الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأمم المتحدة

عبد الفتاح المطلبي

2016 / 4 / 16
السياسة والعلاقات الدولية


الأمم المتحدة
عبد الفتاح المطلبي
إن أسلوب الغزو والغنيمة الذي درج عليه النظام العالمي القديم حتى الحرب العالمية الثانية التي قسم فيها العالم المنتصر الغنائم واستولى عليها وراح كل منتصرٍ يفعل ما يشاء بغنائمه ، وعندما ألحت الحاجة على الأقوياء في أن ينظموا الأمر لكي لا يُفضي إلى صدامٍ بينهم وهم يدركون تماما ماذا يعني ذلك ابتدعوا نظام عصبة الأمم الذي تطور بعد ذلك إلى هيئة الأمم لتكون هذه المنظمة صمام أمانٍ يعمل باتجاه واحد لصالح الأمم القوية فقط وهي جميعا تنتهج نهجا براكماتياً يوغل أحيانا بنفعيته إلى حدود تبني المبدأ الميكافيلي في تحقيق المنافع ( الغاية تبرر الوسيلة) مهما كانت هذه الوسيلة فالمهم الوصول إلى المنفعة وتحت هذه النظرة مُنح حق الفيتو لهذه الأمم القوية ، هنا يمكن أن ندرج افتراضين أولهما أن الأقوياء يتوافقون على منافعهم ويصادرون بل ويستعمرون ويقتلون الأمم الضعيفة دون وازعٍ من عدالةٍ أو أخلاق كما يحصل الآن حيث تحتل أمريكا والإتحاد الأوروبي الشريك كل الدول التي هيمنت عليها بالحرب والقوة الغاشمة بعد اصطناع أسباب ذلك الإحتلال من قبيل صناعة حكومات عميلة أو أشخاص دكتاتوريين سينقلبون عليهم فيما بعد مثل حالة العراق . أما الإحتمال الثاني وهو ضعيف جدا بوجود أحد الأقوياء في مجلس الأمن موازنا بين براكماتيته ومثله العليا وأخلاقياته والتي نجد بعض ذلك في سلوك روسيا بوتين ولو أن ما تفعله الآن روسيا يصب في مصلحتها إذ أن سلاح الإرهاب الذي أطلقته أمريكا والإتحاد الأوروبي بات مهددا فعليا للأمن الروسي بوجود متطرفين على حدودها وفي الشيشان و كازخستان وأوكرانيا، ما أريد قوله في النتيجة أن نظام الأمم المتحدة وجد لتنظيم منافع الدول الكبرى في الدول الضعيفة ومساعدتها في تشريع القوانين التي تبيح للقوي ابتلاع الضعيف واحتلاله بذرائع شتى تحت غطاءٍ من الشرعية الدولية المزعومة التي توفرها منظمة الأمم ، لهذا نقول أن نظام الأمم المتحدة نظام فاشل لا تتوفر فيه معايير العدالة بل هو نظامٌ مكرسٌ لشيوع ظلم القوي وها نحن نرى ما يحصل :
67 عاماً من الإحتلال الصهيوني لفلسطين تحت أنظار هذه المنظمة البائسة
13 عاما من القتل والفوضى واستنزاف الموارد والهيمنة التامة من قبل أمريكا على العراق وحكومته وبرعاية الأمم المتحدة .
استجلاب وصناعة داعش إلى العراق وسوريا وقبلها القاعدة ولم يعد خفيا أن أمريكا هي التي صنعت القاعدة وداعش وهما فصيلان مخابراتيان ومشروعان صهيو أمريكيان بشهادة الأمريكان أنفسهم وآلاف الوثائق التي تسربت إلى العالم حتى بات لاحاجة لأدراجها ضمن مقال لشيوعها وكونها صارت من البديهات
لم تجد أمريكا وإسرائيل أكثر غباءً من الشعوب العربية لتطبيق أجيال حروبها العصرية ونظرياتها الإستعمارية الحديثة للهيمنة على العالم لكثرة التناقضات والبدع التاريخية التي تؤجج الخلاف البيني والصراع الداخلي وسهولة تجنيد أولئك الأغبياء وسلكهم بخيط مشاريعها الخبيثة، قُتل مئات الآلاف وهُجر الملايين وفُقد عشرات الآلاف بسبب مشاريع أمريكا وإسرائيل في المنطقة وتحت رعاية الأمم المتحدة.
ترى متى يفيق سكان الشرق على أكذوبة الأمم المتحدة والعدالة العالمية ، متى؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التوتر يشتد في الجامعات الأمريكية مع توسع حركة الطلاب المؤيد


.. ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. استمرار تظاهرات الطلاب المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمي


.. وفد مصري إلى إسرائيل.. ومقترحات تمهد لـ-هدنة غزة-




.. بايدن: أوقع قانون حزمة الأمن القومي التي تحمي أمريكا