بعض افكار بحثي من فئة الفاسدين الذين كشفت فسادهم و طائفيتهم ، و بعضها كان يعكس فساده معتقدا ان اسمه المستعار يغطي عليه، ناسيا ان نوعية عباراته و تركيبها و تسلسلها و افكاره و تخلفه و تسيبه و اختبائه خلف الانترنت او الاخرين الفاسدين مثله تكشفه و تكشف فسادهم المشترك ، و تكشف الازدواجية بل التعددية به و بهم و تناقضاتهم بين الواقع و الانترنت خاصة و انه قال انه عبر الاسم المستعار يستطيع ان يعبر عن نفسه اكثر ! و يقول ما لايمكنه قوله بالواقع ....و ظهر انه لا يسعى الا الى الفساد و التسيب بتخلفه و تخلف تربيته لانه انكشف هو و باقي الفاسدين !! و بعض الحالات كنت احاول ان اوجه تفكيرهم نحو الايجابي من الفكر، و العالي المستوى، لكن لانهم لديهم كثير من التخلف و التعصب و التسيب لم يمكنهم الا ان يكونوا كما هم، دون فكر، و دون محاولة تفكير ، و دون سمو روح لانهم كانوا يعبرون عن كبتهم الناتج عن تربيتهم القمعية و مجتمعهم المغلق خلف شاشات النت، و لا يفكرون الا بالحس و الجسد ، لا يستوعبون ان الانسان عقل و روح و دون ذلك فهو حيوان بحت ، و ان الروح توازن بين جسده و عقله .و بعضهم كان يسعى لنعرات سياسية او طائفية ، و بعضهم كان يسعى لعكس تعصبه الديني و مهاجمته لغير اديان عبر اسماء مستعارة عبر الانترنت و منهم تلك الحالة السابقة في المقال .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في العراق تؤكد أن الرعب آتٍ إ


.. ناشط أميركي يهودي يعلن إسلامه خلال مظاهرة داعمة لـ فلسطين في




.. 91-Al-baqarah


.. آلاف اليهود يؤدون صلوات تلمودية عند حائط البراق في عيد الفصح




.. الطفلة المعجزة -صابرين الروح- تلتحق بعائلتها التي قتلها القص