الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التيار الصدري: الرمز والهوية

مالوم ابو رغيف

2016 / 4 / 22
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ما يميز القاعدة العريضة للتيار الصدري عن غيرها هي انها ليست قاعدة دينية، بل تيار شعبي عاطفي يركض خلف القائد الرمز. لا تهتم هذه
القاعدة الشعبية كثيرا بدرجة تدين القائد ولا بمقدار فهمه وعلمه بامور الدين او حتى السياسة، بقدر ما تهتم بتمثيله الرمزي لها، اذ ان اتباع التيار الصدري يشعرون بالضياع دون رمز يميزهم عن غيرهم، بعد ان اثبت ان كل رجال الاسلام السياسي الذين بكوا مظلوميتهم، ليسو سوى منافقين وحرامية ولصوص.ـ
قاعدة التيار الصدري لا تهمها الدنيا ولا يهمها الدين ولا السياسة، فهي ليست قاعدة للاسلام السياسي ولا للكهنوت الديني، فكل ما ترغب به هذه القاعدة الواسعة، التي اغلبها من الشباب، هو تاكيد هويتها المتمردة على الواقع ذلك برفضه لكن دون السعي لتغييره بحيث يطمس هويتها.ـ وهو تناقض يجد تفسير له في غياب الافق السياسي والثقافي عند هذه الجماهير الواسعة.
جماهير التيار الصدري لا يريدون تغيير الواقع، اذ ان اي تغير يطريء على الواقع، يفرض عليهم التغيير معه وعندها يفقدون هويتهم الانتمائية ويفقدون رمزهم الذي لا يرون تناقضا معه حتى وان تغير وتبدل وانحرف، فهم الجماهير التي يجب ان تكون مظلومة دائما لكي يمثلها قائد تفتخر بما يملك من قوة وسلطان وبطش وثروة، انهم مثل ما يفعل النحل اذ يخص نحلة دون غيرها بطعام مميز لتكون هي الملكة فتتفرد عنهم وتفرض عليهم طاعتها برغبتهم.ـ
من محاسن هذا التيار انه لا يحترم الدين التقليدي المتمثل باطاعة كبار رجال الدين، فاغلب المعممين فيه من الشباب الذين تعصف بهم الغرائز والاندفاعات فيشطون هنا وهناك ويفقدون احترام القاعدة لهم ويفقدون حتى تدينهم، لقد فقه السيد مقتدى الصدر الامر، فجعل ما يشبه الجفوة بينه وبين النواب الذين اغتنوا واثروا واصبحوا لا يختلفون عن حرامية الاسلام السياسي، فهم يتمتعون بحياة مترفة وبرواتب ضخمة وامتيازات لا تخلتف عن تلك التي يتذمر منها التيار الشعبي ويرفضها وينتقد طبقتها .ـ
وهذه الفجوة الظاهرية بين الصدر وفئة السياسيين الصدريين، تمثل انتباهة ذكية جدا، فقد كانت ضرورية لفرض سيطرته المطلقة على القاعدة الشعبية، فهي، اي الفجوة، تعني انه القائد الرمز الذي ينتمي الى القاعدة المظلومة وليس الى الفئة الثرية المترفة من النواب، ذلك يعني ايضا بان اي اي صوت انتخابي لا يعطى للمرشح الفرد في قائمة التيار الصدري انما يعطى لصالح القائد الرمز.ـ
ان التيار الصدري، ولضعف اطلاع او تفقه السيد مقتدى الصدر بامور الدين والكهنوت، ولان القاعدة الشعبية للتيار تنتمي الى الواقع اكثر مما تنتمي الى اوهام الاخرة تلك التي تقول بها المرجعيات الدينية الكهنوتية، تخفف من حدة الانتماء والرضوخ لكهنوت الدين ويفقد الدين دوره في التأثير عليها، انها قد تكون اقرب الى العلمانية غير الواعية منها الى الاسلام السياسي، فهي قاعدة ليست متدينة ولا تؤمن بثوابت الاسلام ولا فتاوى ازلامه، كما ان الدين يفقد تأثيره عليها، فهو ليس افيونها ولا زفرتها عند التحسر، بينما يزداد تاثر القائد الرمز على عاطفتها السلوكية والاندفاعية.ـ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مشكلة في كل الاحوال
nasha ( 2016 / 4 / 22 - 01:06 )
الاستاذ مالوم المحترم . حضرتك تعرف كيف تقرأ المشهد بصورة صحيحة لانك ابن هذا المجتمع وانا واثق انك صادق ودقيق في تحليلك.
يا استاذي هذه الفئة من الشباب( خلف مقتدى الصدر) تتحرك بالعواطف والتمني وهي ضحية الدعاية الاعلامية والمبالغة بوصف ( القائد الاله).
انها مجازفة خاسرة لان القائد في هذه الحالة يمثل شخص مقدس يمكن ان يموت اويختفي بلحضة من الزمن.
مقتدى الصدر شخص عادي بسيط , ليس فيلسوفاً او مفكراً بارزاً يدعو الى نظرية فلسفية اجتماعية متميزة ملموسة قابلة للطبيق .
الثورة الحقيقية هي فكر ونظرية في العقول قبل ان تكون حركة على الارض.
مشكلة العراق هو انعدام الرؤية وانعدام الاتجاه والدليل مقتدى نفسه يدعو الى حكومة تكنوقراط ولا يدعو الى فلسفة معينة لانه محدود جداً ولا يملك سوى الكارزمية الدينية العاطفية الموروثة وهذه هي الكارثة.
انه اعمى يقود عميان.
تحياتي


2 - الدكتور مالوم ابو رغيف المحترم
وليد يوسف عطو ( 2016 / 4 / 22 - 05:45 )
تحليلكم لاتباع التيار الصدري تحليل دقيق يستند الى قراءة نفسية لهذا التيار ..

الصورة الرمز للسيد مقتدى الصدر كما تحدثتم عنها يكرسها جلوس مقتدى الصدر في خيمة الاعتصام وتناوله لوجبة طعام بسيطة يتناولها معظم افراد شعبنا ..

شعبنا تحركه العواطف والكاريزما ولا يحر كه العقل والدين والاخلاق ..

مشكلة التيار الصدري هي عدم وجود برنامج وفلسفة للدولة لديه وللتنمية البشرية والاقتصادية وللتنمية المستدامة وللتجديد والاصلاح الفكري والديني والمذهبي ..

يحتاج التيار الصدري الى مارتن لوثر جديد والى بروتستانتية -شيعية جديدة للسير في طريق الحداثة ..

احسنت النشر دكتور مالوم ابو رغيف .. محباتي .


3 - حسن نصرالله
د.قاسم الجلبي ( 2016 / 4 / 22 - 10:45 )
ان حركه الصدريين والتي يقودها السيد مقتدى ماهي الآصوره طبق الاصل من حزب الله التي يقودها حسن نصر الله, حيث كلاهما تقودها ايران وكلاهما ليس لهما مبدىء ثابت وكلاهما يضغطان على حكومتهما في لينان والعراق, حيث لا زالت لبنان بدون رئيسا للجمهوريه وهذا كله من تاثير لحزب الله , ان السيد الصدر تقف من ورائه ايران ليكون قوه مأثره مستقبلا وحاظرا لتقويض اراده الشعب العراقي في مجلسه النيابي عند وصول قوه من النواب يختاره الشعب ضد مواقف ايران ودول الجوار الاخرى, اي بمعنى وجود حكومه عراقيه لا ترضى بتدخل دول الجوار فيها , بل يبقى العراق الحديقه الخلفيه لآيران بسطوه الصدريين مستقبلا , مع التقدير


4 - هل الصدريون ضحية الاعلام؟
مالوم ابو رغيف ( 2016 / 4 / 22 - 11:06 )
الاخ العزيز ناشا
تحياتي
انا لا اعتقد ان الصدريين ضحية اعلام تمجيد مقتدى الصدرـ فجماهيره غير منبهرة به ، ذلك انه يفتقر لمزايا الانبهار
فهو لا يجيد الحديث
ولا يجيد اللغة
ولا يجيد السياسة ولا الدين
كما ان الاعلام العراقي اعلام فاشل جدا حتى بتمجيد الشخصيات االدينية التاريخية المقدسة او ، ولا اعتقد انه، اي الاعلام قد نجح بتقديم مقتدى الصدر بصورة اخرى غير تلك التي هو عليها، متقلب الاهواء السياسية غير فاهم بالامور الدينية متغير الاتجاهات.ـ
لكن كل هذا لا يعيق ان يكون الصدر رمزا لقاعدة شعبية تجد في كل تلكأه وفي لعثمته وحتى في تقلباته
ما يقربه منها،، خذ صورة عمار الحكيم مثلا، حيث التفلسف الفارغ والاسلوب المائع والفخفخة الزائدة وطريقة مشيه وشكل ملابسه وهندامه، كل ذلك وان بدا معظما، الا ان الفخامة هي التي تبعده عن الناس الذي يدعي تمثيلهم.ـ
نحن لا نتحدث عن مجتمع يتميز بثقافة دينية او ثقافة علمانية ، نحن نتحدث عن مجتمع عاطفي يبحث عن تمثيل في هذا العالم الجديد فلم يجد الا مقتدى الصدر الذي في اتباعه جزء من وفاء لوالده الند اللدود لمرجعيات النجف الصامتة
اكرر التحية


5 - هل يوجد مثل مارتن لوثر عند الصدريين؟
مالوم ابو رغيف ( 2016 / 4 / 22 - 11:16 )
الاخ العزيز والكاتب المبدع وليد عطو
تحياتي لك
شكرا لك على الاضافة والاشارات القيمة التي وردت في مشاركتكم
تقول
(يحتاج التيار الصدري الى مارتن لوثر جديد والى بروتستانتية -شيعية جديدة للسير في طريق الحداثة )
ومع اتفاقي الكامل معك الا اني اتسائل: هل فيهم( الصدريين) من يملك جراة و ثقافة مارتن لوثر؟
اكرر التحية


6 - الصدر وحسن نصر الله
مالوم ابو رغيف ( 2016 / 4 / 22 - 11:49 )
الاخ الدكتور قاسم جلبي
تحياتي لك

لا يوجد حزب اسلامي مهما كانت فلسفته او توجهاته متقيد بالمباديء
وهذا صحيح على حزب نصر الله كما هو صحيح على احزاب اخوان المسلمين وعلى الدعوة ، الاسلام براغماتي، اي يميل وفق ما تقتضي المصلحة حتى لو كانت متناقضة مع المباديء الاسلاسية للدين.ـ
لكن وان اتفقت معك في ان مقتدى الصدر يطمح ان يكون مثل شخصية حسن نصر الله، لكن هذا الطموح تعيقه مؤهلات الصدر، البلاغة النباهة اللغة والتاريخ والموقع
كذلك ان قاعدة حزب الله ليست مثل قاعدة مقتدى الصدر، فقاعدة مقتدى الصدر الجماهيرية متمردة حتى على الدين الاسلامي نفسه، فالتقديس لشخص او لسلالة في قسم كبيرمنه، هو ايضا اضعاف للدين ان لم نقل رفض غير مباشر له ، لاحظ ان الاطروحة الوهابية التي تقرن التقديس بالاشرام، هي اطروحة لها دلالة.ـ
ايران وان كان لها تأثير كبير على الاحزاب الدينية، الا ان ذلك التأثير ليس بتلك القوة على جماهير هذه الاحزاب، ذلك ان الناس تفهم السياسة من خلال حياتها اليومية وليس من خلال صراعات الطوائف
تحياتي

اخر الافلام

.. الولايات المتحدة و17 دولة تطالب حماس بإطلاق سراح الرهائن الإ


.. انتشال نحو 400 جثة من ثلاث مقابر جماعية في خان يونس بغزة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن قصف 30 هدفا لحماس في رفح • فرانس 24


.. كلاسيكو العين والوحدة نهائي غير ومباراة غير




.. وفد مصري يزور إسرائيل في مسعى لإنجاح مفاوضات التهدئة وصفقة ا