الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إما مشروع الشيوعيين وإما النكبة!

عصام مخول

2016 / 4 / 9
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


الخيارات التي انتصبت أمام الشعب الفلسطيني عام 1948:

*في ذكرى القائد الشيوعي عبد العزيز العُطِّي في عمان*


جئنا الى عمان لنلامس ذكراك الطيبة رفيقنا عبد العزيز العطِّي أبو الوليد، في حضرة حزبك الشيوعي الاردني العريق والشقيق.
جئنا لنقف في رهبة غيابك اليوم، عزاء واعتزازا، وامتدادا.. والتزاما وفخرا بطريقك الثوري المشرّف.. قامة وطنية شيوعية شامخة.. ألقت بظلالها على ساحات الكفاح على امتداد فلسطين والاردن، من "شاطئ غزة وحتى صحراء الجفر"، قائدا ورائدا في عمق الحركة الشيوعية والوطنية، فلسطينيا وأردنيا وعربياً عبر ما يقارب سبعة عقود.
نحن الباقين في وطننا، أسقطنا وهزمنا محاولات المؤسسة الاسرائيلية أن تجعل منا "عرب إسرائيل"، وتبرّمنا أيضاً عندما وصفونا بأننا "عرب ال-48"، لأننا رفضنا أن نحمل وزر النكبة دون غيرنا، وأصرينا على أن نكون نقيضها، وأن يكون بقاؤنا مقاومة لمنطقها وشوكة في عيون صانعيها..
وآثرنا أن يطلق علينا: "عرب 30 آذار 1976 – عرب يوم الارض الخالد" الذي اجترحنا معجزته قبل أربعين عاما في الجليل والمثلث والنقب. وانتزعنا فيه كرامتنا وأرضنا وقامتنا الوطنية الشامخة، من أنياب مؤسسة الاضطهاد القومي والقهر العنصري في اسرائيل. وردّدنا صداه في وثيقة السادس من حزيران 1980 فحددنا مقولتنا: "نحن أهل هذا الوطن ولا وطن لنا غير هذا الوطن.. حتى لو جوبهنا بالموت نفسه فلن ننسى أصلنا العريق.. إننا جزء حي وفاعل ونشيط من شعبنا العربي الفلسطيني "..
هذه هي هويتنا، هذه هي استراتيجية حزبنا الشيوعي الأممي، اليهودي العربي، وجبهتنا الديمقراطية للسلام والمساواة..
عبد العزيز العُطِّي، إسم من أسماء فلسطين الحسنى... وقائد مؤسس في عصبة التحرر الوطني الفلسطيني.. وليس هناك أسمى من منصتك هذه أبو الوليد، لنعلن منها أن معهد إميل توما للدراسات الفلسطينية والاسرائيلية في حيفا، قد أطلق مؤخرا مشروعه لتأسيس أرشيف عصبة التحرر الوطني..وشرف لنا ان يكون لك موقع هام فيه الى جانب القادة المؤسسين من إميل توما الى توفيق طوبي، ومن فؤاد نصار إلى إميل حبيبي .
ومن حقك وحق رفاق دربك علينا، أن نسجل أمام التاريخ، أن الفرصة الوحيدة، التي كانت حاضرة لانقاذ الشعب الفلسطيني من نكبته المبيَّتة عام 1948، تمثلت في المشروع السياسي التحرري، الديمقراطي، الذي طرحته عصبة التحرر الوطني وطرحه الحزب الشيوعي الفلسطيني.
وأن الخيارات الحقيقية التي وقفت أمام الشعب الفلسطيني عام 1948، كانت إما النكبة.. وإما مشروع الشيوعيين، وفي صلبه طرد الاستعمار البريطاني واحتلاله البغيض، وقيام دولة ديمقراطية واحدة في فلسطين، لجميع سكانها وفق عصبة التحرر الوطني، او دولة واحدة ثنائية القومية وفق الحزب الشيوعي الفلسطيني، فنجح الاستعمار وأعوانه من الرجعية اليهودية والرجعية العربية في اغتيال المشروع الوطني الديمقراطي التحرري، واختطافه ووأده في كلتا الحالتين مخلفا النكبة.
وسيسجل التاريخ أن عصبة التحرر الوطني فقط، ودون غيرها من القوى، كانت قادرة بعد النكبة أيضا، ومن قلب الجرح النازف والدم ما زال ساخنا، في ايلول 1948، أن تطرح أمام الجماهيرالشعبية الفلسطينية، المتعطشة الى خيط من أفق، وبصيص من أمل، وثيقة تتضمن مشروعا كفاحيا موجِّهاً، شجاعاً، ومسؤولاً صاغه توفيق طوبي في حيفا، حدد الاهداف الاستراتيجية الملحة، ووضع برنامج عمل نضالي، في صلبه البقاء في الوطن، والنضال على طريق التحرر والاستقلال، ومقاومة المشاريع الاستعمارية وعملائها العرب واليهود، وقال محذراً:
"ان إنشاء الدولة العربية في فلسطين هو التعبير الوحيد عن حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني... إن الطريق لانقاذ المجتمع الفلسطيني مما يتهدده من فناء وانقراض هو في قيام دولة مستقلة، ديمقراطية، يحكمها الشعب نفسه لصالح جماهيره الكادحة، ولا يحكمها حفنة من الرجعيين الخونة الذين يبيعون شعبهم كل يوم في سوق المساومات الاستعمارية.. تلك هي الطريق للقضاء على خطط الاستعمار، ليس في فلسطين فحسب بل في جميع انحاء الشرق العربي ايضا.. ".
وكانت المحاولة الاولى لاقامة الدولة العربية المستقلة في قطاع غزة، قبل ان يجهضها دخول الجيش المصري، وكان عبد العزيز العطي مع فؤاد نصار هناك..




*النكبة هي مشروع امبريالي تاريخي متواصل لا يمكن مواجهته إلا بمشروع تاريخي كفاحي مقاوم وبديل*


إن الظروف التي تمر بها المنطقة العربية اليوم، في ظل تمادي ثلاثي الامبريالية والصهيونية والأنظمة الرجعية في المنطقة، التي أخذت تتوهم أن الساعة مواتية لشطب القضية الفلسطينية من جدول الاعمال، وتعليق الحقوق القومية للشعب الفلسطيني نهائيا، وفي طليعتها حقه في تقرير المصير، تثبت أن النكبة ليست حدثا في التاريخ الفلسطيني.. النكبة هي مشروع امبريالي تاريخي متواصل منذ 68 عاما، لا يمكن مواجهته إلا بمشروع تاريخي كفاحي مقاوم وبديل.
إن ضلوع هذه التحالفات في حملة الارهاب المعولم لتفكيك سوريا وتدمير اليمن، بعد تفكيك العراق وليبيا والسودان. تكشف عن عمق الدمار الذي تحمله مشاريع الهيمنة الامريكية في المنطقة اليوم أيضا، واستراتيجيات الفوضى الخلاقة، والشرق الاوسط الكبير، التي دفعت بها وروجت لها.
ويجب ان يكون واضحا في هذا السياق : إننا نختلف عن النظام في سوريا، ونختلف معه، ولكننا لا نختلف بتاتا على ضرورة أن تنجح الدولة السورية وجيشها وحلفاؤها، في سحق المؤامرة الارهابية المعولمة عليها، وفي هزم مشروع تفكيك سوريا وتفتيت شعبها.
إن التحالف العدواني السافر بين الحكم العنصري الرجعي المتطرف في إسرائيل، والحكم الرجعي العدواني الوهابي في السعودية، وتورط هذا التحالف في مشروع الارهاب والهيمنة الامبريالية في المنطقة، وفي اعتماد ودعم أشرس المنظمات الارهابية، وأكثرها دموية وتخلفا، يشكل تحديا خطيرا لشعوب المنطقة، وحضيضا يدنس المنطقة العربية من جديد..
وهو يحمل في ثناياه، تجهيز اسرائيل، لشن حرب عدوانية جديدة على لبنان وعلى المقاومة اللبنانية، باعتبار أنها تشكل التحدي الاستراتيجي الاساسي أمام الغطرسة الاسرائيلية في المرحلة الحالية، وتبحث الحكومة الفاشية في اسرائيل عن تبرير لهذه الحرب، وشريك عربي فيها، معتمدة على القرارات المشبوهة لمجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية، بشأن المقاومة اللبنانية. إن الهدف من وراء الاعداد لهذه الحرب، هو خلط الاوراق في لبنان وفي سوريا ومنع استقرارها والحيلولة دون نشوء وتطور أية فرصة لحل سياسي.
ونحن على ثقة أن النضال الثوري، والاعتماد على ثقل الشعوب واستنهاض طاقاتها، وتحرير إراداتها، وبناء تحالفاتها وآليات وحدتها الكفاحية هو الكفيل بتغيير الموازين المختلة، وهو الكفيل بتحقيق نصر الشعوب على أعدائها..
وإننا اعتمادا على مدرستكم الثورية أبو الوليد، واعتمادا على الارث الكفاحي الوطني والشيوعي الذي تركته أنت ورفاق دربك لنا. واعتمادا على تفاؤلكم الثوري في أصعب الظروف، سنكون قادرين أكثر.. لأن القادة الأفذاذ وإن غابوا.. فإنهم لا يموتون.. وإن رحلوا فإن الطريق الثوري باقٍ.. ما بقي السائرون عليه..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليس معاداة للسامية أن نحاسبك على أفعالك.. السيناتور الأميركي


.. أون سيت - تغطية خاصة لمهرجان أسوان الدولي في دورته الثامنة |




.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غ


.. تعمير - مع رانيا الشامي | الجمعة 26 إبريل 2024 | الحلقة الكا




.. ما المطلوب لانتزاع قانون أسرة ديموقراطي في المغرب؟