الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وسائل تفعيل عمل حزب الطبقة العاملة في صفوف النقابات، هل مجرد قيام حزب الطبقة العاملة كافٍ لأجل ذلك؟

سهيل دياب

2016 / 4 / 30
ملف 1 ايار - ماي يوم العمال العالمي 2016 - التطور والتغييرات في بنية الطبقة العاملة وأساليب النضال في ظل النظام الرأسمالي والعولمة



* العلاقة القائمة بين أهداف الإطارات النقابية وبين أهداف حزب الطبقة العاملة، هي علاقة جدلية، نظرا للتلازم على تحقيق الأهداف النقابية، والعمل على تحقيق أهداف حزب الطبقة العاملة لأن أي فصل بينهما، يعتبر فصلا تعسفيا، يؤدي إلى تحريف العمل النقابي، وعمل حزب الطبقة العاملة* لعل أهم أهداف العمل النقابي هو خلق حزام جماهيري، لحزب الطبقة العاملة، في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، من خلال العمل في الإطارات النقابية المركزية والقطاعية، إلى جانب الحزام الجماهيري الواسع، في صفوف العمال، حتى يصير ذلك الحزام الجماهيري، مجالا لتحرك الحزب، وقوة له*





يكتسب العمل النقابي في الظروف الحالية بالذات أهمية خاصة ومتميزة وذلك للأسباب التالية:
1- الإجراءات الاقتصادية الكارثية لحكومة اليمين السياسية والاقتصادية وانعكاساتها على جمهور العاملين والفئات المستضعفة، اليهود والعرب. وانعدام وجود اي حزب اجتماعي أو عمالي في هذه الحكومة.
2- سياسة قيادة الهستدروت المتهادنة، في الوقوف ضد سياسة هذه الحكومة، وانتهاجها سياسة "التوفيق" بين مصالح أصحاب العمل وجمهور العاملين، وابتعاد التنظيم النقابي في البلاد عن قيم ومفاهيم النضال الكفاحي العنيد ضد رأس المال، والانخفاض المتواصل في الإضرابات العمالية والإجراءات الكفاحية من أجل ضمان الحقوق. والابتعاد عن الربط العضوي بين المسألة السياسية وحل القضية الفلسطينية وبين الوضع الاقتصادي والاجتماعي المتدهور. فالنقابات اليوم في حالة "الدفاع عن النفس".
3- العمل النقابي يعتبر الجانب الأكثر بروزا في توطيد العلاقة بين التنظيم السياسي للحزب الشيوعي والجبهة الدمقراطية، وبين الفئات العمالية والمستضعفة. تبرز أهمية توطيد هذه العلاقة وإعادتها الى أوضاع الثمانينات من القرن الماضي، كان هذا أيضا احد الاستنتاجات من تراجعنا الكبير في انتخابات الحكم المحلي في السنة الأخيرة، خاصة في الناصرة وبين الجماهير العربية عامة.
4- العمل النقابي مدرسة هامة في تعميق المفاهيم والرؤيا الطبقية لشريحة العاملين فكريًا وتنظيميًا، وهي بالتالي تقدم نموذجًا في الكفاح المطلبي والسياسي، ودفيئة لتطوير علاقات يهودية- عربية مبنية على أسس ومبادئ الديمقراطية والاحترام المتبادل والكفاح المشترك. هذه القيم تصب في لب أيديولوجية الحزب الشيوعي وبرنامجه السياسي والاقتصادي والاجتماعي، ويشكل هذا النشاط وتراكمه الكمي والنوعي – معطيات وآفاق لتطوير العمل المشترك وبناء تحالفات سياسية واجتماعية، على قضايا استراتيجية أو انتخابية او مطلبية خدمة للكفاح السياسي العام في البلاد.
إن حزب الطبقة العاملة، انطلاقا من اقتناعه بالاشتراكية العلمية، وتشبعه بأيديولوجية الطبقة العاملة، لا يكتفي بالسعي إلى توسيع تنظيماته في المؤسسات الإنتاجية، والخدماتية، بل يلجأ نشيطوه إلى الارتباط المباشر بالعمال، وسائر الكادحين، من خلال المنظمات الجماهيرية، ومنها: النقابات المركزية، والقطاعية، كي يرتبطوا بالمجال المناسب للنضال، من أجل التحسين المستمر للأوضاع المادية، والمعنوية للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، في مختلف المؤسسات الإنتاجية، والخدماتية، في أفق إعدادهم للنضال، من أجل التغيير الشامل للأوضاع الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، في أفق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والاشتراكية. انطلاقا من وحدة تصور حزب الطبقة العاملة، وسعيا إلى وحدة العمل، من أجل تحقيق نفس الأهداف، المتمثلة في إشاعة الفكر العلمي، بين شرائح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وربط تلك الشرائح، عن طريق ذلك الفكر، بحزب الطبقة العاملة، والعمل على إشاعة التربية النقابية، الحقيقية، التي تصير أساسا لتربية حزب الطبقة العاملة، حتى تتميز الممارسة النقابية، التي تستهدف تحقيق المطالب الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، من أجل تحسين أوضاعهم المادية، والمعنوية، عن الممارسة الحزبية، التي تهدف إلى القضاء على الاستغلال، وبصفة نهائية، كما هو الشأن بالنسبة لحزب الطبقة العاملة.
والعلاقة القائمة بين أهداف الإطارات النقابية المختلفة: القطاعية، والمركزية، وبين أهداف حزب الطبقة العاملة، هي علاقة جدلية، نظرا للتلازم الحاصل في سلوك مناضلي حزب الطبقة العاملة، في الإطارات النقابية، بين العمل على تحقيق الأهداف النقابية: القطاعية، والمركزية، والعمل على تحقيق أهداف حزب الطبقة العاملة؛ لأن أي فصل بينهما، يعتبر فصلا تعسفيا، يؤدي إلى تحريف العمل النقابي، وعمل حزب الطبقة العاملة، كما يظهر ذلك من خلال الممارسات الميدانية.
فأهداف النقابات بالنسبة لنا ، تتمثل في:
1) العمل في أفق الحفاظ على نضالية النقابة، من أجل تحسين الأوضاع المادية، والمعنوية للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين. وعلى النقابيين ممثلي حزب الطبقة العاملة السعي المستمر لوضع برامج أكثر ثورية لتغيير الواقع أمام مؤسسات النقابة البرجوازية.
2) الحرص على تحقيق، واحترام ديمقراطية النقابة، لأن تحقيق المبادئ المذكورة في الهياكل النقابية، وفرض احترامها على القيادات، والقواعد، ودون التفاف عليها، في الأنظمة الأساسية، والداخلية، يعتبر مسألة أساسية في النقابة المبدئية، وفي العمل النقابي المبدئي.
3) ربط العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، بالإطارات النقابية والعمل على تنظيمهم النقابي حتى يتمرس الجميع على التنظيم النقابي ويتم الابتعاد عن ظاهرة اللاّ تنظيم، التي لا يمكن اعتبارها ظاهرة سليمة، ومشرفة.
4) ربط النضال النقابي، بالنضال السياسي العام، من أجل فك الحصار المضروب على النقابة، ومن أجل انفتاح النقابة على المطالب الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية للجماهير الشعبية الكادحة.
5) جعل العمال، ، يمتلكون الوعي النقابي الحقيقي، الذي يعتبر مدخلا حقيقيا، لامتلاك الوعي الطبقي، باعتباره مظهرا من مظاهر الربط الجدلي، بين النضال النقابي، والنضال السياسي.
6 نشر الفكر التنويري في صفوف العمال، باعتبار ذلك الفكر مدخلا، لاحتضان المعنيين بالعمل النقابي للفكر العلمي، أو للاشتراكية العلمية، كوسيلة، وكهدف. وهذا الأمر نشهده اليوم أمام تصاعد قوة الحركات الداعشية على اختلاف أنواعها والتي تحمل فكرا
يتناقض كليا مع فكر الطبقة العاملة ومصلحة النقابات الحقيقية، حتى ولو كانت هذه النقابات برجوازية وانتهازية.
أما الأهداف التي يسعى حزب الطبقة العاملة إلى تحقيقها، من ارتباط مناضليه بالإطارات النقابية، فتتمثل في تمكين مناضلي حزب الطبقة العاملة، من نشر الفكر الاشتراكي العلمي، في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، من خلال تواجدهم في الإطارات النقابية: القطاعية، والمركزية.
ومناهضة مناضلي حزب الطبقة العاملة، للتوجهات التي تسعى إلى تحريف النقابة، والعمل النقابي، عن المسار الصحيح. وربط حزب الطبقة العاملة بالعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، بالاستماتة في الدفاع عن مصالحهم، والسعي إلى تحقيق مطالبهم المادية، والمعنوية. ولعل أهم هذه الأهداف هو خلق حزام جماهيري، لحزب الطبقة العاملة، في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، من خلال العمل في الإطارات النقابية المركزية والقطاعية، إلى جانب الحزام الجماهيري الواسع، في صفوف العمال، حتى يصير ذلك الحزام الجماهيري، مجالا لتحرك الحزب، وقوة له.
لذلك، فإن الهيئات الموجهة لعمل مناضلي حزب الطبقة العاملة، في الإطارات النقابية المختلفة، انطلاقا من الوضعية النقابية المتردية، ومن حالة التفتيت والتشرذم، التي صارت تعرفها مختلف القطاعات النقابية، ومن حرص الطبقة العاملة على قوة وتقوية النقابة والعمل النقابي، وسعيا إلى استفادته من تنشيط الإطارات النقابية، فإن على حزب الطبقة العاملة، أن يعمل على:
بناء تنظيماته على أساس الارتباط بالعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، من خلال النقابات التي يعمل فيها، ما يتناقض مع كونه حزبا للطبقة العاملة. وستبقى الشرائح المنظمة فيه من غير الطبقة العاملة، التي تكون في غالب الأحيان حاملة للعقلية البرجوازية الصغرى المريضة بالتطلعات الطبقية، التي تجعلها مستعدة لتحريف النقابة والعمل النقابي، عن مساره الصحيح، حتى تجعله في خدمة مصالحها الطبقية، ولتجنب ذلك، لا بد من الحرص على استثمار عمل الفاعلين في الإطارات النقابية، حتى يتغير ميزان القوى لصالح حزب الطبقة العاملة، ومن أجل تجاوز حالة الضعف، التي صار يعاني منها، وتعاني منها النقابة، والعمل النقابي، في نفس الوقت.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إدارة بايدن وملف حجب تطبيق -تيك توك-.. تناقضات وتضارب في الق


.. إدارة جامعة كولومبيا الأمريكية تهمل الطلاب المعتصمين فيها قب




.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م