الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألاول من آيار هو يوم للمقاومة وإيجاد مجتمع بديل

اتحاد الشيوعيين في العراق

2016 / 5 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


ألاول من آيار هو يوم للمقاومة وإيجاد مجتمع بديل
تعاني البشرية اكثر من أي وقت مضى، وبات وجودها مهددا بالزوال والفناء لا لشيء الا لكونها تعيش في ظل نظام اجتماعي عالمي يجسد ويراكم الثروة، المادي والمعنوي على السواء، في شكل رأسمال، ويركزها ويحتكرها في ايد طبقة رأسمالية، رغم ان اعداد المنتمين اليها تتقلص يوما بعد يوم وباتوا يشكلون حوالي 5% من سكان العالم برمته، والتي تسعى بدورها وبكل وسيلة الى تحقيق الربحية، وتحويل كل شيء، بما فيها الانسان ذاته، في اقتصاد سوقي دولي، الى بضاعة تباع وتشترى بهدف نيل الربح.
ان الرأسمالية، بمثابة امبراطورية عالمية جديدة وحضارة طبقية جوهرها وديناميكيتها تحقيق اقصى درجات التراكم الرأسمالي، باتت اليوم تتجه بوتيرة تصاعدية ملموسة الى البربرية والوحشية، وفي طريقها الى تدمير ذاتها وتجهض على ما بنتها البشرية طوال آلاف السنين، حيث انها بموازاة التهكم بالتراكم، وتركز وتمركزها للثروة، تمارس العنف والقوة التدميرية، وتراكمها وتحتكرها في شكل اسلحة تطورت، خلال ثلاثة ارباع القرن المنصرم، الى أسلحة للدمار الشامل.
ان التناقضات المستعصية لهذا النظام الربحي الجشع والطبقي المتناحر، تدفع الحكومات والدول والجماعات وحتى الافراد، في اطار منافسة محتدمة، الى اختيار القسوة وصولا الى البربرية، واتباع طرق اقل مايقال عنها بانها وحشية، بغية حماية مصالحها ودرء المخاطر التي تواجهها، وبخاصة اثناء وقوعها في مطب الازمات التي باتت تهدد وجودها.
واليوم فان الرأسمالية لم تخرج بعد من الازمة العالمية التي عصفت بها منذ 2008، وهي مازالت في عنق زجاجة، تريد الخروج منها عبر تشديد الاستغلال وشن الهجوم على مكتسبات الطبقة العاملة والمكتسبات الشعبية والمجتمعية، واللجوء الى اشكال شتى من القسوة والبربرية وتجسيد ديناميكيتها التدميرية، وقد تجلى ذلك بسطوع في التوتر وتزايد انعدام الامن في قلب اوربا، وتدشين حقبة جديدة، اخطر من السابق، من وتيرة سباق التسلح، واندلاع الحروب وانهيار الدول وتفكك المجتمعات البشرية..
ولعل التجسيد الحي لما مر ذكره هو مايشهده العراق و سوريا والشرق الأوسط واليمن ودول الشمال الأفريقی-;- و ترکيا، حيث نشهد بان آلة الحرب و القتل والدمار على اشدها، وقد ازهقت الكثير من أرواح الناس الأبرياء، أطفالا وشيوخا، والسكان المدنيين، ودمرت مدن برمتها، والتي تعاني شعوبها من سطوة الدکتاتورية ومكتوية بنار الارهاب و العنصرية و الطائفية، وتحولت حياتها الى جحيم لايطاق، وسط عجز تام لما يسمى بـ"لمجتمع الدولي"، مع سيادة التوتر وتفاقم الصراع الاقليمي والعالمي بين القوى العظمى والفرقاء الدوليين، حتى بات سماء المنطقة تحوم فيها شبح مايسمى بـ" الحرب العالمية الثالثة"!
وبلدنا العراق، مهد اولى الحضارات البشرية، فانه في قلب العاصفة، ويشهد، بشكل دراماتيكي، الحدث الأبرز المعاصر أي تدمير مابنتها الحضارة الرأسمالية الغربية في هذه البقعة بالذات، ويعاني من وطاته، وتداعيات انهيار المنظومة السياسية والإقليمية السائدة، وهناك احتمال بان يشهد المزيد، كونه مكتوي بنار الإرهاب الداعشي، وانهيار الدولة المركزية، ويعاني من نقص مقومات المقاومة، ولايملك الأسلحة الكافية لوقف المد الجارف، والصراع على اشده، فيما بين الميلليشيات المتحاربة، لمل الفراغ الناجم عن انهيار مؤسسات الدولة التقليدية. اما الحديث عن النمو والازدهار فقد طواه النسيان، حيث أضحت الرأسمالية هي الداء والدواء، والخروج من أزمتها الاقتصادية الخانقة يتم عبر تناول المزيد من الجرعة الليبرالية التي تقرض جسد العمال والكادحين، وتدفع باتجاه التوغل في وحل الليبرالية الجديدة المتمثلة بسطوة السوق والخصخصة وانقاص الخدمات العامة وتنزيل الرواتب والأجور و....الخ. ويبدو بان البلد مقبل على تدشين حقبة او فصل جديد في الصراع على السلطة بين مختلف القوى البرجوازية ستزداد ضراوة اثر رحيل داعش من العراق.
ولكن ليس هذا بقدر العراق المحتوم، حيث ان البلد عاش طوال آلاف السنين بدون وجود الرأسمالية، وقد جرب الويلات والكوارث بسبب توغلها قبل مئة سنة خلت، عان من الاحتلال والاقطاع، ومن بناء نظام رأسمالي عفن ومغرق في التخلف، والحروب المتلاحقة والدكتاتورية العسكرية المقيتة، وعليه ان يختار المقاومة بدل الاستسلام لهذا النظام الدولي الجشع، الذي لايصلح للعراق والبشرية جمعاء، ويتحتم على ذلك ايجاد طرق بديلة.
لاشك ان مصلحة الرأسماليين العراقيين الجدد، والطبقة السياسية المنبثق عنها او المتحالفة والشريكة معها، والقوى المافياوية وحيتان الفساد، قد ربطت العراق وربطت مصيرها بالرأسمالية العالمية، بغية تراكم الثروة على حساب الشعب العراقي، ومراكمتها في شكل رأسمال والمال وتهريبه بوسائل شتى الى البنوك الأوروبية والامريكية، وبناء دولة تحمي لهم مصالحهم وثرواتهم، وآلة للعنف والقتل للاجهاز على كل مقاومة واعتراض و.....الخ، اما غالبية الشعب العراقي، فليس من مصلحته بشيء في التحول الى عمال اجراء، عبيد معاصرين للرأسماليين الجدد ولشركاتها او الى موظفين خدميين لدولة برجوازية تحمي النظام الاجتماعي الهرمي الموجود وتحافظ على هيمنتها.
ان الأول من آيار كان ومازال رمزا للمقاومة ضد النظام الرأسمالي المهيمن، ورمزا للتحرر من الأوهام المتعلقة بجدوى وقابلية النظام الرأسمالي، بما يمثل ويجسد ذاته في مساعيه البديلة، وسيبقى الأول من آيار مرتبطا بهذا النضال الرئيسي، لذلك بات من الضروري احياء جذوره، وتحصين قلاع مقاومته، وإيجاد ورسم الافاق الجديدة، بغية الوصول لبناء مجتمع جديد، غير رأسمالي، خالي من الاستغلال والانقسام الطبقي، تنعدم فيه الدولة وكل المؤسسات القمعية الأخرى، مجتمع اقتصاده قائم على الاكتفاء الذاتي وسد وتلبية الاحتياجات البشرية، تركيبه ونسيجه الاجتماعي مبني على التجانس والتوازن والتعايش الحر، كيانه كوموني، وادارته التسيير الذاتي الحر وفق آليات شعبية- ديمقراطية، وأهدافه تحقيق الحرية والعدالة والمساواة في اطار حضارة إنسانية حرة جديدة.

اتحاد الشيوعيين في العراق
اللجنة المركزية
30 نيسان 2016








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشيف عمر.. طريقة أشهى ا?كلات يوم الجمعة من كبسة ومندي وبريا


.. المغرب.. تطبيق -المعقول- للزواج يثير جدلا واسعا




.. حزب الله ينفي تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي بالقضاء على نصف


.. بودكاست بداية الحكاية: قصة التوقيت الصيفي وحب الحشرات




.. وزارة الدفاع الأميركية تعلن بدء تشييد رصيف بحري قبالة قطاع غ