الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العرب بعد الاستعمار

حسين عوض

2016 / 4 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


تتحمل الأحزاب التقدمية في الدول العربية مسؤولية فشلها خلال العقود السابقة , لأنها لم تميزفي كثير من الأحيان بين التناقضات الأساسية والثانوية التي تقع ضمن دراسة الجدلية , كانت السمة العامة للمشهد السياسي العربي في العقود السابقة توحي بالتردد والهروب من تملك القرار الصحيح حيث تغيب اولويات العمل السياسي والانساني ومفهوم المجتمع المدني والحريات الديمقراطية . .
يقول عزمي بشارة في نقد الدولة العلمانية غير الديمقراطية :-
إن الدولة العلمانية الغير ديمقراطية ليست محايدة في شؤون الدين , وبالتالي ليست علمانية في الحقيقة , فهي لا تحترم الفصل بين الوظائف المختلفة في المجتمع , وكذلك لا تحترم الفصل بين الدين والدولة ولا يحل هذا التناقض إلا إذا رافقت عملية علمنة الدولة عملية ديمقراطية.
لقد أدى ضعف وتخبط الأحزاب السياسية العربية إلى ازدياد عدد الانقلابات العسكرية في المنتصف الثاني من القرن العشرين , وقد شكل بديلاعن الثورات الشعبية مما أدى إلى تعطيل المشاركة السياسية في الانتخابات وفرض قيود على الأحزاب والصحافة وحرية التعبير ...
قرون عديدة والعقل العربي رهين السلطة الحاكمة بعد الحكم المملوكي والحكم العثماني , تحالف العرب بقيادة الشريف حسين مع دول الحلفاء بريطانيا وفرنسا في الحرب العالمية الأولى ضد الدولة العثمانية للحصول على الاستقلال , لكن هذا لم يتحقق فبدل الحصول على الاستقلال وقع الوطن العربي فريسة التآمر الممثل باتفاقية سايكس بيكو في عام ألف وتسعمائة وستة عشر, التي حصلت على تغطية دولية عبر مؤتمر الصلح في باريس سنة ألف وتسعمائة وتسعة عشر عندما طرح الرئيس الأمريكي ويلسون الانتداب كمفهوم جديد للاستعمار, ومؤتمر سان ريمو في الخامس والعشرين من نيسان ألف وتسعمائة وعشرين , حيث أكد على تقسيم البلاد العربية ووضعها تحت الانتداب, ولا ننسى وعد وزير خارجية بريطانيا بلفور للصهاينة في الثاني من تشرين الثاني عام ألف وتسعمائة وسبعة عشر الذي منحهم الحق في إنشاء وطن قومي لهم في فلسطين ..
السؤال كيف واجهت الأنظمة العربية هذه التحديات؟! لم تستطع الأنظمة الوليدة مواجهة التحديات. أخفقت سياسياً وعسكرياً وكان احتلال جزء كبير من الأرض الفلسطينية عام ألف وتسعمائة وثمانية واربعين يمثل هذا الاخفاق , وبدل أن تسعى إلى تحرير فلسطين تصالحت مع الواقع , وحولت القضية إلى ورقة رابحة تاجرت فيها أمام شعوبها وأمام العالم , وهذا ما كشفته حرب الأيام الستة في حزيران عام ألف وتسعمائة وسبعة وستين التي الحقت بالأمة العربية هزيمة نكراء , تبين أن الأنظمة التي خاضت الحرب لم تدافع عن أرضها كما يجب , وكان الظفر بالهزيمة دون سقوط أنظمتها نصراً كبيراً , وقد تبين للحكام أن حكمهم لشعوبهم أسهل ألف مرة في حال الهزيمة لأن النصر يعطي للشعوب الثقة بالمستقبل ويحثهم على التغيير , وهذا ما اعطى الجمود والخنوع طوال خمسة عقود , وربما لهذا السبب ولأسباب أخرى تأخر الربيع العربي ولهذا استمرت بعض الأسر العربية الحاكمة في الأنظمة الملكية عقودا طويلة , الأسرة الهاشمية في الأردن ما يزيد عن تسعة عقود وآل سعود في المملكة العربية السعودية ثمانية عقود ونصف والسلالة العلوية في المغرب خمسة عقود , وهناك الأنظمة الشمولية التي حكمت أكثر من أربعين عاما القذافي في ليبيا , وعائلة الأسد في سوريا...!

إن الذين فجروا الثورات العربية في العقد الثاني من هذا القرن لا ينتمون إلى جيل الهزيمة . هم من جيل عربي جديد تجاوزوا عصر الإيديولوجيات الشمولية والأصولية التي استمرت عقودا رافضين أنظمة الظلم والاستبداد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ألعاب باريس 2024: اليونان تسلم الشعلة الأولمبية للمنظمين الف


.. جهود مصرية للتوصل لاتفاق بشأن الهدنة في غزة | #غرفة_الأخبار




.. نتنياهو غاضب.. ثورة ضد إسرائيل تجتاح الجامعات الاميركية | #ا


.. إسرائيل تجهّز قواتها لاجتياح لبنان.. هل حصلت على ضوء أخضر أم




.. مسيرات روسيا تحرق الدبابات الأميركية في أوكرانيا.. وبوتين يس