الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الزوج ام النقال

احمد عبدول

2016 / 4 / 8
الادب والفن


الى وقت قريب جدا ، كنت لا اصدق ما ينتهي الى سمعي من اخبار تتحدث عن طلاق زوجين في مقتبل حياتهما الزوجية ، ليس بسبب الظروف المادية ، او غلاء الاسعار وصعوبة الحصول على فرصة عمل ،لكن الطلاق هذه المرة جاء على خلفية اسباب لا تخطر على ذي عقل فالطلاق وقع بسبب جهاز الموبايل (النقال ) .
يؤكد لي احد الاصدقاء ، وهو استاذ جامعي يمارس مهنة المحاماة منذ عقدين من الزمن ، ان المحاكم العراقية تشهد هذه الايام الكثير من حالات الافتراق بين الازواج بسبب جهاز الموبايل ،الذي صمم لخدمة بني الانسان ، الا ان المشكلة تكمن في استخدامه ، فهو يهيء لنا خدمة الاتصال والتواصل (صوت وصورة ) فضلا عما يقدمه لنا من مواد للتسلية والترفيه .
استخدام النقال بشكل يتنافى مع الكثير من القيم الاجتماعية ، التي ترتكز عليها تنشئتنا الاسرية ، هو السبب الرئيس في خراب بعض البيوت وتهديد بعضها الاخر .
يروي لي صاحبي رجل القانون ، ان احدى المحاكم في بغداد شهدت مؤخرا طلاقا بين زوجين ، لم يمض على زواجهما عامين بسبب اصرار الزوجة على الاحتفاظ بجهازها ، الذي اشترط الزوج ان تمتنع عن استخدامه او تستبدله بأخر ، يؤمن لها الاتصال باهلها واقاربها ، الزوجة من جانبها تتحجج بانها اذا رضخت لمطالب زوجها ، فهذا يعني انه لا يثق بها ، وانها بذلك سوف تعمق المشكلة ، وبالتالي فهي غير مستعدة للتفريط بالنقال ، حتى لو كلفها الامر ان تفرط بزوجها وصغيرها معا .
لا شك ان موقف الزوج لم يأت من فراغ ، فتلك الاجهزة تمتاز بقابلية الاختراق من قبل ضعفاء النفوس ، ممن يمتهن عملية النفاذ الى محتويات تلك الاجهزة ، لغرض التهديد او التشهير او الانتقام والاساءة .
مرة اخرى العيب ليس في جهاز الموبايل ، بل هو فينا ، نحن الذين نمتلك قابلية كبرى ، لاستخدام كل ما هو جديد ومفيد استخداما معكوسا ، حتى اذا ما جاءت النتائج على غير ما نهوى اتهمنا كل ما هو جديد ونافع بالقصور والتراجع ولربما التآمر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سكرين شوت | نزاع الأغاني التراثية والـAI.. من المصنفات الفني


.. تعمير - هل يمكن تحويل المنزل العادي إلى منزل ذكي؟ .. المعمار




.. تعمير - المعماري محمد كامل: يجب انتشار ثقافة البيوت المستدام


.. الجنازات في بيرو كأنها عرس... رقص وموسيقى وأجواء مليئة بالفر




.. إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا