الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الايمان سلاح ذو حدين

علي الشمري

2016 / 4 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


((الايمان سلاح ذوحدين))
عندما قال المفكر التنويري علي شريعتي أن سلاح الايمان غير قابل للهزيمه لم يكن يقصد به الايمان الشكلي (الظاهري)المزيف,,ولا الايمان المطلق الناتج عن الخوف والذي يجعل الناس أكثر حذرا وأكثر طاعة وأكثر عبودية كما عبر عنه سقراط,,,, انما أيمان العقل الانساني الخلاق بكل مسمياته ومفرداته المتمثلة بالتسامي فوق كل الصغائر مثل العرقية والقومية والدينية والطائفية والمذهبيه ,انه أيمان الحب والتسامح والالفة والتعايش وأحترام خصوصيات الاخرين ومعتقداتهم وان أختلفت مع ما تؤمن به,وأن هذا الايمان يتولد من الوعي ,وكما قال عبد الكريم أكبار ( أن عمل العقل يتم في سياق أقرب الى الثبات والاستمرار,أنه نوع من الاستشراق الدائم وأن المحافظة على توتره وتيقظه يحتاج الى رعاية دائمة,والا فما أسهل تزييفه أو تغييبه.وأن من يعتمد مفاهيم نسخت منذ قرون بسبب ان الصور الدينية لديه مستمدة من قراءات ومقالات متوارثة تجاوزتها الخبرة البشريه يبقى عقله مغيبا ).
أن الوعي المجتمعي الذي يولد الايمان والذي هو حصيلة وعي الافراد والمؤسسات الاجتماعية المختلفة وفي ظل كثافة المنتجات الثقافية وسرعة المتغييرات الاجتماعية قد جعلت الوعي قاصرا عن ملاحقتها واستيعابها وبالتالي ترميزها وارسال الاشارات الملائمة للتعامل معها.
هناك تشابه كبير بين الدين والعلم وأن كليهما يحاول أن يفسر الاحداث وأن يحدد الاسباب ,وأن الدين بديل خيالي عن العلم ولكن تنشأ المشكلة بينهما عندما يدعي الدين لنفسه ومعتقداته نوع من الصدق والوصايا على عقول الاخرين لايمكن لاي بديل خيالي ان يتصف به.
أن أفضل حالة من الايمان بالاديان ,تلك المفردات من المعتقدات والممارسات التي تجعلك أكثر طيبة ورحمه./الدالاي لاما.
أذا كان الله قد علم قبل خلقي أي شئ سيصدر عني ويحصل مني فلماذا خلقني وما الحكمة من ذلك/الملل والنحل الشهرستاني.
.نستدل من هاتين المقطعين بان العقل هو بوصلة الانسان التي توصله الى شواطئ الايمان عندما يحسن أستخدامه ويجرء على تجريبه ,
لا يوجد في الكون شئ أسمه مطلق فالكل نسبي وبدرجات متفاوته يتحكم فيها العقل ,وأن الايمان عندما يكون مطلقا( روحيا تضفي عليه القداسة) يكون مدمرلطاقات الشعوب وثرواتها ويستغل في القتل والتكفير والاعتداء على أمن وسلامة وأـستقرار الشعوب الاخرى ,وعندما يكون الايمان عقليا يستغل في تنمية المواهب والطاقات وتطوير العلوم والتكنلوجيا خدمة للانسانية جمعاء.
وهناك أنواع من الايمان منها:
1_ السلطوي وغالبا ما يغلف برداء ديني من أجل استغلال وأستدرار عواطف الاغلبية من القطيع والذي يتحول بتقادم السنين الى استبداد وأستعباد وهذا هو أخطر أنواع الاستبداد ,حيث يقاد الاتباع الى مصيرهم المحتوم دون معرفتهم الاسباب والمسببات لذلك , ويعيشون حياتهم في حالة من البؤس والحرمان موعودين من سيدهم بجنة الاخرة ونعيمها والتي هو يعيشها في دنياهم ومن كدهم وعرقهم .
2_ الايمان الظاهري (السطحي) وهذا كثيرا ما يستخدمه الانتهازيين والمتملقين ممن يرومون الوصول الى قمة الهرم أو قضاء مصالح شخصية مع الاخرين لاستغلالهم.حيث يتظاهرون بالزهد والتقوى وحياتهم الخاصه مليئة بالموبقات والرذائل .
أن الايمان العقلي الصادق مثل الحب مسألة شخصية وتبادل مشاعر وأحاسيس مخلصة بين الطرفين,ولكن حوله دعاة الدين الى سلطة دنيوية حاكمة وغانمة عندما نصبوا أنفسهم وكلاء للسماء في الارض وأعطوا لانفسهم حق الوصايا على الاخرين والتحكم برقابهم ودمائهم واعراضهم وممتلكاتهم,وقد حصنوا أنفسهم ضد من يتقاطع معهم فكريا بالتكفير والزندقة وفتاوي الالحاد والرجم وغيرها الكثير .لذلك تغلغلت في عقول المغفلين على أنهم القريبين من السماء وابوابه المفتوحة لهم حصرا ,وان التمسك بهم يوصل الاتباع الى جنة النعيم الابدي ,ويتوجب على الجميع عدم التفكير في ان يحاسبهم على أفعالهم أو ينتقد موروثهم من القصص الخرافية والخزعبلات ,أو حتى مسألتهم و مناقشتهم عن التضخم في معيشتهم وترفهم وهم يعيشون في النعيم بكل صوره و المستلب من شقاء أتباعم وجهدهم وعرقهم .كونهم لهم القدره على تحريك اللاوعي الجمعي للقطيع من أتباعهم لمهاجمة من يحاول أن يقطع رزقهم.......
وهم على أهبة الاستعداد للتظاهر بقيادة الاصلاح والتغيير عندما تصل الجماهير الى حالة اليأس والاحباط أو عندما تستشعر بخطر تجمعات أصحاب الايمان الفكري ومحاولتهم توعية الجماهير ,وذلك لابقاء الحال على ما هوعليه وسحب البساط من تحت أقدام دعاة الانسانية والتحرر ,كونهم لا يستطيعون العيش من دون مستنقع الجهل والتخلف والانحاط.....

الاهداء.الى من كان بالامس القريب مصدر ألهامي واليوم عدوي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حقول الغام
صلاح البغدادي ( 2016 / 4 / 6 - 13:10 )
الاستاذ علي
مقالكم مليء بالالغام
لكنها الغام للنور والمحبة...فلتنفجر علينا
من الدالاي لاماي الى الشهرستاني في ملله ونحله
الايمان المطلق...كفر مطلق
رائع
واخيرا اقول للمتظاهرين ضد الفساد وهم اس الفساد
اقول لهم ماقال نجيب سرور
(كل العقائد ..قامت تندد باللصوص
ثم انتهت عجبي الى ايد اللصوص)
شكرا

اخر الافلام

.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي


.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال




.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر


.. تعليق ساخر من باسم يوسف على تظاهرات الطلاب الغاضبة في الولاي




.. إسرائيل تقرر إدخال 70 ألف عامل فلسطيني عبر مرحلتين بعد عيد ا